محمود البريكان - متاهة الفراشة. شعر

مهرجان المصابيح
لافتة المصنع الضخم ترسمها نبضات النيون
الفراشة لا تستطيع القراءة
رفت بكل رشاقتها
دخلت و هي ترقص
و انطلقت في رحاب المكان ..
لمحت فجوة و انعكاسا من الضوء
فانجذبت نحوه
سقطت وسط هاوية معتمة
و رأت سلما لولبيا
و شيئا كبرج من الصلب ، لا قعر له
و خيوط دخان
كبخار الصهاريج
و التقطت مدخلا دائريا
فخفت إليه
إذا نفق من حديد
يؤدي إلى نفق من حديد
و أحست بزاوية الميل
فانزلقت
و استقرت على حامل
عتلات مهاجمة
و كوابس دوارة
و أصابع من معدن
فحزام سريع
جرها فجأة.
تلوت على نفسها
و عمياء كانت
أكان دما ما تفصد من جسمها ؟
رأت نفسها في الهواء
بنصف جناح
و نصف جسد
و لم تستطع أن تحرك أطرافها
و لم ترتعش غير ظل ارتعاشة
و كانت هناك
على الأرض ، تزحف ،
نصف فراشة.

1988
أعلى