نقوس المهدي - الحـــــذاء: أحوال وتحولات.. تقديم الملف

تقديم




“تمّ اختراع الكعب العالي من طرف امرأة سئمت تقبيلها على الجبين” ساشا جيلتي


ماذا كان الانسان ينتعل قبل الوصول الى عالم الاحذية الجلدية الناعمة والفاخرة ذات الجودة العالية والعلامات العالمية بمختلف تسمياتها ومسمياتها وأشكالها وتشكيلاتها التي يمكن من خلالها التعرف على شخصية المرء والمراة.؟

وما السر في ان يتحول هذا الحذاء من مجرد مداس بسيط . الى موضة ذات اهمية قصوى تتضمن كما هائلا من المعاني الجمالية والرموز الفلسفية.؟

"الكعب العالي أهم اختراع بشري!"..
هكذا قال الفنان محمد عبدالوهاب، وهو قول يختزل العديد من الدلالات العميقة والحقب التاريخية والحرف والابتكارات والمهارات والعلامات المسجلة والمقاسات والتقليعات التي تدرج عبرها الحذاء قبل ان يصل الى ما هو عليه الآن من أناقة وليونة ورقة وخفة، انطلاقا من " الخف" و" النعل"، و" الجزمة"، و" المداس"، و" الهنكارة" ، والصندل، و" البوط" و" القبقاب"، و الشبشب، و "السباط" ، و" السندرة" الماخوذة اعتقادا عن "السندريلا"، و "القندرة" ، و"الصرماية" لدى اخواننا المشرقيين ، إلى "البلغة" للرجل و"الريحية" و"الشربيل الفاسي" المزخرف والمطرز بخيوط الحرير الصقلي المذهبة للنساء في الصناعة التقليدية المغربية، و(سرموزة) الاسم الذي يحمله الحذاء بالفارسية ومنه اخذت كلمة شرموطة لكثرة وطئه، الى غير ذلك من التسميات والتعريفات والحكايات الطريفة والشائكة التي خلدها حذاء أبي القاسم الطنبوري، وحذاء "فان غوخ" العتيق الذي اقتناه بعشق ليكتشف أنه مهترئ وغير صالح ، وما ثار حوله من سجال فلسفي طريف وبديع وعميق كان احد أطرافه مارتن هــايدغر وجاك ديـريدا وماير شـابيرو، وأحذية " هتلر" و" شارلي شابلن"، وقبقاب " غوار الطوشي" وحلواه الشهيرة، أو الذي ضربت به شجر الدر حتى فارقت الحياة، وحذاء الأميرة النائمة " سندريلا" الذي حولها من خادمة يتيمة إلى زوجة أمير، وحذاء " نيكيتا خروتشوف" الذى استخدمه فى مجلس الأمن، وضرب به على الطاولة، والحذاء الذهبي اسم مجازي في عالم كرة القدم، و" البوت" الحذاء العسكري الضخم الذي وضع على رأس "جارلس تيلور" في ليبيريا، وحذاء " أرمسترونغ" الذي لامس سطح القمر، وقناعة " معروف الإسكافي" التي وردت تفاصيلها بالليالي العربية، وحذاء الصحافي العراقي " منتظر الزيدي" الذي يعتبر أهم وأشهر حذاء في القرن الواحد والعشرين، الى ردود فعل " بريجيت باردو" في دفاعها المستميت عن الحيوانات.. الى غير ذلك مما سنتعرض اليه في هذا المتصفح عن احوال وتحولات الاحذية ومختلف حكاياتها وقصصها واخبارها..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى