محمد السقفاتي - من لا يحب الدم فليس منا

حينما بدأ يستدرجه شيئا فشيئا وفي خطوات صغيرة ومدروسة جدا قصد القيام بتلك المهمة الجسيمة، كان الشاب مطرقا يستمع في وجوم وخشوع، لم ينبس طول الوقت ولو بكلمة، لكن عندما بلغ الحديث نقطة حسن الجزاء الذي سيناله جراء عمله، والافاضة في شرح ما ينتظره من حسنات وملذات الآخرة، انفعل الشاب وبدون تفكير قال:
- لكن يا شيخنا الموقر، أنا لا أشرب الخمر، ولا أحب الأبكار والبكارات، ولا أفكر في فضها حتى.

انتابت الشيخ موجة ضحك هيستيري انبطح من شدته على الأرض، وهو يردد بين قهقهاته:
- هل ما تقوله حقا يا صبي؟ كيف تكون مسلما، وتؤمن بالله وبرسوله واليوم الآخر وفي نفس الوقت لا تستهويك قاصرات الطرف ولا انهار الخمر ولا تحب فض بكارات حوريات الجنان؟ كيف لك ان تفكر هكذا؟ بل كيف تكون مسلما ولا تحب الدم؟

انقشعت سحابة الوقار عن هيأة العلامة وظهرت سماجة لسانه على سلوكه المرح الذي لا يناسب منزلته وسنه، بحيث أن الشاب لم يستطع التحكم في نفسه واستغرق بدوره في ضحكة مدوية غطت على المدى..
لم يتمرغ على الأرض. نهض، وبحزم. استعاد توازنه وبتصميم كبير خرج من المرأب الذي حوله الفقيه لمسجد، واطلق ساقيه للريح فيما كانت القهقهات الشيطانية تتعقبه وتعوي خلفه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى