شهادات خاصة فاطمة باعظيم: حياة متجددة في الأعمال المستمدة من الخامات الطبيعية.. حوار مع فنانة تشكيلية أجراه : جعفر الديري

فاطمة صالح باعظيم فنانة سعودية مسكونة بهاجس الماضي ومفرداته الفنية الجميلة، فمنذ حداثتها الأولى وهي دائمة التأمل في الأبواب والنوافذ التقليدية بمدينة جدة، ساعية الى احياء أشكالها وألوانها الداكنة. ربما لشعورها الصادق بأنها لم تزل مدخلا لأشياء جميلة في حياتنا.
في معرضها الشخصي الأخير بجمعية البحرين للفنون التشكيلية، قدمت الفنانة باعظيم مجموعة من الأعمال الفنية التراثية حملت اسم «أبواب ونوافذ». المعرض الذي استخدمت فيه الفنانة مجموعة من الخامات الطبيعية المحلية تنوعت بين الأصداف البحرية والأحجار الكريمة وأوراق الشجر، الأمر الذي جعلها تخرج بنسيج واحد يجمع كل هذه الأعمال على رغم تعدد الخامات المستخدمة.
* نعلم أن معرضك الشخصي هذا، جاء بعد جولة في أنحاء المملكة العربية السعودية، فلماذا اخترت البحرين بداية للجولة الخليجية؟
- ان هذا المعرض جاء ضمن جولة أسعى اليها في دول الخليج العربية بعد أن جلت به في أنحاء المملكة العربية السعودية، ولديّ خطة لجولة في أوروبا أيضا. ولا شك فإن اختياري لمملكة البحرين لتكون بداية جولتي في دول الخليج كان اختيارا موفقا، ان للبحرين في واقع الثقافة العربية مكانا كبيرا بين دول الخليج، فقد كنت أحمل فكرة مفادها أن البحرين هي أقوى الدول الخليجية احتفاء بالثقافة والفن، ومن هنا كان حضوري للبحرين مثمرا فقد استفدت غاية الافادة من الفعاليات الثقافية ولمست حجم التنوع المدهش فيها.
* لماذا اختارت فاطمة باعظيم الدخول الى بوابة التراث من الأبواب التقليدية القديمة؟
- عملي هذا لم يكن عن كلالة، وانما هي حياة وموروث لا يزال يعيش أمام عيني على رغم التطور الكبير في الحياة، فأنا من جدة، وهذه اللوحات الطبيعية التي أراها بعفويتها وبساطتها من الطبيعي أن تترك أثرها العظيم في نفسي وفني، فالنوافذ القديمة والأبواب المزخرفة التي يلوح منها عبق الماضي لا تزال ذاكرتي تحفظها، فمنذ أن كنت طفلة صغيرة وأنا دائمة التأمل في كل هذا الجمال الفطري، الأمر الذي ترك في نفسي الاصرار على الاحتفاظ بكل ما هو جميل وقديم، وتوجهي هذا يعكس فطرة في نفسي تسعى الى محاولة تخليد هذا الإرث المحلي الجميل.
* لكن هذه الأبواب قد توحي بالظلمة بسبب ألوانها الداكنة؟!
- هذه الملاحظة قد أبداها أكثر من متذوق لأعمالي، فأنا لا أخفي محبتي وتعلقي باللون البني والسبب يكمن في أني أراه لونا من ألوان الأرض، وأعتقد أن الفنان الذي صنع هذه الأبواب كان راغبا في أن يجعل من ألوانها مقاربة لألوان الأرض، لذلك فهو يستخدم اللون البني والأسود وغيرها من الألوان الداكنة، ومن الطبيعي أن يمتد تأثير اللون البني على أعمالي الأخرى.
* وكيف وجدتِ استقبال الناس لهذا النوع من الأعمال؟
- ما يؤسفني حقيقة هو أني أجد الكثيرين ينحون علي باللائمة لأنني في تصورهم فنانة تكرر تجربتها، فهم يرون هذا المعرض نفسه يعرض في أكثر من مكان في المملكة، لذلك فهم لا يترددون في مطالبتي بتغيير أسلوبي، فهو أسلوب قديم في نظرهم، ولكنني أرى أن هذه الأعمال المستمدة من الخامات الطبيعية فيها حياة متجددة، كما أنه أسلوب يستخدمه الكثير من الفنانين، فهو يأخذ من التراث ليعرض وجها مشرقا جديدا منه، ولكنني وعلى رغم ايماني بهذا الأسلوب مازلت أبحث عن أساليب أخرى ومازلت أجرب الكثير.
* وما الذي يشغل الفنانة السعودية هذه الأيام؟
- أنا الآن بصدد الاعداد الى معرض جديد يحكي المرأة العربية القديمة وبالتحديد المرأة السعودية، وأحاول من خلاله تصوير المرأة السعودية في أكثر من حال.
خامات محلية... تزين الأبواب والنوافذ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى