د. زياد الحكيم – إرنست همنغواي

هو واحد من اعظم كتاب القرن العشرين. ولايزال لكتبه تأثير كبير في الكتاب الاخرين على اختلاف اصقاعهم وثقافاتهم. صحيح ان موضوعاته محدودة، ولكنه كتب عن هذه الموضوعات بصدق وشمولية، وصور في كتاباته خبراته الاساسية وخبرات الاجيال اللاحقة التي عاشت في زمن الحروب والعنف، وفي زمن انقلبت فيه القيم رأسا على عقب، واختلف فيه الناس حول معنى الحياة والوجود. كتب عن هذا الزمن من زاويته الشخصية ومن خبراته الخاصة واستنبط ادواته الجديدة بنفسه. وقد استغربت بعض الاوساط الادبية في اوربة والولايات المتحدة فوز همنغواي بجائزة نوبل للادب عام 1954 ذلك انه لم يكن قد نشر الا كتابين جديدين في السنوات الاثنتي عشرة التي سبقت ذلك العام. وهذان الكتابان لم يلقيا ترحيبا من النقاد. اضف الى ذلك ان همنغواي لم يكن نشيطا في المنظمات الثقافية والادبية في الولايات المتحدة. وحتى مواقفه الادبية كانت مقتصرة على عدد من المقولات الشخصية عما قرأه وكتبه. والمعروف ان جائزة نوبل تمنح "لمن ينتج في ميدان الادب اعمالا بارزة تنحو منحى مثاليا". واستخدم منتقدو همنغواي هذه العبارة للتهجم على الكاتب الذي تجنب دائما العبارات الطنانة. واحتجوا على منحه جائزة نوبل لان المثالية هي ابعد ما يمكن ان تكون عن كاتب موضوعاته الرئيسية هي العنف والجنس والموت.

ولكن اذا كان همنغواي لا يعير اهتماما للدوائر الادبية الا انه كان استاذا مبدعا في ميدانه. اعطى الادب حقه من الجدية والالتزام وآمن بالعلاقة الوثيقة بين الادب والحياة. كان يعتقد ان مهمة الكاتب تتمثل في ان يرى ويسمع ويفهم وان يكتب عندما يكون هناك شيء يعرفه جدير بالكتابة. وهذا في الواقع يمثل جوهر فن همنغواي. لقد كتب ما توصل الى معرفته عن طريق خبراته الخاصة، وكتب بصدق ووضوح ومباشرة. واذا كان للقارئ خبرات حياتية ونفسية تختلف عن خبرات همنغواي اختلافا اساسيا فمن الصعب ان يتعاطف مع الكاتب ومع ما يكتبه, واذا كان القارئ يحب الزخرفة في الاسلوب فإن من غير المحتمل ان يروق له اسلوب همنغواي. ركز كاتبنا في جميع اعماله على عدد محدد من الموضوعات – على رأسها العنف. وتمثل العنف في القصص القصيرة الاولى التي نشرها في مجموعة بعنوان (في عصرنا) عام 1925 في القتل والانتحار والجنس. ونجد هذه الموضوعات في اعماله اللاحقة باشكال مختلفة، طورها الكاتب وحللها من زوايا مختلفة جديدة. إن البطل في اعمال همنغواي يعرف دائما ان الحياة ستتكشف عن عيوب كثيرة وانها بعيدة عن المثالية والكمال اللذين يأمل فيهما ويطمح اليهما. ومع ذلك فان التشاؤم ليس هو الحل لمشكلات الحياة. ذلك لان التشاؤم ما هو الا انكار للحياة. ولذلك فليس امام البطل الا ان يتخذ موقفا شجاعا صادقا كريما يمكنه من ان يعيش حياة طيبة.

لقد كان همنغواي كاتبا جادا ومخلصا لادبه. من منزله في كوبا حيث كان مريضا ارسل بخطاب قرأه السفير الامريكي في استوكهولم الذي تسلم عنه جائزة نوبل. كان مما جاء في الخطاب: "ان الكاتب الحق يعتبر كل كتاب له بداية جديدة يحاول فيها مرة اخرى ان يحقق ما يبدو انه غير ممكن. ان عليه دائما ان يحقق شيئا لم يتحقق من قبل او شيئا حاول او يحاول تحقيقه واخفق. عندئذ يمكن ان يحالفه حظ عظيم وان ينجح. . . ما اسهل الادب اذا كانت كتابته تستلزم فقط اعادة صياغة كتب عظيمة. . . ان على الكاتب ان يدفع بنفسه الى ميادين لا يجد فيها من يمد له يد العون."

ولد ارنست ميللر همنغواي (Ernest Miller Hemingway (1899-1961 في اوك بارك احدى ضواحي مدينة شيكاغو الامريكية. وكان لهذه الضاحية تقاليد اجتماعية وحياتية راسخة. وبالرغم من التطور الذي طرأ على هذه الضاحية منذ اوائل القرن العشرين الا انها لا تزال تفاخر بقيمها وعاداتها. وقال احد سكانها في الخمسينيات انه لمن العجيب ان يكون همنغواي قد نشأ في اوك بارك وكتب الكتب التي كتبها.كان ابوه طبيبا يهوى البراري والصيد والجري وتسلق الجبال. اما امه فكانت مغنية موهوبة لعبت دورا بارزا في شؤون الكنيسة. وكانت شديدة التحمس للدين. وكان همنغواي الابن الثاني من ستة اولاد. ويبدو ان الابوين كانا في نزاع متواصل, وكان لذلك اثره على الابناء. تعلم همنغواي بتوجيه من امه العزف على آلة التشيلو، بينما علمه ابوه الصيد والرماية. وظل الصيد والرماية من الهوايات التي مارسها طيلة حياته. كانت الاسرة تقضي عطلاتها في شمال ولاية ميشيغان حيث كانت تملك بيتا على ضفاف احدى البحيرات. ودأب الصبي على مصاحبة ابيه ليس فقط في جولات على الاقدام ولكن ايضا في زيارات كان يقوم بها الاب كطبيب الى مخيمات الهنود الحمر في المنطقة. وفي تلك المنطقة تعرف الى واقع جديد لم تكن اوك بارك تعرف عنه شيئا. وفي المدرسة اشترك في جميع الانشطة المدرسية من كرة القدم وسباحة وجري وملاكمة. وكسر انفه في احدى مباريات الملاكمة واصيبت احدى عينيه. وشارك في المناقشات العامة. ومثل في مسرحيات مدرسية. وكان عضوا في الفرقة الموسيقية. وساهم بقصائد وقطع نثرية في المجلة الادبية للمدرسة. وباختصار كان تلميذا موهوبا ناجحا ومملوءا بالحيوية في عالم شديد التنافس.

غير ان ايام المدرسة لم تخل من صعوبات ومشكلات. فالتوتر والصراع بين الابوين تركا اثرا عميقا في الصبي المراهق الذي هرب من بيت الاسرة مرتين وعمل في غسل الاطباق واعمال مماثلة اخرى. وانعكست هذه الخبرات في عدد من قصصه القصيرة الاولى. ولاحت فرصة عام 1917 للهرب من هذه المشكلات عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى. فتقدم للتطوع في الجيش، ولكن طلبه رفض بسبب عينه المصابة. وبعد ان امضى شهور الصيف في ذلك العام مع اسرته غادر بيت ابيه لآخر مرة ليغدو مراسلا لصحيفة (ستار) التي كانت تصدر في ولاية كانساس. وتعلم من مراسلة الصحيفة الكثير، ذلك ان الصحيفة كانت تتمتع بسمعة طيبة نظرا الى دقتها ونزاهتها في نقل الاخبار. وكانت تحرص على تعليم مراسليها كتابة نثر واضح ودقيق وموجز. وفي الاشهر السبعة التي قضاها همنغواي في الصحيفة اصبح الشاب الذي لم يتخرج في المدرسة الثانوية صحفيا ماهرا متخصصا في تغطية اخبار الجرائم في المدينة. وسنحت الفرصة ايضا ان ينمي طموحاته الادبية ذلك انه كان في الصحيفة دائرة ادبية كبيرة. كان معظم زملائه يكتبون روايات في اوقات فراغهم، وكان يناقش كاتبنا مع هؤلاء وخاصة مع ليونيل كاهون مويس قضايا ادبية تتعلق بالكتابة مما فتح عينيه على قضايا نقدية وعملية. وكان مويس اشبه بالاسطورة في تاريخ الصحافة الامريكية.

واكتشف همنغواي عام 1918 ان هناك حاجة الى متطوعين لقيادة سيارات الاسعاف العسكرية التابعة للصليب الاحمر على الجبهة الايطالية. فاستقال من صحيفة (ستار) وابحر الى ايطاليا حيث واجه خبرات جديدة قطعت علاقاته نهائيا بضاحية اوك بارك وقيمها ومثلها. وفي ايطاليا ما لبث ان شهد حادثا لم يشهد له مثيلا في كانساس. فقد انفجر مستودع ضخم للذخيرة وساهم همنغواي الذي لم يبلغ التاسعة عشرة من عمره بعد في نقل اشلاء الضحايا من رجال ونساء. وفي حادث اخر وقع بعد شهرين من قدومه من امريكا اصيبت احدى ساقيه اصابة بالغة بقذيفة هاون بينما كان يوزع الحلوى على الجنود الايطاليين في قرية فوسالتا، ونقل الى مستشفى ميلانو حيث انتزعت من ساقيه وجسمه اكثر من مئتي شظية في اثنتي عشرة عملية جراحية.

لم يكن لهذه الخبرات اثر عميق في حياته فقط، ولكنها اثرت تأثيرا عميقا في ادبه وفنه ايضا. فالبطل في روايته الاولى يصاب اصابة بدنية ونفسية لا يبرأ منها طيلة حياته. بينما يصف في روايته الثانية خبرته في قرية فوسالتا والحرب في ايطاليا. وبعد ثلاثين عاما من تلك الاحداث يعود الكولونيل كانتيول في رواية (عبر النهر وبين الاشجار) الى قرية فوسالتا ويتعرف الى المكان الذي اصيب فيه قبل ثلاثين عاما. وعاد كاتبنا الى الولايات المتحدة في يناير 1919 وهو لايزال اعرج بسبب اصابته في الحرب. واقام في شمال ميشيغان يصطاد ويقرأ. وهناك قرر انه يريد ان يغدو اديبا. وفي شتاء 1919 سافر الى كندا وعمل في صحيفة (ستار ويكلي) في تورونتو، وكانت هذه الصحيفة تهتم بالمقالات ذات الطابع الانساني. وقال الناقد الامريكي تشارلز فنتون الذي درس كتابات همنغواي الصحفية المبكرة دراسة وافية ان همنغواي في السنوات الاربع التي قضاها في العمل في صحيفة (ستار ويكلي) كان يجرب في عدة طرق للسرد الروائي وفي آخر تلك الفترة اصبحت مقالاته تنحو منحى قصص قصيرة. ففي تقاريره الصحفية استخدم الحوار وعرض اشخاصه في شكل درامي. وعاد الى شيكاغو عام 1920 حيث تعرف الى الكاتب الشهير شيروود اندرسون. وبعد ان تزوج عام 1921 سافر الى باريس ليعمل مراسلا لصحيفة (ديلي ستار) التي كانت تدفع اجورا محترمة ووفرت له فرصا للسفر ومنحته حرية لاختيار موضوعاته. وسرعان ما وجد طريقه ممهدا الى دائرة الكتاب الامريكيين وغير الامريكيين المغتربين في باريس بفضل رسائل التوصية من شيروود اندرسون. فاكثر من التردد على بيت الكاتبة الامريكية غيرترود شتاين. وهناك التقى بجيمس جويس وازرا باوند. وكان كاتبنا في ذلك الحين ينظم الشعر بالاضافة الى كتابة النثر. وعرض قصائده وقصصه القصيرة على ازرا باوند وغيرترود شتاين وقبل بعض ملاحظاتهما ورفض بعضها الآخر.

واعترف همنغواي بالمساعدة والتشجيع اللذين تلقاهما من استاذيه، ولكن غيرترود شتاين تشاجرت معه في آخر الامر كما تشاجرت مع كثير من الكتاب في صالونها. وكان من الطبيعي ان يرفض همنغواي الذي ساعدها في مراجعة احد كتبها ونشره ما قالته له من انه تعلم الكتابة من تصحيحه التجارب الطباعية لعملها. الواقع ان همنغواي في ذلك الوقت كان كاتبا ممارسا، وكان قد وضع المبادىء الاساسية لفنه الادبي. وبطبيعة الحال كان لا يزال يتعلم فالكاتب الجاد يتعلم دائما ولا يتوقف عن التعلم. ولكنه وان بحث القصائد التصويرية مع باوند الا انه في اعماله الصحفية كان دائما يثري تقاريره بصور دقيقة محددة. ومن ناحية اخرى سافر كاتبنا الى بلاد كثيرة بحكم عمله مراسلا لصحيفتي (ديلي ستار) و(ستار ويكلي). وفي عام 1922 قام بتغطية المؤتمر الاقتصادي في جنوا وبعث بتقارير ممتازة عن نمو الفاشية في ايطاليا والموقف الفاشي من الحركات الشيوعية والراديكالية في الشمال الصناعي. وسافر الى اسبانيا وسويسرا والمانيا. وسافر الى القسطنطينية وكتب تقارير صحفية عن الحرب بين تركيا واليونان. وبالاضافة الى التقارير السياسية كان همنغواي يكتب مقالات عن انشطة خفيفة كرحلات الصيد التي كان يقوم بها في الجبال والرياضات الشتوية في سويسرا وعن المجتمع الباريسي.

وفي عام 1925 نشر همنغواي كتابه الاول (في عصرنا) وهو مجموعة من القصص القصيرة، سبع منها تصور احداثا في حياة طفل اسمه نك آدامز. واذا قرأنا هذه القصص منفصلة نجد كل واحدة منها قطعة فنية قائمة بذاتها. واذا قرأناها مجتمعة نجدها تشكل نسيجا روائيا متماسكا وان كان تماسكا ضعيفا. والواقع ان الاحداث التي تصورها هذه القصص تستند على احداث واقعية في حياة المؤلف نفسه. نك آدامز طفل أمريكي، ابوه طبيب يعلمه الصيد والرماية في منطقة قريبة من مخيم للهنود الحمر. وتصوره قصة في المجموعة وقد اصيب بطلقة نارية في عموده الفقري في ايطاليا. ويظهر آدامز مرة اخرى بهذا الاسم في قصص لاحقة. وفردريك هنري في (وداع للسلاح) 1929 هو نك آدامز نفسه في زي مختلف. وكذلك روبرت جوردان في (لمن تقرع الاجراس) 1940. ولكن هذا لا يعني ان نك هو همنغواي نفسه. فنحن نتعامل هنا مع اعمال ابداعية. والكاتب له الحق في ان يستخدم خبراته الشخصية من احداث واشخاص واماكن وان يعيد تشكيلها وان يضيف اليها وينقص منها. وهذا كله لا بد منه في العملية الابداعية. وكل ما يمكننا قوله هنا هو ان همنغواي يصور في اعماله ما شاهده وعرفه معرفة مباشرة اكثر مما فعل معظم الكتاب الاخرين. ذلك ان خياله مرتبط ارتباطا قويا بخبراته الحياتية.

"المخيم الهندي" هي القصة الاولى في مجموعة (في عصرنا) وهي قصة تصور الخبرات الاولى لنك آدامز مع العنف والالم. يرافق نك اباه الطبيب الى كوخ للهنود الحمر ليعالج امرأة هندية. ويشرح الاب للطفل ان المرأة على وشك ان تلد، وهي ولادة عسيرة. ويقول ان عليه ان يجري لها عملية ولادة قيصرية دون مخدر وبادوات بدائية. وفعلا يجري الطبيب العملية بصورة ناجحة. ثم يرفع الغطاء عن زوج المرأة في ركن آخر من الكوخ ليجد ان الزوج قد انتحر بقطع رقبته بموس الحلاقة. ويرى نك هذا كله: ألم الام الهندية البدني اثناء الولادة والالم الروحي والنفسي الذي دفع بالزوج الى الانتحار. ولكن النقطة الاساسية في القصة هي اثر ذلك في الطفل نك.

و(موت بعد الظهر) في الواقع كتب كثيرة في كتاب واحد. ولا جامع لهذه الكتب الا شخصية الكاتب وخبراته. وقد ألفه همنغواي كمقدمة لفن مصارعة الثيران الحديث في اسبانيا وكمحاولة لشرح هذا الفن من الجوانب العاطفية والعلمية. ويقول النقاد ان هذا الكتاب هو افضل ما كتب عن مصارعة الثيران في اية لغة عالمية. ويشرح المؤلف الفصول الثلاثة المتتالية لمصارعة الثيران والادوات المستعملة والحركات والاساليب المختلفة. ويلحق بالكتاب قائمة من العبارات والمفردات المستخدمة في مصارعة الثيران. ويقول همنغواي في الكتاب ان مصارعة الثيران ليست رياضة ولكنها في الواقع خبرة جمالية وعرض اشبه بطقوس المأساة والموت يتخلص المشاهد من خلاله من مشاعر الخوف والشفقة بالمعنى الذي قصده ارسطو في الحديث عن المأساة. ويقول همنغواي انه كان يتوقع عند حضوره مصارعة لاول مرة ان يكون مشهد قتل الثور مشهدا مرعبا ومثيرا للغثيان. ويدرج المؤلف خواطر عن الحياة والموت والمعاناة واللذة. ويعرج على النقد الادبي ويعلق على الرسامين الاسبان. ويقول لنا في بداية الكتاب انه ذهب الى اسبانيا ليشاهد مصارعة الثيران لان اسبانيا هي المكان الوحيد الذي يستطيع فيه بعد الحرب ان يدرس الموت، وهو الموضوع الذي يريد ان يكتب عنه اكثر من اي موضوع آخر. ونقرأ عن دفاع همنغواي عن اهتمامه بالموت في سياق حديث مع "السيدة العجوز" فيقول: "سيدتي ان جميع القصص اذا استرسل بها الى حد بعيد بما فيه الكفاية تنتهي بالموت. ومن يعلمك بغير ذلك فهو كاتب قصة زائف... ليس من رجل يشعر بوحدة اقسى من الوحدة التي يشعر بها رجل عاش سنوات طويلة مع زوجة صالحة وماتت قبله... فاذا احب شخصان احدهما الآخر فلا يمكن ان يكون لهذه العلاقة نهاية سعيدة... انا لا اعلم ما تعنيه بكلمة حب. كيف يتميز الاشخاص الذين يحبون؟ ان جميع من خبروا الحب يتميزون بعد تلاشيه بسمة من سمات الموت."

وشاء همنغواي ان يضع لحياته نهاية عنيفة اذ اطلق النار من بندقيته على رأسه بينما كان وحيدا في بيته.


[email protected]
لندن - بريطانيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى