محمد داني - الضفدعة

- زينب.. أحمد.. اسمعاني جيدا.. إن هذا السطل الأبيض سأضعه بالدولاب.. ولا أريد أيا منكما أن يقربه.
- ولماذا ماما؟( تسأل زينب).
- لأن داخله توجد ضفدعة كبيرة.
- ضفدعة كبيرة؟ !!!( يصيح أحمد مندهشا).
- نعم يا صغيري.. ضفدعة كبيرة. وإذا أزلتما الغطاء، ستخرج الضفدعة وتبتلعكما دفعة واحدة.
- وهل صحيح ماما أن الضفدعة تأكلنا؟( تسأل زينب باستغراب).. لقد قال لنا معلمنا في درس النشاط العلمي أن الضفدعة تأكل الذباب والصراصير والنمل.
- ( الأم بعصبية) والأولاد الفضوليين الذين لا يسمعون كلام أمهم...فإياكما أن تقربا السطل .. حذار لا أريد أن أبقى وحيدة بدونكما.
خرجت الأم لقضاء بعض الأغراض، وبقي الصبيان لمفردهما.
- أحمد.. أحمد.. هل صحيح ما قالته ماما؟.
- ماذا يا زينب؟.
- أن الضفدعة تأكل الأولاد الصغار مثلنا؟..إنني خائفة.. هيا نخرج من البيت حتى تعود ماما..
- لا ..لا.. أع.. أع..أعرف.. تعالي معي إلى المطبخ.
وتوجها معا. ملتصقين جنبا إلى جنب إلى المطبخ. أخذ أحمد يبحث عن شيء ما.
- ها.... لقد وجدتها..( يصيح).
- ماذا؟ !!!.. يد مهراس؟ !!!...وماذا تريد أن تفعل بها يا أحمد؟.
- خذي تلك الهراوة التي تنفض بها أمي الزربية، واتبعيني..
- قل لي يا أحمد.. ماذا تريد أن تفعل؟..
- تعالي معي وكفي عن الكلام.. سنقتل الضفدعة.
- ماذا؟... نقتل الضفدعة؟.. أجننت؟..ألم تفهم ما قالته ماما؟.
- أووووه.... كم أنت ثرثارة..
- وإذا أكلتنا الضفدعة؟...
لن تأكلنا الضفدعة... لن نترك لها الوقت لأكلنا.. ستنزعين أنت الغطاء، وأنهال عليها أنا ضربا إلى أن تموت.
فتح الصبيان باب الدولاب. أخرجا السطل الثقيل الأبيض. وضعاه بينهما.. تجرأ أحمد وأزال الغطاء.. ثم تراجعا إلى الوراء.. خطوة.. خطوتين.. كل واحد رفع سلاحه استعدادا للضرب.
- لقد تأخرت الضفدعة اللعينة عن الخروج..أين هي يا أحمد؟
- كيف أعرف.. ستخرج والسلام.. المهم استعدي لننهال عليها سويا وفي وقت واحد.
وطال انتظارهما.. يقتربان شيئا فشيئا من السطل الأبيض.. أطلا لرؤية الضفدعة القابعة داخل السطل.. كم كانت دهشتهما كبيرة..
- عجبا... الضفدعة تحولت إلى حلوى وكعب غزال لذيذ.. !!!!
حان وقت الغذاء ، نادت الأم على صغيريها لتناول الغذاء..
- لا يا ماما. لا أستطيع الأكل.. لا أشعر بجوع( ترد زينب).
- ولا أنا يا أمي( يقول أحمد).
اقتنعت الأم بتبريراتهما.. ولم تلح أكثر... وعصرا وضعت الصينية أمام بعض جاراتها الزائرات.. ثم قامت ودلفت نحو الدولاب لإحضار بعض الحلوى.. أزالت غطاء السطل الأبيض. كانت دهشتها كبيرة.
- يا إلهي !!!. أين الحلوى؟...( وتصيح بعصبية). أحمد.. زينب..
يمثل الصبيان أمامها تخاطبهما بنرفزة.
- أين الحلوى التي كانت بالسطل؟..
تنظر زينب إلى أحمد ويجيبان معا:
- حلوى بالسطل؟.. وهل كانت حلوى بالسطل؟
- نعم.. وأين هي؟.
- ربما أكلتها الضفدعة يا ماما( تقول زينب)..
- آه.. يا ويلي، لقد نسيت الضفدعة...( تقول الأم وقد وضعت يدها على رأسها)..



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى