ألموج بيهار - قصيدة وداد.. ترجمة عن العبرية: أ. د. فاروق مواسي

إلى مروان مخول

” مخيم النَّـيْـرَب- مكان فيه انتبهت إلى أنني منه أكتب عن قضيتي،
وليس منها” من مقدمة قصيدة الشاعر مروان مخول “مخيم النيرب(1) تقريبًا” 29/1/2007

وماذا نعرف عن الحياة. عشرين وبضعَ سنين
نحن محتارون بين نشرات الأخبار
وبين حركات الغيوم في السماء، نتحرك بين
صمم العيون وبين بكم القلب. سافرتَ
ووجدتَ لك منفذًا تمر منه، عن طريق كف يد شيخ
لتدخل إلى مخيم اللاجئين- النيرب.
ربما بعد أن يموت الشيخ نمسك نحن بمطرقة
وندق بدلاً منه في مساميره التي صدئت
حتى نثبّت سلمه الخالد على كتف السماوات.(2)
ربما نلقي نحن بالمطرقة بعيدًا كأنها مفاتيح السماء.
عشرين وبضع سنين
نمنا، نربّـي على جراح آبائنا كالغرباء،
ننشئ مخاوف جريئة تتوّج شعرنا. وصمتنا،
ننشد عن الحرب كما السموءل أنشد على أطلال الموقد
حيث كانت قبيلة حبيبته.
ماذا نعرف عن الحياة، عشرين وبضع سنين
ونحن محتارون، وليس هناك من يخلّصنا من هذه الحَـيرة.
سافرتَ ودخلت مخيم اللاجئين
من ثنايا سكون العرس، من ثنايا المخاض الذي هيمن
على امرأة، وأردت أن تتراجع
لا لكي ترى ما قل من مشاهد رأيتها. وكيف
نصلح سقوف الزنك المتهاوية، التي تؤدي إلى
عويل الصبايا الجميلات؟ كيف نوسع الأزقة
التي تحول دون مرور النعوش، على الأقل
حتى نتعلم كيف نأمر الموت أن يتوقف؟
وماذا يجدي إذ نخجل؟ وكلانا كافران، تقيان،(3)
والقصائد على ألسنتنا رخوة، وليس فقط الشعارات.
عشرين وبضع سنين
نحن حيّـان، وماذا نعرف عن الحياة؟ ماذا
نعرف من أشواق الأرامل، من أغاني البكم،
عن رغبات مقطوعي الأرجل أن يركضوا،
عن ذكريات الموتى؟
وقصيدتنا –في آذان الصمّ- ماذا يعرف هو
عن آذانهم؟
عشرين وبضع سنين ونحن حيّـان،
وما زلنا نكتب عن الحياة،
وحتى الآن ليس منها.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظات للتوضيح:

1- النيرب: مخيم اللاجئين الفلسطينيين قرب حلب – كتب عنه مروان مخول قبل بضعة أعوام قصيدة مؤثرة

2- تناص مع قول الشاعر مروان مخول في قصيدته:
دخلت المخيم
من كف شيخ.. يدق




ألمود بيهر.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى