محمد السقفاتي - مدارات الشوق والرغبة - قصة قصيرة

حينما ترتوين وتمتلئين... بي.. تقفين على رجليك سعيدة منتشية قائلة
- أنظر إلى الأثر... أنظر.. إني أسيل بك واتركك خلفي
تتجهين صوب زجاج النافذة مترنحة.. ثم تستطردين
- المطر غزير. والسحاب كثيف... والزجاج مضبب .. لا نعلم أمن السماء؟ أم من أنفاسنا؟
تصمتين قليلا وتفردين سبابتك. ترفعينها الى مستوى كتفيك بطهرانية، كأنك تشهدين على وحدانية الله، تضعينها فوق الأسنان السفلى، وتطبقين عليها بفكك العلوي. تعضين عليها بقوة، ثم بلطف.. تحشرينها بين شفتيك المكتنزين الكرزيتين وتدفعين بها ببطء واشتهاء إلى الداخل حتى تغيب.. ثم تخرجينها بطريقة داعرة، تشهرينها في وجهي، أراها واضحة أمامي، مبللة بلزوجة الرضاب، عائمة من اثر الرغوة المشكلة عليها. تبادلينني نظرات تراوح بين الحشمة والفجور، تجمعين راحتك. تقربين الإصبع وهي لا تزال محافظة على استقامتها، من منحدر الجبين، على ملتقى الحاجبين، حيث يبدأ تشكل الأنف. النقطة ذاتها التي يركز عليها المنومون المغناطيسيون حينما يخضعون زبائنهم لرغباتهم، تضغطين بقوة حتى ارى حدقات عينيك تكاد الواحدة منهما ان تنظر إلى الأخرى. ترتسم هالة سديمية حواليك، وتغيبين.. كأنك تحت مفعول مخدر أو حبوب مهلوسة
تقتربين من النافذة وفوق الغبش المخيم على الزجاج... تكتبين....
هذا ليس اسمي.. كدت أصيح مستنكرا.. كي أسالك، إلا أنني أحجمت حين رأيتك منفعلة.. ساهمة، غير آبهة، مستسلمة لدغدغة وتأثير الغواية المضطرمة في أحشائك
تنزلين الإصبع حتى تلامسين بطنك، ترسمين عليها حلقات حلزونية، تتسع الدوائر تدريجيا وتكبر، تغيرين اتجاه حركة الإصبع لتشكلين دوائر عكسية تصغر وتضيق حتى تدركين نقطة البداية ليستقر طرفها فى أعماق السرة. وتندلق الرغبة من بين الدوائر الوهمية
- هكذا كنت سأسميه.. ابننا.. لو كنت احتفظت بك ولم أقف
تنظرين الى الخارج شاردة وعندما تولين بنظراتك صوبي، تتفوهين بشيء ما لم أتبينه عن المطر والحياة التي يعج بها الشارع، أسحب اللحاف علي.. تتلعثمين لحظتها قبل ان تستقر نظراتك على البياض المشع من الشراشف...
تفتحين فمك أكثر. يرتخي الوتر الذي يشد شفتك السفلى.. فتتدلى، وقبل أن تسألينني تصطبغ وجنتاك وصدرك العاري بهالة مشوبة بالحمرة
- ما رأيك في هذا الاسم؟ ألم يعجبكٓ؟ أنا شخصيا راقني كثيرا ويستحق منا محاولة أخرى ..وتالية.. وأعدك أني لن أقف بعدها.. أتستطيع؟
هل أستطيع؟
كنت منتشية، منهكة، مستسلمة لفحيح الغواية في أعماقك، تشهقين في صرخات مدوية. فوقي وتحتي. مرددة تلك الأسماء الواحد تلو الآخر.. تنادين بها بملء أنفاسك فتتغير حرارة جسدك. وتنقبض عضلاتك بشدة في مد واسترخاء حتى تهمد جذوة الشبق في عينيك، ويهدأ الوجع الذي به تهذين
كم كنت ساذجا حينها وانا أظنها أسماء لمشاريع سرية لم تتحقق بعد.. كم كنت مغفلا حقا، وأنا أرمقك تغلقين عينيك على الصرخة. لم اكن اعرف انك تفعلين ذلك لتحتفظي بها بين رمش ورمش، كآلهة في أعماقها تختمر أسرار الأبدية..


.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى