وساط جيلالي - موقعة الحمار.. قصة قصيرة

بأحد الدواوير المجاورة للمدينة الصغيرة يوجد بيت العْرْبي صانع المَاحْيَا، يصنع كميات كبيرة يبيعها للمروجين، الذين يبيعونها بدورهم للمستهلكين.

وفي يوم من الأيام ترك العربي الماحيا تتقطر في جفنة وخرج، وأتى حماره الأشهب وكانت الجفنة تكاد تمتلئ وكان عطشانا فشربها عن آخرها، كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر، وشوارع المدينة الصغيرة مكتظة بالتلاميذ الذين خرجوا لتوهم من المدارس، وبالسيارات والدراجات النارية والدراجات الهوائية وعربات الكارُّو وعربات الباعة المتجولين والنساء والشحاذين، حين ظهر الحمار الأشهب، حمار العربي.
ظهر بالشارع الرئيسي عند مفترق الطرق، ووقف في الوسط غير آبه بحركة المرور التي توقفت أمام اندهاش الجميع، ورفع رجليه الأماميتين ونهق نهيقا طويلا لم يُسْمَع مثله أبدا، ثم بدأ يقفز بطريقة بهلوانية ويهاجم السيارات والمارين، يركل ويحاول أن يعض.
ظنوا في البداية أنه مصاب بداء الكلب، وأتى رجال الدرك والوقاية المدنية، وبعد معركة طويلة استطاعوا أن يُكبِّلوه بالحبال وحملوه على سيَّارة بِّيكوبْ إلى المستودع البلدي، وهناك، وحين اقترب منه الطبيب البيطري، اكتشف أنه سكران.
في الصباح أطلقوا سراحه وتبعه رجال الدرك، كان لا يزال ثملا ويمشي ببطء، تبعوه مسافة أربعة كيلومترات، وحين وصل إلى الدوار ودخل إلى بيت صاحبه دخلوا وراءه، فاكتشفوا كل شيء واعتقلوا العَرْبي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى