ألف ليلة و ليلة نقوس المهدي - كتاب الليالي... الكتاب الذي لا ينتهي

تقديم

«أمام النقاد قرون طويلة ليدركوا قيمة ألف ليلة وليلة الفنية»
خ. بورخيس

*****

(شهرزاد هي الشخصية التراثية التي سأختارها لشرب فنجان قهوة معها فيما لو أتيح لي ذلك.)
غبدالفتاح كيليطو

*****

[على أية حال , فإن طلبي من أبنائي هو : إذا وقعتم على من تمنحونه كتبي , فرجائي إليكم أن تستبقوا منها كتابا واحدا فقط , هو كتاب (ألف ليلة وليله).. وأن تنزلوا هذا الكتاب معي إلى قبري !
ذلك لأن من أشد الصعاب على أن أتصور نفسي ممددا في لحدي , دون أن يكون كتاب ألف ليله وليله بأجزائه الثلاثة قريبا مني!]
طه محمد علي - قليل من الاغتباط كثير من الحزن !

***

"ألف ليلة وليلة مثل روائع الأدب الغربي (دون كيشوت - الفردوس المفقود - فاوست) الكل يستشهد بها ولا أحد يقرأها "
عبد الفتاح كيليطو..

***

تقديم

"ألف ليلة وليلة مثل روائع الأدب الغربي (دون كيشوت - الفردوس المفقود - فاوست) الكل يستشهد بها ولا أحد يقرأها "
عبد الفتاح كيليطو..

***

لم يشغل المهتمين ودارسي الادب كتاب عربي اكثر مما شغلتهم حكايات "ألف ليلة وليلة"، أو كتاب الليالي العربية كما يحلو للنقاد الغربيين تسميته، لا من حيث الاهتمام الكبير بمحتواه الراقي الذي يمتح مادته من التخييل والمتعة الأدبية، التي توفرها للقارئ الفدائية شهرزاد بنت الوزير، التي فطنت الى حيلة عبر نسج الحكايات السحرية، لإطالة عمرها، وافتداء عذارى جيلها بحياتها، وتخليص الملك الشيخ الفاني العنين شهريار من كآبته وحزنه، وكرهه للنساء، ذلك أن السرد بحسب رؤية تودوروف: "يعادل الحياة، وغياب القصص يساوى الموت. ولو أن شهرزاد لم تجد المزيد من القصص لترويها، لكان عليها أن تفقد رأسها"، أو الاهتمام به كمادة فنية وسردية غنية بمضامينها الفرجوية الشائقة، والحافلة بكل ما هو مفيد وطريف من احاجي وحكايات وطرائف ونوادر، وعلوم ومأثورات شعرية، ومغامرات ونفائس، وحكم وامثال وعبر ومواعظ ومعلومات، ومشاهد عن أوساط السلاطين والقصور والحريم والطبقات الأرستقراطية، او تناول وجوه العيش والحياة البسيطة في الاوساط الشعبية، وتحولات العمران في المدن والارياف والامصار القصية، والأزمنة السحيقة، باعتبار ان: "الأدب يأتينا بشكل رئيس من الماضى . وهناك مبررات أكاديمية قوية لعدم جواز دراسة أدب الحاضر دون امتلاك بعض المعلومات عما سبقه" بحد تعبير ريموند جابمان.

ومن المرجح ان تكون حكايات ألف ليلة وليلة قد تأثرت بالقصص المعروفات في الفارسية تحت عنوان (هزارافسانه), وتعني الخرافة.. وبحكايات وخرافات هندية أيضا، فيما احتفظت النسخ العربية بعنوانها العربي الاصلي، يقول المسعودي في " مروج الذهب ": "أنّ هذه أخبار موضوعة، في خرافات مصنوعة، نظمها من تقرّب من الملوك بروايتها، وأن سبيلها سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة من الفارسية والهندية والرومية، مثل كتاب هزار أفسانة، وتفسير ذلك بالفارسية ألف خرافة، والناس يسمون هذا الكتاب ألف ليلة". وقد ورد في مقدمة الطبعة الرابعة التى صدرت عن المطبعة الكاثوليكية ببيروت إنه "ليس لهذا الكتاب من كاتب"، إذ ألف من طرف رواة كثيرين، في أزمنة متفاوتة، وبلاد مختلفة، إبان ازدهر الخلافة العباسية في القرن الرابع الهجري زمنا، ودار السلام أولا، وفي دمشق والقاهرة لاحقا،
ويرجع الفضل في اكتشاف هذه الحكايات للمستشرق الفرنسي انطوان غالان قبل ان ترجع الى مصبها الاصلي، وتنقل الى كل لغات الدنيا، وتستلهم من طرف الروائيين والفنانين والمسرحيين واهل الطرب والمغنى والفن السابع.. ويرى الأستاذ أحمد حسن الزيات أن: "حكايات ألف ليلة وليلة قد جمعت ما بين عامى 1517 ـ 1526 م . ويستند فى اجتهاده إلى أنه قد ورد فى الكتاب ذكر القهوة والباب العالى ودواوين الحكومة فى الدولة العثمانية وغيرها مما لم يكن معروفاً قبل تلك الفترة"، كما يذهب حسين فوزى إلى القول: "أنا واحد من الناس أعتقد أن كتاب ألف ليلة وليلة أدب مصرى فى الكثير من قصصه"

وقد الفت هذه القصص على مدى ثلاث وثلاثين شهرا وهي المدة الزمنية الممتدة ما بين الحمل والوضع والرضاعة والفطام، والحدث في الف ليلة وليلة يراوح بين الواقع والخيال، والتهويل، والتشويق، أو ما يعرف في النقد الادي بالواقعية السحرية والشغرية، والإثارة الجنسية، ويتخذ أسلوب الحكي في كتاب ألف ليلة وليلة نسق الحكاية العنقودية او بنية الحكاية داخل الحكاية حيث تتناسل الاحداث وتتوالد القصص عن بعضها البعض.. وقد زيدت فيها العديد من الوقائع والحكايات بحسب التحولات المرحلية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أو تقلب الحقب التاريخية خاصة بالنسبة للنسختين المصرية والشامية، اذ اضيفت اليهما حكايات تنتمي للعصور اللاحقة تبعا لمزاج مدوني وناسخي تلك الفترات.. فقد استهوت الروائيين الغربيين والمستشرقين، -كما يقول بورخيس: "لولا ألف ليلة وليلة لما وجد معظم ادب الغرب"-، أكثر مما لفتت أنظار العرب الاقدمين الذين استخفوا بها واستهجنوها، ولم يعتبروها ادبا ونظروا إليها من باب الاحاجي والخرافات الشعبية الت تحكى حول الكوانين، مثلها مثل السير الشعبية لعنترة العبسي، الزلية وسيرة الميرة ذات الهمة وولدها عبدالوهاب، ويشير جبرا ابراهيم جبرا إلى أن أسلافنا لم يعدوا ألف ليلة أدباً ـ مجلة " الأديب ـ يناير 1954 ، ويضيف ا . ل . رانيلا أن العرب لم يحتفلوا بألف ليلة وليلة ، باعتبارها نمطاً من الكتابة يشذ عن الكتابة العربية ، وغير جديرة بالاحترام ، لأنها عامية وسوقية ، وليست أدباً بأى حال من الأحوال ، إنما هى خليط من فولكلور الشارع صيغ بلغة سوقية)، ولهذا ظل مجهولا طيلة سنين عديدة قبل ان يهتدي إليه أنطوان غالان وينفض عنه غبار النسيان، وروجوا حوله بان من يقرأ كتاب الف ليلة وليلة يحل عليه في نهاية عام القراءة، مصيبة تدمر حياته...!!!، لثني الناس عن قراءته.

وقد كتبت حول هذا الكتاب العديد من الدراسات النقدية المهمة والمحاضرات الرائعة سنعرض لها جميعها.. ولعل اللافت للنظر هو الاشارة الى ان خورخي لويس بورخيس قد خصها بدراسات ومحاضرات رائعة وكذلك عبد الكبير الخطيبي وعبد الفتاح كيليطو وسهير القلماوي ومحمد عبد الرحمن يونس ومحسن مهدي واندري ميكيل وغيرهم كثيرون كي لا نحصر النقاد والمحاضرين في هذه الاسماء ونتمنى توثيقها في هذا لمتصفح رهن اشارة الباحث والمهتم بهذا الكتاب الفريد ..

***

ومن غريب المؤامرات على كتاب ألف ليلة وليلة هي الدعوى القضائية الغريبة التي رفعها بعض المحامين الإسلامويين بتهمة الإساءة للذوق العام، والأخلاق لتضمنها قصصا إباحية، وعبارات خادشة للحياء بحسب ادعائهم، والمطالبة بتهذيب هذه القصص، لولا يقظة نخبة من الكتاب والمفكرين الذين انبروا للدفاع عنها، والحكم في القضية بعدم التخصص

***

وهناك اغنية جميلة جدا للفنانة الاسترالية تينا ارينا بعنوان Je m'appelle Bagdad مستوحاة من اجواء الليالي وسقوط بغداد..

متابعة ممتعة
مع تحيات نقوس المهدي
  • Like
التفاعلات: 2 أشخاص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى