جعفر الديري - أسماء غابت وأخرى حضرت في الحركة التشكيلية البحرينية

غياب النقاد إلى جانب غياب الإعلام هما المسئولان عن تهميش هؤلاء، إن بدافع الإصرار وإن بدافع الغفلة - ذلك ما اتفق عليه من أخذنا رأيهم في هذا الاستطلاع. فالفنان التشكيلي في البحرين ليس بأقل من أنداده في الخليج العربي وحتى في العالم العربي. فالفنان التشكيلي البحريني تأثر منذ نعومة أظفاره بالحركة التشكيلية العربية، بل إنه نقل الكثير من التيارات التشكيلية الموجودة في أوروبا. إذا، تاريخ الفنان التشكيلي في البحرين له جذور راسخة أسوة بغيره. كما أنه كان ذا حاضر باهر وتفاعل مستمر. فما الذي جعل الكثير من الأسماء التشكيلية في البحرين تختفي في الظل؟ وما هي أسباب انقطاع أخبارها وعدم تسليط الأضواء عليها في الوقت الذي حظيت فيه أسماء أخرى بالظهور - وإن بصورة نسبية؟! ثم، ألا يدل غياب تلك الأسماء عن حال غير صحية تنتاب ساحة التشكيل البحريني، وإلا فما الذي يمنع من ظهور النقاد القادرين على بعث تلك الأسماء من جديد؟! في الاستطلاع الآتي نحاول أن نجد الاجابة...

السني وعبدالصالح

التشكيلي البحريني عباس يوسف يشير هنا إلى تجربة الفنان حسين السني الذي يصف تجربته بالقوة والاطلاع الواسع ومحاولة اضفاء عنصر الحداثة على الصورة، ويسأل عن سبب غيابه مع أنه كان من ضمن الكوكبة الأولى التي أسست للفن التشكيلي في البحرين.
ويضيف يوسف لقد كان حسين السني فنانا تشكيليا مهما وكان يعد من أهم الرواد، إذ كان يمتاز بقوة رسمه وبثقافته الفنية إلى الدرجة التي عد فيها من أوائل من اشتغلوا بالحداثة. أما الشخص الآخر فكان أسامة عبدالصالح وهو كذلك فنان قوي جدا يمتاز بتصميماته وقوة يده في الرسم وقوة خطوطه وتعبيرها. ولكن السني مات بينما عبدالصالح لايزال موجودا، ولكنه بعيد عن الساحة ومن المهم إعادة الاهتمام به. وهذان الاثنان كانا من ضمن المجموعة التي كانت ترسم في الطبيعة في جولاتها مع عبدالكريم البوسطة وناصر اليوسـف. ولكـن، وللأسف الشديد لا يوجد لدينـا النقاد والراصـدون للفن التشكيلي. وهـو الأمر الذي يدل على مدى ضياع أسماء هؤلاء الرواد، والدليل على ذلك أن المعارض التشكيلية تمر من دون حضور يذكر. إذا، المطلوب منا في حال غياب النقاد البحرينيين عن الساحة أن نوفر النقاد ذوي الاطلاع على الحركة التشكيلية في البحرين ونفرغهم لرصد تاريخ الحركة، نقادا أمثال أسعد عرابي، فاروق يوسف، شربل داغر وطلال معلا، وهم القادرون على كتابة الدراسات وإجراء اللقاءات مع الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين الذين لايزالون على قيد الحياة. والذين يمكن أن يضيفوا شيئا في هذا المجال.

الجميع مهمشون

بينما يجد التشكيلي والفنان المسرحي عبدالله يوسف أن المسألة هنا لا تتعلق بفنان دون آخر، إذ يعتقد يوسف أن جميع الفنانين التشكيليين منذ الرعيل الأول حتى يوم الناس هذا هم مهمشون ولا تسلط عليهم الأضواء، ويعتقد يوسف أن اللوم يقع على الإعلام الذي ظلمهم حين لم يعطهم أهمية يستحقونها. ويقول يوسف أعتقد أن معظم الفنانين التشكيليين ظلموا إعلاميا وحضورا وامتناعا بشكل أو بآخر مثلهم مثل من ظلموا من الممثلين في المسرح والتلفزيون فظلوا على الهامش. الفنانون أمثال عبدالكريم العريض، راشد سوار وكامل بركات. إن هذا الرعيل ومن تلاة من الفنانين ظلم لعجز الدولة عن تزيين جدران وزاراتها بأعمال هؤلاء مع أنهم يمتلكون كما هائلا من الأعمال المكدسة ولا تقوم الدولة بواجبها باقتناء هذه الأعمال كما هو حاصل مثلا في دولة الكويت. اني أعتقد أن حسين السني من الرواد غبن عطاؤه كثيرا، ومن المحدثين أجد أن عبدالجبار الغضبان وعباس يوسف وعبدالإله العرب من المحدثين غبنوا كثيرا، كما أرى أن كل الفنانين المحدثين لم يلقوا الاهتمام الذي يليق بهم.

المحسوبية

ولا يختلف رأي الرائد التشكيلي البحريني عبدالكريم البوسطة عن رأي عبدالله يوسف، إذ يجد البوسطة أن هناك خللا في مسألة المتابعة والإعلام، إذ يرى أن هناك مشكلة بهذا الشأن فهناك فعاليات تشكيلية كثيرة، ولكن حضور الإعلام يكون متذبذبا بشأنها. فيقول البوسطة أتصور أن الحركة التشكيلية موجودة في البحرين وهناك الكثير من الفعاليات، وخصوصا تلك التي عايشها الرواد. ولكن المشكلة هي في غياب الإعلام المصاحب لتلك الفعاليات، إذ إن هناك قصورا في المتابعة، وهذا القصور لا يتعلق فقط بمتابعة الفعاليات، ولكن يمتد إلى متابعة عطاءات الفنان نفسه حين لا يجد الراصد لتجربته الفنية والأطوار التي يمر بها. كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في دخول المحسوبية لدى المتابع فكثيرا من الأمور الشخصية تتدخل عندما يكتب الناقد أو المتابع عن تجربة فنان من الفنانين. فلاشك في أن هناك من الفنانين من حظي بالأضواء وأخذ مساحة في الجانب الإعلامي فأصبح معروفا، بينما غيره كان نصيبه الاهمال.
httpalwasatnews.comnews491532.html

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى