وجدان المناعي: السؤال أهم ما يطرحه التشكيل المعاصر.. حوار: جعفر الديري

عندما تحاول الدخول الى منطقة من مناطق التعبير الانساني، يجب عليك أن تكون ذا رؤية أشمل وأعمق لا تتعلق فقط بمساحة جغرافية معينة، ذلك أن الحديث عن الفنون الانسانية والفنون التشكيلية بالتحديد يفرض على متناولها أن يلتفت الى أن هناك اتجاهات مختلفة وطرق تعبير فنية مختلفة ساهمت في انتشارها المعاهد والجامعات.
في هذا اللقاء مع الفنانة والأكاديمية وجدان المناعي، حديث عن فنانين وظفوا خامات جديدة في أعمالهم وحديث عن غياب النقد المواكب لهذه التجارب الجديدة كما انه حديث عن تأصيل للفن التشكيلي العربي... فإلى هذا اللقاء:
* فلنبدأ بتجربتك... كيف أصبت بهذه الغواية الجميلة؟
- ان والدي مهندس مولع بالشعر والقراءة ووالدتي فنانة تشكيلية مولعة هي الأخرى بالقراءة. لذلك كانت نشأتي في بيئة عائلية مثقفة ومشجعة للغاية لأية موهبة. وانعكس ذلك علي منذ الصغر اذ كنت أحب التعبير وأجيد فيه كصنع المجسمات والتلوين والحياكة وما إلى ذلك من أعمال تربط بين العقل واليد.
* ما هي أهم مشاركاتك الداخلية والخارجية؟
- هناك المعرض السنوي الذي تقيمه المملكة الذي أداوم على المشاركة فيه. وأنا الآن بصدد الاشتراك في المشروع الفني الجديد «معرض البحرين الشامل للفنون التشكيلية» الذي تقيمه إدارة الثقافة والفنون بالتعاون مع جمعية البحرين للفنون التشكيلية. الى جانب قيامي بتنظيم معرض فني للطلاب في جامعة البحرين واشتركت أخيراً في معرضين لصالح جمعيات خيرية بحرينية. وبالنسبة إلى المعارض الخارجية كان هناك معرض بينالي الشارقة الأخير. هذا الى جانب مشاركتي في برنامج للتبادل الثقافي نظمته جامعة البحرين بالتعاون مع جامعة «دوبول الأميركية» لمجموعة من الطلاب و المدرسين في الجامعة. كما أنني أكتب باللغة الانجليزية لمجلة فنية تدعى «جاميني» وهي مجلة تعنى بالفنون في آسيا والعالم.
* لنقف قليلا أمام أعمال لفنانين بحرينيين وظفوا خامات جديدة وملفتة في أعمالهم؟
- ان ما يعجبني من الفن هو ذلك الذي يجعلني أفكر وأتأمل في مضمونه وشكله وهذا لا يعني أنني أرفض الفنان البحريني فيما يراه مناسبا لاهتمامه وأفكاره التي يود ابرازها. إذ إنه ليس بالضرورة أن يكون كل جديد جيداً وانما عمل صادق ونابع من أفكار الفنان نفسه. مع العلم أن تخصصي الأكاديمي هو الفن التشكيلي (المعاصر) وهو فن يقوم في الغالب على المختلف وعلى مبادئ الفلسفة الحديثة التي تعطي للسؤال وللتأمل أولوية وهو ما أحبذه كثيرا.
* يبقى النقد الفني - التشكيلي - واحدا من الاشكالات التي تسم الحياة الفنية التشكيلية العربية، مثل هذا الفراغ ألا يخلّف وراءه شطحا وتجاوزات وربما هلوسة على مستوى الاشتغال الفني... بمعنى آخر في ظل غياب رصد واع ومتأن ومنهجي لما يطرح من أعمال فنية؟
- البقاء للجيد الذي يعشق هذا المجال، فلا يثنيه غياب نقد على رغم أهمية النقد، اذ من المهم هنا أن نتذكر أن الفن الحقيقي الصادق نابع من حاجة حقيقية في نفس الفنان. فالفن ليس مهنة يستطيع صاحبها إلغاءها فيختار مهنة أخرى. فهي حاجة ملحة في نفسه. وان كانت هناك «شطحات» أو «هلوسة» فذلك شيء نسبي.
* هل أنت مع وجود معاهد فنية في المملكة، وما مدى تأثير ذلك على مستوى (منهجة) العملية الابداعية؟
- من الضروري تواجد هذه المعاهد الفنية أو هذا اللون من التدريس على المستوى الجامعي فهي قادرة على خلق جمهور ومبدعين في الوقت نفسه.
* هل أنت مع تأصيل الفن التشكيلي العربي... وتحديد هويته وبالتالي تقديمه الى العالم وهو مكتنز بإشاراته ورموزه الخاصة ومدلولاته المنطلقة من واقع بيئته وثقافته؟
- ان كل فن صادق يكون مكتنزا باشارات صاحبه ورموزه الصادقة و بالتالي فهو يعكس في مضمونه واقع بيئة و ثقافتة وما يشغل فكره. أنا لست مع ولا ضد التأصيل العربي، فأنا مثلا عندما أقوم بعمل فني تأتيني الفكرة النابعة من اهتماماتي أو ما يشغلني أو ما أفكر فيه باستمرار وعندها أقوم بتنفيذها بعد ذلك يتوارد علي السؤال الآتي: هل ما قمت به من عمل يجعلني فنانة عربية؟ هل هو قادر على الكشف عن هويتي؟ ولا يرد السؤال على الإطلاق. وان كانت تؤرقني مسألة الهوية في وقت من الأوقات فهي على الصعيد الثقافي العربي «العام».
* الكمبيوتر دخل في العملية الفنية... كيف تنظرين الى هذا المعطى التكنولوجي وما مدى تأثيره على الاشتغال العميق في اللوحة؟
- لا شك في أنه أصبح أساسيا لبعض الفنانين العالميين، ويحضرني هنا بعض الفنانين اليابانيين الذين يستخدمون التكنولوجيا في عملهم الفني بإفراط و عن قصد لأنه أسلوب لنقد الحياة المعاصرة.
وجدان المناعي: السؤال أهم ما يطرحه التشكيل المعاصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى