سراج محمود - إمام عيسى.. ابو الغناء السياسي ، رأى بقلبه ودفع ثمن المحبة الفادح

ولم يكن هناك أوفى من قلب الشيخ إمام عيسى أبو الغناء السياسي في مصر والعرب.. عرف منذ البداية أن ثمن المحبة فادح ومؤلم.. لكنه أصر على عشقه لهذا التراب.. وطبيعي ألا يعرف الكثيرون إمام عيسى فهو مغني وملحن ضرير وفقير وكان يسكن في إحدى حواري القاهرة ولم يكن من نجوم التليفزيون أو مقاعد الأمراء.. لكنه بعوده المليء بالشجن وبكلمات شاعر ضال ويتيم في أحد شوارع القاهرة استطاع أن يحرض الجميع. فمن هو إمام عيسى الذي مرت خمس سنوات بالتمام على رحيله . في قرية (أبوالنمرس) التابعة لمحافظة الجيزة ولد إمام محمد أحمد عيسى لأبوين فقيرين.. أبوه كان يبيع زجاج المصابيح يدور على رأسه بها.. وفي العام الأول لهذا الطفل أصيب (بالرمد الحبيبي) ولجأت أمه الى (الداية) التي عالجته بحشو عينه بروث البهائم عدة مرات حتى فقد البصر تماما . وفي الخامسة من عمره ذهب إمام لحفظ القرآن في كتاب القرية وبعد أن أتمه أخذه أبوه الى القاهرة حيث أودعه في ملجأ تابع للجمعية الشرعية الاسلامية حيث أكمل تجويد القرآن وغادره ليعمل مقرئا للقرآن ومؤذنا في المساجد . ظللت في هذه الجمعية 4 سنوات الى أن توفي مؤسسها الشيخ السبكي وهو من الصوفيين الأفاضل.. وكان الراديو في ذلك الوقت حديثا وكان الشيخ محمد رفعت العلم الوحيد للاذاعة يقرأ مرتين كل أسبوع وكنت أحرص على سماعه. أما في الجمعية فكان سماع القرآن في الراديو حرام.. الى أن ضبطني أحدهم وأنا افعل ذلك ففصلوني. وعندما علم أبوه بخبر فصله لم يمنحه سوى الضرب والكراهية فأصبح بلا مأوى.. يجلس نهارا في جامع الحسين وينام ليلا في الأزهر.. (في هذه الفترة شاهدت الويل وعرفت الكثير, كم سرقت مني (عمم) وأحذية في الأزهر وأنا نائم.. كنت (أتلفلف) في الحصيرة محل (الكرنبة) وأستيقظ لأجد الجو ثلج وأنا لا عمة أو حذاء) . أيام وشهور كثيرة تمر, حتى تقود الصدفة وحدها شيخنا إمام الى حارة (حوش قدم) التي يسكنها بلدياته من نفس القرية, وبدأ في قراءة القرآن وسكن في غرفة في أحد البيوت القديمة بثمانية قروش في الشهر.. وذات يوم وهو يقرأ القرآن عند (مزين) يدعى محمد بيومي.. إذا بالشيخ درويش الحريري يدخل للحلاقة ويستمع الى صوته ويعجب به.. ودرويش الحريري كان أستاذا يدرس الموشحات في معهد الموسيقى العربية ويعلم القرآن أيضا في معهد فؤاد وغيره.. يقول امام: قال لي الأسطى: هذا هو الشيخ درويش الحريري الذي علم محمد عبدالوهاب وزكريا أحمد.. فقمت وقبلت يديه.. وعندما أوصاه الأسطى علىَّ وقال له: علمه, قال الشيخ: نحن نتعلم منهم (ومنذ تلك اللحظة) لبدت فيه (وقلت له أنا قتيلك وأريد أن أتعلم) . ومع الشيخ درويش تعلم كل شيء في حضرة صالح عبدالحي ومحمد عبدالوهاب وأمين المهدي وغيرهم . (في هذه الفترة كنت أغني في(الحارة) كهاو.. في سبوع في عيد ميلاد.. وأقول لهم إسمعوا الأغنية التي ستغنيها أم كلثوم الشهر القادم وتعلمت أصول الموسيقى دون أن أتعلم العزف على العود) . واستطاع إمام أن يتعلم العود بعد فترة من صديق له كفيف أيضا أخذ معه خمس حصص وبدأ يمرن نفسه بعدها على العود الذي اشتراه بخمسين قرشا.. يضيف: سكنت مجانا في بيت (علي الشعبيني) وبدأت أغني (محمد عثمان) والشيخ زكريا وموشحات عمر الشيخ درويس وبدأت أمارس الغناء كمحترف وتركت احتراف قراءة القرآن.. وظللت هكذا حتى سنة 1962 حين تعرفت على الشاعر (أحمد فؤاد نجم) . كان لابد لسماء القاهرة أن تشتعل في هذه الليلة, حيث صرخت صاعقة وطار طائر بمفرده في اتجاه اليقين.. ليلة عادية وغير معتادة.. تلك التي جمعت الشيخ إمام بالشاعر أحمد فؤاد نجم.. وكأنهما توأم إفترق وعادت الأيام لتجمع كلا منهما تلخيصا لحياة الفقر والجوع والتشرد تلك التي تولد رهافة لايدركها إلا أصحابها. هم وحدهم يملكون الاحساس والعذوبة والقسوة أيضا.. يحكي الشاعر أحمد فؤاد نجم عن بداية علاقته مع الشيخ إمام فيقول في عام 1962 دعاني صديق اسمه سعد الموجي كان يعمل بوزارة السياحة.. ودعوته كانت لزيارته في بيته في حوم قدم بالغورية كذلك لأتعرف على فنان أصيل لايريد أحد أن يعترف به بحجة أنه دقة قديمة ". وفي المكان والزمان المحددين كنت أجلس أمام شيخ ضرير يحتضن عودا قديما وغنى الشيخ إمام لمشايخ الملحنين وجهابذة الطرب والنغم وأدهشني أنه يعطي الألحان القديمة اضافات لاتقل غنى وأصالة عن الألحان نفسها وهكذا تأكد لي أنني أمام فنان مبدع وسألته: لماذا لا تلحن يا مولانا؟ قال: مش لاقي الكلام الكويس قلت له أنا عندي الكلام.. وأعطيته ما أكتب.. وإجتمع إمام ونجم كثيرا في ليالي الشتاء القاسية بعد أن أذهلت الجميع نكسة 67 وجعلت هواء القاهرة ملبدا بالغيم والوجع. هواء ثقيل ومؤلم ولا يشعر بأحد . في ليلة من تلك الليالي تكسرت أحلام الجميع بنكسة يونيو دفعة واحدة. لم يكن يعرف إمام ونجم الفقيرين بحياتهما والأغنياء بمشاعرهما أنها سيغيران تاريخ بأكمله . يجلس الشيخ إمام وعوده المليء بالصدف والمشاعر وبجواره أحد الأيتام الضالين في القاهرة, نجم (يقول أشعاره الصادمة والكاشفة لهذا الزيف المتسرب في هواء مصر كلها) . وربما لم يكونا يعرفان أنهما سيغيران الأحوال ويبدلان النصر هزيمة بغنائهما المشحون بتحقق أحلام لم يكن أحد يجرؤ على الصراخ بها.. وهذه البداية كانت تحتم عليهما درجة أعلى من الصدق مع النفس فالكل وقتها كان لايملك قدرة الاعتراف بالخطأ واكتفى الجميع بتعليق الخطأ على (رجال) عبدالناصر رغم انه اعلن مسئوليته.. لذا كان للشيخ امام والشاعر أحمد فؤاد نجم رأياً آخر فيما يدور حيث ظهرت لديهما ولأول مرة هذه النغمة القاسية التي برغم قدرتها على التجريح إلا أنها تستمد قوة أكبر على التحريض والفعل والتأثير عن طريق فضح الصوت الرسمي وكلامه : الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا / يامحلي رجعة ضباطنا من خط النار / هتقولي (سينا) وما (سيناش "/ ماتخوتناش / ياستميت أتوبيس ماشي شايلين أنفار.. إيه يعني لما يموت مليون / أو كل الكون / العمر أصلا مش مضمون والناس أعمار.. إيه يعني في العقبة جرينا / ولا في سينا / هي الهزيمة تنسينا / إننا أحرار.. والأغنية تفضح وتملك القدرة على الذبح والتصفية وتعلن تواطؤ الجميع وأن الهزيمة توأم للفساد وانعدام العدل.. وعموما كلها أشياء يتحمل مسئوليتها (عبدالجبار) أو (عبدالناصر) تحديدا : وكفاية أسيادنا البعدا / عايشين سعدا / بفضل ناس تملى المعدة / وتقول أشعار.. أشعار تمجد وتماين / حتى الخاين / وإنشاء الله يخربها مداين / عبدالجبار.. وهذه أول الردود على حالة الانتكاسة التي أصابت الجميع.. رؤية حادة ومفجعة فلا يهم كل ما خسرناه بفضل أو بفعل من لايهم, يكفي أن عاد ضباطنا الأحرار ويكفي أن يعيش السادة سعداء وأن ينافقهم شعراء السلطة ولتذهب كل المدن الى الجحيم . لكن السخرية وحدها لم تكن أداة (إمام عيسى) الوحيدة, في احيان اخرى كان التحريض أكثر مباشرة وأشد وقعا . بعد هذه البداية للشيخ امام والتي ردت على نكسة مصر كلها, تبلورت أكثر معرفته بالواقع وضرورة تغييره . ويقول فرج العنتري المؤرخ والناقد الموسيقي البارز: كانت عصاه السحرية هي الموسيقى الشعبية والموروث الغنائي. نفس الطريق الذي سلكه سيد درويش بتلك القدرة الفريدة على تطويع الموسيقى العربية أو بالأدق المصرية. ولنقل من فعل التطريب الى قدرة التعبير, كان هذا كله استمرارا لسيد درويش ومشروعه الأساسي لاعادة الموسيقى المصرية المتوغلة في القدم والمتعمقة في الروح بديلا عن هذه الموسيقى التركية الغليظة المترهلة . لقد كان الانتماء الوحيد لهذه الظاهرة الشيخ إمام هو الانتماء لمصر, الأمكنة والتاريخ والناس ورائحة السحر المنتشرة في الهواء . ليست مصر مرادفا للنظام أو أتباعه أو خدامه.. الانتماء كان للمعنى الأوسع والأكثر قدرة على العطاء.. الانتماء للوطن باعتباره الأم والحبيبة . ولأن الشيخ إمام كان خارجا عن المألوف وكارها للسلطة والنظام والمؤسسة فلم تفلح مهمة الحيل لإبعاده عن الغناء وفشلت معه كل محاولات الاحتواء أبو عسكر حرامية / بيبرطع في تكية / ويقول اشتراكية / والناس له جعانة . فلم تنطلي هذه المقولات الجاهزة والشعارات اللامعة على إمام عيسى وهو الذي يرى بقلبه لا بعينيه.. لكن هل اقتصرت أغنياته على التوبيخ والنقد المؤلم أم تعدت الى التحريض المباشر على فعل ما, كان وقتها لابديل عنه وهو الحرب, تلك الحرب العادلة التي لامفر منها.. حرضنا وحده.. فعلها إمام عيسى وبعوده الممتلئ بالشجن وبكلمات نجم الحادة مستوحيا قصة (عم حمزة) أول من قاد مظاهرات التلاميذ في ثورة 1919 . رجعوا التلامذة ياعم حمزة للجد تاني يامصر إنتي اللي باقية وانتي أصل الأماني.. كان هذا مع حرب اكتوبر حيث العبور . الا اننا في الزمن الساداتي الذي شعر الجميع أنه لن ينته كان الزحام شديدا والوقوع كثيرون, والأقدام تدهس, والباب كان مفتوحا على آخره, وكان إمام عيسى ونوره الداخلي في مواجهة ظلام دامس لايمكن احتماله وبسخرية حادة : قوقة المجذوب أبو برقوقة / بزبيبة غش وملزوقة / كداب ومنافق وحرامي / ودماغه مناطق موبؤة.. وبسبب هذه الأغنية تم اعتقال إمام عيسى وقبلها في تحقيق النيابة كان المحقق يسأله (بمن تقصد هذا الكلام؟)فأجابه أن الكلام واضح.. فرد عليه المحقق, هل تقصد به رئيس الجمهورية؟.. فكانت اجابة إمام بصوت مرتفع وواثق للغاية لايعرف تخاذلنا اليومي.. أجابه: بالتأكيد أنا أقصد رئيس الجمهورية.. وكانت اجابته صدمة حقيقية للمحقق الذي تمنى أن ينكرها. واضطر أن يكتب في التحقيق أنه لايقصد رئيس الجمهورية خوفا على هذا الشيخ الضرير من مصيره المؤلم.. وبعد نهاية التحقيق أعاد قراءته على الشيخ إمام الذي فوجئ بأن المحقق لم يكتب كلامه كما قال, فبكى بعنف وهو يقول لماذا تريد أن تلحق بي العار هل تستغل عماي لتسجل أنني جبان في محضر رسمي . وإمام لم يكن ليتكلم عن النظام بأوضاعه الداخلية بل امتد صوته وبصره الى هذا العالم المتسع ووجدناه يغني لثوار العالم جميعا ويحرضهم بعد موت جيفارا : جيفارا مات / آخر خبر في الراديوهات مافيش خلاص غير القنابل والرصاص ياتجهزوا جيش الخلاص يانقول ع العالم خلاص .. وكان إمام يواصل الغناء وسط التجمعات الطلابية والعمالية فكان ضيفا دائما على كليات الجامعة.. وفي أحد حفلاته بزراعة القاهرة 1976 تحول الغناء داخل المدرج الى مظاهرة وخرج المدرج بكامله خلف الشيخ مرددا معه المقطع الأخير من أغنية جيفارا.. ياتجهزوا جيش الخلاص, ياتقولوا ع العالم خلاص.. وكان إمام يفضل انهاء حفلاته بهذه الأغنية.. واستمر الطلاب معه بهذه الحالة حتى شارع الجامعة . هذا هو الشيخ إمام الضرير الذي رأى بقلبه والذي امتلك رؤيته الحادة مثل صقر.. ورغم ذلك هاجمه البعض بعنف كمحمود السعدني الذي قال عنه: كل ما فعله الشيخ إمام أنه ردد أشعار أحمد فؤاد نجم وقد فعل ذلك ليجد سبيلا الى ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات .. لكن آخرين رأوا فيه عبقرية, يذكر الروائي المعروف خيري شلبي. صرح لي الشيخ إمام من بين عشرات التسجيلات التي أجريتها معه أنه اكتشف سحر الكاريكاتير النغمي الذي يعنى بتضخيم بعض الملامح من الصورة اللحنية العامة لإحداث التأثيرات المطلوبة وأنه تعرف على الكاريكاتير من خلال الأذن عبر ألحان سيد درويش وبالكاريكاتير نقل سيد درويش الألحان من التطريب الى التعبير مما يعد ثورة في الغناء المصري وقد استقى هذا الفعل من الفلكلور اللحني المصري . ويضيف شلبي بالكاريكاتير أيضا أحدث الشيخ إمام الثورة الثانية حيث نقل الألحان نقلة أخرى.. إحتفظ بالتطريب كأساس للبهجة لابد منه للوصول الى قلب المستمع أولا وإمتاعه ثم احتفظ بالتعبير كضرورة تفرضها طبيعة الكلمات التي يلحنها ثم أضاف الى ذلك عنصر التصوير والتشخيص.. فاللحن بالنسبة له يتضمن طاقة أداء تمثيلي درامي, لقد وضع عين الكاميرا - وهو الضرير - في صوت اللحن, فأصبح المستمع يرى الصورة في اللحن رؤية العين . وعن الحصار الذي فرض على إمام يقول نزار سمك أحد القيادات الطلابية في السبعينيات: إمام كان طوال فترة السبعينيات ممنوعا من السفر بينما تمكن البعض من السفر والاسترزاق من النظم العربية كانت الدعوات تصل الى امام من بعض البلدان العربية ومن الجاليات العربية خاصة في باريس وكان المنع مستمرا.. فكان رده بأغنيته الرائعة : ممنوع من السفر / ممنوع من الكلام ممنوع من الغنا / ممنوع من الابتسام وكل يوم في حبك / بتزيد الممنوعات وكل يوم باحبك / أكثر من إللي فات وفي منتصف الثمانينيات تمكن إمام ونجم من السفر بعد تغير الظروف وامتدت الرحلة من باريس الى الجزائر الى بلدان أخرى وفيها تمت الكارثة أو القطيعة بين الرفيقين (إمام ونجم) واستمر إمام في عزلته ويقال أن الخلاف بسبب الأمور المالية.. ولم يعد معه إلا بعض الطلبة في (حوش قدم) حيث واصل تلاوة القرآن والتواشيح بمسجد سيدي يحيي وواصل الغناء أحيانا أخرى الى أن رحلت روحه في 7 يونيو 1995 . تبقى القضية الأكثر صعوبة من سواها: هل تعثر مشروع الشيخ إمام ولماذا.. يقول الروائي يوسف القعيد: يبدو أن إمام كان صاحب مشروع فني كبير لم يكن مجرد مغني غنى بعض الأغاني ومضى ولكن المشكلة أن هذا المشروع لم يصل فلماذا.. هل كانت هناك عيوب في المشروع نفسه؟ يخيل الي أن مشكلة الشيخ إمام أن فنه ارتبط بمرحلة معينة وأن الغناء عنده انحصر داخل تيار معين وفي قلب مجموعة من الناس, فقدت قدرتها على التأثير, كذلك لم تكن هناك نقلات فنية ومراحل تطور جوهرية وربما كان السبب الجوهري هو انهيار الكيان الفني (إمام / نجم) وذلك بعد الخروج الأول من مصر ودخول أموال العرب على الخط مما أفسد الرمز والدلالة أيضا لابد من القول: إن الجيل الذي حمله في حبة القلب كانوا شبابا في أواخر الستينيات وهذا الجيل سرعان ما تبعثر وتناثر وأغلبه هاجر من مصر وتركها . ويضيف القعيد أنا لا أعفي أجهزة الاعلان من مسئوليتها. كانت هناك مقاطعة شبه دائمة وتامة ونهائية لإمام ونجم. كانت هناك شبه محاولة لتقديم فنهما في زمن عبدالناصر ولكنها تعثرت في أواخر أيامه وانتهت تماما في أيام السادات وتحول نجم وإمام الى ظاهرة خارج مؤسسة الاعلام الرسمية وإن كان ذلك قد أعطاها شرعية التواجد في عقول المثقفين فقد حرمت من الوصول الى الجماهير العريضة . هكذا عاش إمام ومات وحيدا, لم يتزوج ولم يرى الأشياء بلون رداءتها المعتم ولم يصاب بكل هذا الاحباط والزيف الذي شل الهواء من حولنا.

القاهرة - سراج محمود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى