شو تينغ - صوتٌ كالفضةِ النقيةِ يحاورُ أحلامَك.. قصائد - ترجمتها عن الصينية: يارا المصري

حلم العودة إلى مسقط الرأس

زنبقة مألوفة لي
(تساقطت بتلاتها على حافة النافذة)
أثارت حيرتي
صوت أنفاس يكاد يهمس في أذني
(وجهي مدفون في كفيّ)
جعلني منقطعةَ النفس
حتى معزوفة موسيقية بسيطة
(يد أمي، الريح خلف النافذة)
آه، أخيراً باستطاعتي البكاء
تفاصيل أُهْمِلتْ
وإلهام أفهمه من جديد
لقد عاد، شغفي
سطور من قصيدة.

الجدار

ليس باستطاعتي مقاومة الجدار
لا يوجد سوى التصدي للرغبات
ما أنا؟ ما هو؟
من المحتمل
أن يكون بشرتي التي تشيخ يوماً بعد يوم
ولا تشعر ببرودة المطر وزئير الرياح
ولا تحب رائحة زهرة الأغلايا
أو أنني عشبة لسان الحمل
للزينة
تعيش متطفلة بين شقوقه
صُدفتي تحدد ضرورته
في المساء، يتحرك الجدار
يمد أقدامه الزائفة الرشيقة
يسحقني
يلويني
حتى أتلاءم مع مختلف الأشكال
فررت بذعر إلى الشارع
لأكتشف الكابوسَ ذاته
مُعلَّقاً بأرجل المارة يتبعهم
نظرات كثيرة خائفة
جدران كثيرة باردة
أخيراً فهمت
ما يجب عليَّ التصدي له أولاً
هو التسوية التي عقدتها مع الجدار،
والشعور بعدم الأمان تجاه هذا العالم.

قانون الفؤاد

أن تموت من أجل زهرة
فالأمر يستحق
عجلات العربة الباردة
ونعل الحذاء الصلب
جعل قوس قزح الربيع
قاتماً في كل العيون
لا يمكن المقاومة
ولا ملجأ لبث الشكوى
لذا، أن تموت من أجل الاحتجاج
فالأمر يستحق
أن تصمت من أجل كلمة
فالأمر يستحق
هذا أفضل من المد والجزر
والانهيار الثلجي
هذه الكلمة
حاصرتها الشفتان
واستمدت كل الإخلاص والشجاعة لحياة
هذه الكلمة، لا يمكن قولها
لذا، أن تصمت من أجل ألا تخون
فالأمر يستحق
من أجل وعد قطعته يجب أن تحافظ عليه مدى حياتك؟
من أجل التفاني والإخلاص تتحمل الوحدة؟
نعم، يجب على الحياة ألا تُبَدَّدَ جزافاً
ولكن قلب الإنسان، له قانونه الخاص
لو استطعت
أن تجعلنا نموت ألف مرة
وأن يتحول صمتنا إلى أحجار
كبروزٍ معدني
يشير إلى وجوده مع مرور الزمن
ولكن، تذكّر
أقوى احتجاج
أشجع إخلاصٍ
يكمن في أن
تعيش، وتتكلم.


شاعر القصص الخيالية
ـــ إلى (G.C)[1]


قد صدّقت ما كتبته من قصص خيالية
وتحولت أنت نفسك إلى وردة زرقاء في هذه القصص
أغفلتْ عيناك من قبل
الأشجار اليابسة، الجدرانَ المتداعية
والسياجات الصدئة
واعتمدتَ فحسب على إشارة بسيطة
جمعتَ النجوم، والقفعاء[2]والجنادب
إلى مكان قصيّ لم يُلوَّث
وانطلقت
وربما القلب صغير للغاية
لكن العالم شاسع
لهذا، صدقك الناس
صدقوا أكواز الصنوبر بعد المطر
وشموساً صغيرة معلقة
وأشجارَ التوت،
وصنارة صيدٍ مشدودة منحنية على صفحة المياه
السحبُ ملفوفة على ذيل الطائرة الورقية
انتُزِع الكثيرُ من الذكريات
وتساقط على غبار الزمن
صوت كالفضة النقية
يحاور أحلامك
ربما العالم صغير للغاية
لكن حدود القلب رحبة شاسعة.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· ولدت الشاعرة شو تينغ في عام 1952 في مقاطعة فوجيان. وهي من أهم الشاعرات المعاصرات في الصين، ومن أبرز ما يعرف “بالشعر السديمي أو الضبابي”، الذي كان من أبرز رواده كذلك الشاعر الصيني بي داو. التحقت بمجموعات الشباب المثقفين الذين أرسلوا إلى الريف خلال الثورة الثقافية الصينية عام 1969. بدأت في نشر قصائدها عام 1979، وانضمت إلى رابطة الكتاب الصينيين عام 1983، وهي من كتاب الصف الأول. لها العديد من المؤلفات الشعرية من أهمها: (المركب الشراعي)، (زهرة الزنبق التي تجيد الغناء) و(قصائد شو تينغ). وهي متفرغة للكتابة منذ عام 1980.




صوتٌ كالفضةِ النقيةِ يحاورُ أحلامَك





شو نينغ.jpg

تعليقات

شكرا جزيلا.. أتمنى تعريفا ولو مختصرا بـ "الشعر السديمي أو الضبابي” في الصين...
 
أعلى