نص حوار مع نقوس المهدي أجراه ذ. عبدالله بديع لصحيفة الشمال

-1- انخرطتَ، رفقة ثلة من مبدعي اليوسفية والنواحي، في تجربة فريدة ومتميزة على مستوى النشر؛ من خلال خلق "رابطة أقلام أحمر" تتولى نشر الإنتاج الأدبي والفني لمنخرطيها دوريا عبر مساهمات شهرية وبالتناوب. فكيف نبع التفكير في هاته المبادرة؟ وما هي الخطوات التي سلكتها هذه المبادرة قبل أن تظهر إلى الوجود وتحقق في أرض الواقع؟
- بداية أجزي الشكر للأخ عبدالله بديع على حواره الذي نتج عن نقاش طويل بيننا حول بعض شجون الأدب والفكر في المشهد الثقافي المغربي، ونحن حديثي عهد بإنشاء (رابطة أقلام أحمر) بمبادرة من ثلة من الأصدقاء من أبناء مدينة اليوسفية، الغرض منها خلخلة الركود الثقافي في المنطقة، والاعتماد على النفس في غياب دعم الكتاب وتشجيعه، وتمكين مبدعي مدن الهامش من طبع أعمالهم الأدبية، دوريا وتناوبيا عبر وسائط سهلة ويسيرة، مع حرية اختيار المطبعة الملائمة، وإخضاع الأعمال للجنة قراءة، وتقديمها، ومناقشتها والاحتفاء بأصحابها عبر إقامة قراءات نقدية لها، وقد ابتدأت هذه المبادرة بجهود حميدة لسبعة أفراد هم الإخوة عبداللطيف بحيري، احماد بوتالوحت، توفيق الأبيضن حسن الأبيض، محمد مومني، عبد الجبار الساكت، والأخت سعيدة عفيف من مدينة مراكش، وقد تنوعت هذه الإصدارات ما بين يكتبون الشعر والقصة والرواية والنقد واللسانيات والسينوغرافيا. وذلك باكتتاب شهري زهيد، وقد لقيت الفكرة ترحيبا وتشجيعا كبيرين من لدن المهتمين، على أمل مأسستها وتوسيع حلقتها ومهامها النبيلة لتؤدي رسالتها على أتم وجه

-2- كتبتَ، منذ أواخر السبعينيات، نصوصا قصصية ونشرتها في منابر أدبية عربية ومغربية؛ غير أنك تأخرت في تجميع هاته النصوص أسوة بباقي المبدعين من جيلك ونشرها في كتاب. فما مردّ هذا التأخير / التأخر؟

- كانت الكتابة هاجسا لاحقني منذ عقدي الثاني عبر نصوص ومقالات شاركت بها ضمن البرامج الثقافية الإذاعية آنئذ، وفي مجلة الطليعة الأدبية وأوراق اللندنية وصفحات المحرر والعلم وغيرها، واحتفظت ببعض منها أعدت كتابتها في وقت لاحق ونشرتها بمنتدى مطر، وزهدت في نشرها ورقيا برغم تشجيع الإخوة، لكن كنت دوما أتهيب من النشر كل هذه المدة لأسباب عدة، وقد كانت نية الإخوة بمنتدى مطر إحدى المبادرات الحميدة والمشكورة لتحرير هذه النصوص وبعثها في كتاب سنة 2014 ضمن منشورات منتدى مطر، أسميته (صنائع من نوبة عراق العجب) وهي متواليات قصصية تجمع بين السرد الحكائي القصير والعمل الروائي القصير أيضا. وأجدد الشكر لكافة الإخوة في منتدى مطر على جميل مكرمتهم.

-3- بعد أن تولى "منتدى مطر" نشر عملك الأول "صنائع من نوبة عراق العجب"، وتوليت في إطار "رابطة أقلام أحمر" نشر العمل الثاني "... إلخ".. كيف تلقى الوسط الأدبي عمليك القصصيين؟
- وضع التلقي في العالم العربي يخضع للعديد من المقاييس، وليس هناك طراز واحد للقارئ. هناك من يهتم بالكتاب ولكنهم أقلية مقارنة مع عدد السكان. والتلقي بشكل عام محكوم ببنية سوق الكتاب الذي تهيمن عليه بعض دور النشر التي تتعامل بمنطق الربح والخسارة، منطق الشكارة هذا يدفعها للبحث عما طرائق يمكن أن تدر عليها أرباحا هائلة. وأرباب المطابع لا يهمهم قيمة الكتاب ومحتواه، يكفي أن تدفع شيكا فتطبع إي شيء، لهذا نكتفي بعرض إصداراتنا ودعمها والتعريف بها بجهود فردية وذاتية، بالنسبة لي ما يهمني بشكل أساسي هو رضا القارئ وتوصيله له.

-4- في مجموعتك القصصية الأولى "صنائع من نوبة عراق العجب"، يجمع قصصها الست وحدة الشخصية (عباس) إلى درجة أن بعض النقاد عدّها رواية قصيرة.. فهل توخيت، من خلال هذا العمل، أن تمارس نوعا من التجريب القصصي؟
- الكتابة ابتكار بالكلمات، وهي بشكل عام نوع من التجريب، ويدخل من باب مكر الكتابة الإبداعية، في "الصنائع" تعمدت بشكل مكشوف الكتابة بطريقتين متوازيتين، حيث تتماهى القصة القصيرة مع السرد الروائي في العمل الواحد، وهي خطوة لا تخلو من مكر ومن مغامرة، ومن انفصال واتصال، ومرونة للتوفيق بين الجنسين، وقد اعتمدت البطل المحوري المتمثل في شخص عباس ومكابداته في عالم يفترس ضحاياه، شخصية مزاجية ثورية غاضبة ناقمة لا تستكين أبدا إلى الرتابة والجمود،

-5- تتسم عناوين قصصك وأعمالك بالغرائبية، سواء من حيث بنائها اللغوي أم مدلولاتها.. فكيف تختار عناوين قصصك وأعمالك؟ وكيف تعيش تجربة اختيار العنوان؟
- العنوان مدخل وعتبة من عتبات النص الأساسية، شأنه شان لوحة الغلاف، والرسوم البيانية، والإهداء، والمقدمة، والملاحظات، والعناوين الفرعية. والتصديرات كلها جينات تضفي مسحة جمالية على العمل الإبداعي وتميزه، وهو آخر ما يفكر فيه المبدع، ويحيل في مطلق الأحوال على إشارة أو يتخذ عنوان احد النصوص، أو دلالة إجرائية توحي بشيء عن تفاصيل الكتاب، لكن في المجموعتين لا نجد اثر لهذا أو ذاك بشكل متعمد ومقصود، فالأسماء لا تدل على صاحبها أحيانا كثيرة. وقد نجد شخصا اسمه سعيد وهو شقي، او جواد أو كريم وهو شحيح وبخيل، عموما اختيار العنوان يشد انتباه القارئ المحتمل، وقد لاحظ النقاد في دلالة العنوان علامة فارقة تمنح الجاذبية للكتاب. وتساعد في التسويق التجاري، حينما نود وضع العنوان لا بد من التفكير في الجانب الجمالي، والوظيفة الشاعرية والإعلامية والإغرائية، ويبدو جليا بان وظيفته هي بمثابة نجمة القطب التي نستدل على هديها لاستكشاف خبايا العمل الإبداعي، ذلك أن اختيار العنوان ليس عملاً شكلياً معزولا عن فضاء النصوص، بل هو دلالة ايقونية منتزعة من صميمه، إنه وان كان يقدم نفسه بصفته عتبة للنص كما يعرف ذلك السيميائيون، فانه بالمقابل لا يمكننا بأية حال الولوج إلى عالم النص دون اجتيازها
وغير خاف على احد بان الأدباء من الأجيال المتقدمة على وجه التحديد كانوا أشد عناية وعلى أتم وعي بمسألة العنوان والشكل والخط، فحينما نتطرق للعنوان أو مسألة الشكل الظاهري للكتاب لا ننسى الإشارة إلى أن الشعراء منذ القديم اهتموا بإعطاء عناوين لأشعارهم مثل اسم المعلقات والمذهبات والمفضليات والأصمعيات، فيما يفي المطلع في قصائد أخرى بالقصد والغرض، بعكس بعض الذين انتهجوا طريقة عنونة أشعارهم ومصنفاتهم بطريقة جذابة وتفننوا في اختيار عناوين غريبة وطويلة في بعض الأحيان. وتحبيرها بخط بديع وزاهي لرغبتهم في تمييز مصنفاتهم عن باقي الكتب والإصدارات. وشد المتلقي إليهم، وإغرائه بصورة أو أخرى لقراءة الكتاب واقتنائه

-6- يقول أحمد بوزفور، في تقديمه لمجموعة "خرائط بلا بحر" للقاص أحمد زياد: "... ومن حسن الحظ أن الكاتب غير مولع بالنصوص الموازية في بداية الكتاب أو المقتبسات والاستهلالات في مقدمات النصوص؛ وهي الظاهرة التي عمّت، حتى غمّت" (الزرافة المشتعلة، 109). باعتبارك واحدا من الكتّاب المولعين بهاته المسألة، فما هي المبررات الفنية والذاتية التي تجعلك تلجأ إليها؟ وما موقفك من الحكم السالف الذي عبّر عنه بوزفور بهذا الخصوص؟
- كلام الأستاذ احمد بوزفور جد وجيه، وبعبر عن وجهة نظر مثقف وازن وأصيل وتدين له الساحة المغربية بالكثير من الفضل، و يحظى بتقدير كبير في الأوساط الادبية المغربية والعربية، غير أن النص الموازي، هو بمثابة عتبة تناصية شأنه شان العديد من الأيقونات الأخرى، في هذه الومضات التناصية المكثفة الدلالية المدهشة الموجزة الملغزة الماكرة الشاعرية المراوغة نوعيا، تكمن المفارقة التي تدهش القارئ، ويعتبر جيرار جنيت النصوص الموازية بأنها ملحقات نصية وعتبات نطؤها قبل ولوج أي فضاء داخلي، كالعتبة بالنسبة إلى الباب. وتشكل الموجّه الأساسي لعملية التلقي و إنتاج الدلالات، وقد طرح هذا المصطلح في مشروعه النقدي الذي يهتم بالتفاعلات التي تؤلف بين النصوص، ويضيف هذا التصدير جمالية للنص ويعتبر طرفا منه، يساهم في صياغة العمل الإبداعي شأنه شأن الاقتباسات والحواشي، والأمثال، وأقوال المشاهير، الآيات والشواهد الدينية، المراجع، الإحالات، العناوين الفرعية، العناوين الداخلية، التذييلات، الرسوم، الخطوط الكاليغرافية، الغلاف، والشهادات الغيرية الملحقة بظهر الغلاف وكل ما يحيط بها. ويعتبر خورخي لويس بورخيس أهم المفكرين والكتاب الذين يصدرون إبداعاتهم وقلما نجد بحثا أو قصة أو نصا من نصوصه بدون تصدير أو اقتباس.

-7- يلمس القارئ، في مواضع متفرقة من مجموعة "الصنائع"، قدرا غير يسير من المباشرة والتقريرية وحضورا لافتا للإيديولوجيا.. ألا ترى أن هذا النمط من الكتابة لم يعد يغري القراء إبان المرحلة الراهنة، مثلما أن هاته المسألة تفقد النص الأدبي حرارته ودرجة أدبيته؟
- معظم نصوص المجموعة كتبت في عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن المنصرم، وهي سنوات شهد فيها العالم باسره حراكا وتحولات سياسية مهمة، تمثلت في الهزائم والنكسات المتكررة التي شهدها العالم العربي، وتحرر شعوب أخرى من ربقة الاستعمار، وشهد المغرب خلالها انقلابات عسكرية، وانتفاضات شعبية من اجل العيش الكريم، ومحاكمات صورية وإعدامات، عدا العديد من الجرائم الاقتصادية التي تلتف على حقوق الشعب المغربي.. والإناء بما فيه يرشح كما يقول المثل السائر، وليس غريبا أن تنعكس كل تلك المجريات على كتابات العصر من أبناء تلك المرحلة، كان لموجة الواقعية الاشتراكية في الأدب والفن والموسيقى ومظاهر الحياة، الأثر الكبير جيلنا وقد رسختها قراءاتنا المبكرة للفكر الاشتراكي وأدب أمريكا اللاتينية، زيادة على المجلات التقدمية كالطريق وأنفاس ولامليف والجدل والأزمنة الحديثة والعديد من المجلات التي ظهرت في تلك الفترة قبل ان يطولها تمنع، كانت كتابات العشق والحب تتعرض للكثير من الانتقاد في مجتمع يغلي بالثورة والتمرد على كل شيء، وقد اصدر محمد هنيبة الحمري ديوانه البكر بعنوان ( الحب مهزلة القرون)، ومنعت أشعار احمد المجاطي ومحمد الحبيب الفرقاني وعبدالله زريقة، ومحمد الإدريسي القيطوني وغيرهم، كان إيماننا راسخاا بأن إي أديب هو بالضرورة ضمير الأمة، ويتوجب عليه أن يكون يقظا ناقدا للسلطة، وصوتا ينادي بالحرية والعدالة الاجتماعية وصيانة الذاكرة الجمعية. التي تكتسب أهمية في تشكيل الوعي الطبقي، وتصبح أكثر أهمية في مجتمعات فاسدة ومتسلطة تمتهن كرامة المواطن، ذلك "إنّ أُولى مهامّ المثقّفين هي إزعاج السّلطة" على حد تعبير جان بّول سارتر

-8- تشارك، بين الفينة والأخرى، في أشغال ندوات أدبية وأيام دراسية بأوراق نقدية حول أعمال زملاء في الشعر والنثر؛ إلى جانب الكتابة القصصية... فأين يجد المهدي نقوس ذاته؛ في النقد أم الإبداع؟
- هناك تعالق جدلي بين الأدب والنقد، وتكمن أهمية هذا الأخير في الارتقاء بالكتابة، والمساهمة في تشكيل هوية النص، النقد هو كتابة ثانية، لأن الإبداع بدون نقد موضوعي لا يمكن إن يتطور ويرقى ويتقدم إلى الأفضل، لهذا تعتبر الكتابة النقدية ومتابعة ما يصدر من ثمرات المطابع احد اهتمامات المرء بوصفه إبداعا أيضا
..
-9- تسهر، منذ سنوات، على إعداد نصوص مختارة لصالح أحد المنتديات الثقافية على الشبكة العنكبوتية. فما هي الغاية المتوخاة من وراء هاته المبادرة؟ ومتى نبع التفكير فيها؟ كما أسستَ، عبر مراحل، مجموعات في الفايسبوك... هل يذكر المهدي أولى خطوات على درب العالم الافتراضي؟ وماذا قدمت هذه التجربة لك، سواء على المستوى الإبداعي والثقافي أم على المستوى الإنساني؟
- نعم لقد دأبت منذ سنوات على إعداد العديد من الملفات الثقافية والفكرية مما ينشر في النت في ركن مختارات منتدى مطر، ملفات شاملة حول "كتاب الليالي" يضم كل الدراسات التي كتبت حول كتاب ألف ليلة وليلة، و"رسائل الأدباء" الذي يضم كما هائلا من الرسائل الأدبية، و"ديوان الغائبين" بحوالي 400 أديب من الأدباء الذين توفوا في سن الشباب، و"النصوص الإيروسية" التي اعتبرها اكبر انطلوجيا في الإيروتيكا العربية، ومتصفحات أخرى تحوي كل محاضرات ومقالات خورخي لويس بورخيس وعبدالكبير الخطيبي وعبدالفتاح كيليطو وأمين الزاوي وحسن مطلك وجان دمو وعبد القادر وساط ومبارك وساط وغيرهم، واعتبر هذه المختارات مكتبة المنتدى التي توفر للباحثين عناء البحث.. كما أتوصل أحيانا بالعديد من الرسائل عبر الخاص يطلب أصحابها مساعدتهم على توفير مادة ما، أو المساعدة في البحث عن موضوع معين.. كما أتاح لي هذا الركن بالذات إمكانية الاطلاع والقراءة، وساعدني على الاطلاع على كمية هائلة من المواضيع في التراث الإنساني والثقافة المعاصرة

-10- تنكب، في الوقت الراهن، على إعداد بيبيوغرافيا عن الحركة الأدبية والثقافية وأعلامها باليوسفية ونواحيها.. فما هي المبررات الذاتية والموضوعية التي تقف وراء هاته المبادرة؟ وما هي المرامي المتوخاة منها؟
- لم تتسن لأحد بعد فرصة إنجاز أنطولوجيا المبدعين بمنطقة احمر، وهو أمر في غاية الأهمية، بالرغم من أن القائمة تضم العديد من المبدعين في شتى المجالات الفكرية والأدبية والفنية والعلمية، ولم تؤتى حقها من العناية والإهتمام، ويكفي اليوسفية فخرا أنها أنجبت الشاعرين مبارك وساط والدكتور عبد القادر وساط.. هذا الأخير الذي يقول عنه لحسن لعسيبي في مقال له بجريدة الاتحاد الاشتراكي: ".. يكاد يشكل مع شقيقه، الشاعر الآخر العميق، أستاذ الفلسفة، مبارك وساط، ثنائيا شعريا خاصا في شساعة الأدب المغربي، إلى الحد الذي جعل شاعرا عربيا كبيرا، غير مجامل، مثل أدونيس، يعلن أن القصيد المغربي يكمل بصوت « آل وساط »"
ويؤكد الشاعر أحمد المجاطي في إحدى حواراته " مستعد لألا اقرأ الشعر لسنتين كاملتين في انتظار أن يكتب عبد القادر وساط قصيدة"
- مبارك وساط : أصدر عدة دواوين شعرية - (على درج المياه العميقة ) عام (1990) عن دار توبقال بالدار البيضاء - ( محفوفا بأرخبيلات )- (على درج المياه العميقة ) صيغة مراجعة ومنقحة - («راية الهواء)، عام( 2001) عن منشورات عكاظ، - (فراشة من هيدروجين) عام( 2008) عن دار النهضة العربية ببيروت و (رجل يبتسم للعصافير) عام 2011 عن دار الجمل، بغداد/ بيروت. - (رجل يبتسم للعصافير) شعر
(برق في غابة) من ترجمة عبد اللطيف اللعبي والشاعر الى الفرنسية
وترجم: ( شذرات من سفر تكوين منسي) لعبد اللطيف اللعبي - رواية (النمرتشي ) للطاهر بنجلون - (نادجا ) لأندري بريتون
- الدكتور عبد القادر وساط : يكتب الشعر والقصة ومهتم بالترجمة أيضا، ويعد احد مبدعي شيكات الكلمات المسهمة بالعالم العربي، وأشرف على إصدار موسوعة شاملة في المعارف عن دار عكاظ،، وموسوعة للنشء، وأخرى طبية في عدة مجلدات باللغة العربية، وهي تجربة غير مسبوقة في العالم العربي كذلك.
- الدكتور احمد رزيق: ( إن أباكم كان راميا ) مجوعة قصصية - (حالات صحو ) مجموعة قصصية - ( بحثا عن ظل ) رواية
مريم بن بخثة : (وشم في الذاكرة) رواية - (سقوط المرايا ) رواية - ( بأمر من مولانا السلطان ) مجموعة قصصية - ( حديث الليل) ديوان شعر - ( امراة على الرف) مجموعة قصصية
- مصطفى حمزة أنجز سلسلة من الدراسات المونوغرافية حول تاريخ المنطقة بعنوان دفاتر من تاريخ بلاد احمر منها : - (مدرسة الأمراء بمدينة الشماعية معلمة عمرانية وحضارية ) - ( الحاج محمد التهامي الحمري الأوبيري) - ( صلحاء بلاد أحمر).. وغيرها من الدراسات المتنوعة التي تناولت تاريخ قبيلة احمر وإقليم اليوسفية هبة نجد الكنتور
- عبد اللطيف بحيري شاعر بالفرنسية أصدر ديوانين ( شظايا وشرر ) - ( ذكريات سرمدية ) و يعتبر أحد أهم أبطال لعبة السكرابل في المغرب، ويسعى لإحراز البطولة العالمية ..
- احماد بوتالوحت: الحذاء الذي لم يتسن لي ان انتعله مجموعة قصصية - ضمن منشورات رابطة اقلام احمر
- توفيق الابيض: حروف النسا - انطلوجيا زجل
عبد الكبير البيدوري فنان تشكيلي اقام عدة معارض بالمغرب وفرنسا ، ويعكف على إنجاز سيرة ذاتية فنية باللغة الفرنسية
- محمد مومني: (من تقنيات التصوير الضوئي ) يتمحور حول تقنيات التصوير المتمثلة في عملية الالتقاط التي تعتبر من ثوابت الصورة الضوئية
- نور الدين وحيد: غدا تكتمل الحكاية - رماد البارحة - شارع الرباط روايات
- د. مصطفى الحيا: وجاء دور التطبيع
- عبد الجبار الساكت: نعوش بحر الحضارة - رواية
- ادريس بلعطار: (عيوط ام هاني ) - زجل
- مليكة فتح الاسلام: ( غزيل لكلام ) ديوان زجل اصدر عن مطبوعات محمد أعشبون ومنشورات جمعية الاوراش للشباب بمولاي ادريس زرهون
- محمد الحبيب العسالي: مكب اللامة - زجل
- عبدالعالي أواب
عبدالكريم اليانوس وغيرهم
نتمنى ان اوفق في اتمام هذه الانطولوجيا والتطرق بتفصيل وإسهاب لكل الأعمال الأدبية المتنوعة ودراستها وتحليلها وإدراج نماذج منها، عدا كوكبة من الأبطال في المجالات الرياضية المتنوعة والتي ترشح المدينة لان تكون عاصمة لرياضة الجمباز، لأنها ستسدي عملا أكاديميا جليلا يؤرخ للمنطقة ثقافيا وفكريا وعلميا ورياضيا

-11- ما دور المثقف اليوم ؟ ولماذا انحسر دوره الريادي في المشهد السياسي واعلن تواطؤه مع النظام؟
- قبل تحديد وظيفة المثقف نتطرق إلى تبيان العلاقة بين مرجعيته الفكرية وقناعاته الشخصية، وانتمائه الطبقي، بمقابل صدق رسالته الاجتماعية تجاه الوطن والمواطنين من عدمها، فكل الناس مثقفين بمعنى أو بآخر بحسب تعريف المفكر الماركسي انطونيو غرامشي، لكنهم يتميزون بنوعية الرسالة التي يحملون شرفها، والأعمال التي يسدونها لوطنهم، ويتبادر إلى الذهن تشكيلة من المثقفين العظماء الذين أعطوا أكثر مما اخذوا، وآخرين اخذوا أكثر مما أعطوا للوطن... نشير أيضا في هذا المقام إلى تصريح لغرامشي في دفاتر السجن: "عندما نميز بين المثقفين وغير المثقفين فإننا في الحقيقة نشير فقط إلى الوظيفة الاجتماعية المباشرة التي يؤديها المثقف في المجتمع"
في مقال آخر للمفكر نصر حامد أبو زيد بعنوان: كلب حراسة الضياع! يقول: (إننا جميعا مثقفين وغير مثقفين نعمل في خدمة الدولة، ولا يعني هذا بالضرورة العمل في خدمة "السلطة"، لأن هناك مسافة يمكن للمواطن المحافظة عليها بين انتمائه للدولة وبين تأييده لنظام سياسي بعينه. هذه المسافة في حق المواطن العادي يمكن أن تكون مسافات ومساحات شاسعة بحق المثقف والمفكر، وهي مسافات لاتفترض بالضرورة علاقة عداء بقدر ما تؤكد الاستقلال. وليس الاستقلال دعوي متعالية ضد العمل بقدر ما هو دعوة لتأكيد أهمية الرقابة النقدية في المجتمع، حتي في حالة تماثل مشروع النظام السياسي مع مشروع المثقف أو المفكر. وبعبارة أخري يجب التمييز بين قيام المثقف بدوره من خلال فعاليته كمثقف ومفكر وبين أن يتحول إلي "موظف" في سلك السلطة السياسية. هناك فارق لاشك بين دور المثقف كحارس للقيم وناقد وبين دور "كلب حراسة" الضياع)
إلى هنا يبدو بان الأمر يتعلق بعمق الوعي المعرفي والوعي الاجتماعي والسياسي بغض النظر عن الانتماءات السياسية والتكوين الإيديولوجي والتحصيل الدراسي، فالنوايا الحسنة وحدها لا تكفي.. ولا علاقة للموضوع بالتحصيل الأكاديمي والشهادات والكتابات والمؤلفات والمشاركة في الندوات وكل الجعجعة المفتعلة، هكذا يجتهد البعض في تحويل المرافق العمومية إلى ملك خصوصي للإثراء اللامشروع، وابتزاز التلاميذ عبر فرض الساعات الإضافية الإجبارية عليهم من طرف أساتذة على درجة من الوعي، فيما ينصب بالنسبة للشق الثاني على الغيرة على المكتسبات الوطنية والوقوف بوجه الممارسات الشائنة التي يتعرض إليها المجتمع من تعهير ظاهري والتصدي للفساد وتبديد المال العام والتسيب الذي ينتهجه المخزن، ماذا تنتظر من هؤلاء؟
إذن نحن إزاء كائن مسخ نفعي وانتهازي، وآخر صادق نزيه صاحب قضية ومبدأ ورسالة، ويتميز بعمق المسئولية وأصالة الوعي وحصافة الرأي وصدق الانتماء، نتمثل هنا في هذا المقام بالعديد من الرموز الهامة الفكرية وغيرها من مثقفين عضويين ومناضلين وعمال وفلاحين استطاعوا إعطاء أمثلة حية على دور المثقف الايجابي من خلال الوقوف بوجه الاضطهاد ومحاربة الفساد والتصدي للظلم والجهل
تحضرني هنا العديد من الأمثلة التي عالجت المضايقات التي تعرض لها بعض المفكرين، منها الحكم على سقراط بتجرع سم الشوكران، وحرق الحلاج وسلخ عماد الدين نسيمي او ( نسيمي البغدادي)، الجعد بن درهم، واغتيال حسين مروة ومهدي عامل وفرج فودة، ونفي واعدام وتشريد آخرين، إلى جانب منع بعضهم من إلقاء محاضرات في منشآت عمومية تابعة للدولة، المهدي المنجرة وعبد الرحيم الجامعي نموذجا، وما وقع لكاتب ياسين حين استدعاه يوما هواري بومدين وعنفه قائلا له : ”اكتب وأنت ساكت فمك سمج”. هل هناك نظام ديمقراطي يمنع مثل هؤلاء المثقفين من ممارسة حريتهم الفكرية وحقهم المشروع في التعبير، إلا إذا كان ذلك النظام يود تكريس الجهل والاستبداد والظلم. تحضرني هنا مقولة للدكتور عبدالله العري يقول فيها: "أمرنا لن يصلح إلا بصلاح مفكًرينا، باختيارهم اختيارا لا رجعة فيه للمستقبل عوضا عن الماضي، والواقع عوضا عن الوهم، وجعلهم التأليف أداة نقد وانتقاد لا أداة إغراء وتنويم".
هناك المثقف العضوي كما حدده غرامشي، والمثقف النفعي العدمي الانتهازي الوصولي المنبطح .. هناك من يدافع عن مبادئه ولو كلفه ذلك حريته وحياته ، وهناك من يتخلى عن كرامته وعنفوانه ودوره المرسوم له ويتحول إلى مخبر وعميل للجهاز الحاكم، وتحريف المسار الريادي للمثقف عن الخط المرسوم له، وهذا ما بدأنا نشاهده على الأقل في المغرب الذي تتجه فيه سياسة الدولة الى الكيل بمكيالين، وتدجين المثقفين، وانتهاج حملة لارشاء هذا المثقف وإغرائه بالمنح والهبات والمساعدات السخية لأجل كسب صمته وتواطئه، وتلهفه على نصيب سخي من الكعكة المعجونة بدموع الفقراء، وتهميش الاخرين الذين ينتقدون سياسة التفقير والفساد والقهر، إلى درجة يمكن الحديث معها عن انتفاء الدور الريادي والطليعي للمثقف، وموته في البطيء في النهاية، وهذا الغياب الطوعي للمثقف وانزوائه إلى المقاعد الخلفية يكلف الفكر كثيرا، ويخنقه ويقتل فيه بذرة الإبداع والابتكار والخلق، ويحوله إلى بوق للنظام وكاتب مأجور لا يفرق كثيرا عن اتفه كاتب عمومي يحرر طلبات تحت الطلب، ويوجه مواهبه لامتداح مناقب السلطان، وتعداد مواهب خليفته، والثناء على أنشطة السيدة الأولى، ومواكبة مهام الحزب العظيم، والتغني بفرادة النشيد الوطني، والإشادة بعمق الكتاب الأسود، والعيش على مجد السلالة، كما هو الشأن في الدول العربية الشمولية من الخليج إلى المحيط، حتى أصبحنا نسمع عن مثقفين مشبوهين وآخرين أشباح ومخبرين لا يربطهم بالنضال والعمل الثقافي الحقيقي الا السلام عليكم..

-12- علاقة بالسؤال السالف، أنجبت اليوسفية وضواحيها العديد من الأسماء التي تألقت في ميادين الفكر والأدب والصحافة وغيرها؛ وبقيت، مع ذلك، تعيش حالة من الفقر والضعف على مستوى البنيات الثقافية، على الرغم من الإمكانات الاقتصادية المتاحة لها بحكم وجودها في منطقة غنية بالثروات الطبيعية. كيف ترى هذه المفارقة؟

- تعد اليوسفية عصب النشاط الاقتصادي للمغرب، او كركوك المغرب بحد تعبير بعض المحللين الاقتصاديين.. ويختزن باطنها ثروة هامة من معدن الفوسفاط، وفي مقابل هذا الاحتياطي العالمي للذهب الأبيض الذي يضخ يوميا الملايير في صندوق شركة عملاقة ذات الاختيار المركنتلي، ومع كل ذلك تبقى المدينة وسكانها أكبر الخاسرين. ربما لأن القيمين على الشأن المحلي لا يهمهم ازدهار المدينة، ولا تهمهم الثقافة أو تغير عقلية المواطنين، اذ يتم التعامل مع الجمعيات بعقلية انتخابوية، أو بما يخدم سياسة المكتب الشريف للفوسفاط بعيدا عن أي احتضان فعلي أو تشجيع معنوي، وعبر التعامل بجفاء ملحوظ مع العمل الثقافي الجاد. ويتمثل هذا السلوك في التضييق وعدم تقديم الدعم المادي واللوجيستيكي، بمقابل التعامل بطرق ملتوية مع الجمعيات الانتهازية ذات العقلية المقاولاتية التي أفسدت الحقل الثقافي والجمعوي وأساءت إليهن لأنها تتيح للمسؤولين هامشا من الربح وعدم المحاسبة
في اليوسفية كما الأمر في مدينة الشماعية نعيش تهميشا ممنهجا؛ إذ لا محاضرات ولا ندوات ولا معارض فنية إلا اليسير مما نلاحظه من أنشطة نابعة عن نوايا حسنة وبجهود فردية لأشخاص يحملون هما ثقافيا ويمولون أنشطتهم بجهود شخصية وبسيطة وتلقائية من أجل تكسير الروتين وخلق حركية في المدينة.. حتى الريادة العالمية على مستوى رياضة الجمباز انحسرت كثيرا وشابها بعض الفتور، ولم نعد نسمع عن أبطال من مستوى عالمي وأولمبي كما في السابق ..
هذه العطالة الفكرية والتهميش والإقصاء الممنهج للمدينة والساكنة من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الذي يمارس سياسة الدولة داخل الدولة ، منقطعا الى استغلال خيرات المنطقة وتخريبها ، نائيا بنفسه عن الشأن المحلي، هي من الاسباب الرئيسية التي ساعدت على تحويل المدينة الى قندهار جديدة ، ومشتل لتصدير الجماعات الارهابية، التي كانت وراء التفجيرات الدموية الرهيبة بالدار البيضاء..
تبقى مدينة آسفي مغايرة تماما بحكم عراقة تاريخها، والكتابات التي كتبت حولها وحول أعلامها وفقهائها ومبدعيها، وتواجد جامعة تشكل بؤرة الحراك الثقافي، لا ننسى ما يقوم به، بمجهود تطوعي، المقهى الأدبي من جهود حميدة في احتضان الفعاليات الثقافية وإقامة ندوات وأمسيات وقراءت وتوقيعات ودعم الشان الأدبي والفكري

-13- لا شك في أن اللغة تظل هي العمود الفقريّ لكل كتابة تسعى إلى تحقيق المتعة للقارئ والتواصل معه؛ غير أن المتأمل لعدد من النصوص يقف على ضعف واضح في تلك الكتابات بخصوص الجانب اللغويّ. خاصة المتعلقة بالقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا؟ وما هي النصيحة أو النداء الذي توّد أن توجهه إلى كل أديب مبتدئ؟
- في الزمن الجميل كان الواحد ينتظر شهرا او شهورا من اجل رؤية ما كتب منشورا في مجلة محكمة او جريدة. في صدر الصفحة الرئيسية الى جانب الناضجين من المتأدبين، أو ضمن حلقة الناشئة من المبتدئين، هذه الغربلة كانت تتم تحت عناية كتاب ونقاد ومحررين كبار ساهموا بقسط وافر في نهضة الأدب ورفعته.. وحينما يكتب البعض نصوصا متفاوتة الطول فإنهم يسمونها بالأقصوصة لتمييزها عن القصة القصيرة والقصة الطويلة التي تأتي في مرتبة بين الرواية والقصة القصيرة
اما اليوم في زمن الفتنة التقنية فقد أصبح هذا النوع من الكتابة هجينا ومستسهلا إلى درجة القرف. ويتزايد عدد الذين يتهافتون على كتابة الققجة والشذرة والومضة، وتصير بديلا للنصوص كما ألفنا قراءتها
القصة القصيرة جدا ليست اكتشافا عربيا، وقد عرف تعاقب السنين نماذج ناجحة من القصة القصيرة جدا القريبة من القصيدة الشعرية بكثافة صورها وجمالية تعابيرها، كتبها روائيون مشاهير من أوربا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي لم يتخصصوا فيها كما الشأن لدينا في العالم العربي الذي يقرا فيه الفرد بمعدل كتاب أو كتابين في السنة على أكثر تقدير
إن الكتابة الأدبية مسؤولية ذات قيمة فنية وفكرية .. والتهافت الذي أصبحنا نشاهده على هذا مثل هذا النوع من الإبداع لا يمت بصلة للأدب إلا من حيث المسمى.. انتهز أصحابه قصر النفس وانعدام الجهود وانحسار المعرفة، مستعينين في إفكهم على النكتة واللغز، والأغلاط الإملائية والنحوية وما شابه ذلك. ومنتهزين طقطقة هذا النت اللعين.. والكثير من اللاتواضع
ما معنى ان نكتب نصا في سطر او سطرين أو جملة وجملتين ونسميه إبداعا
هل هذا هو الأدب؟
ثم لا اعتقد أن هذا يخدم الأدب في شيء بقدر ما ينسفه ويدمره ، ويؤشر على نهاية السرد وموت السارد إبداعيا.. لأننا نعتقد جازمين بأن أغلب كتبة هذا الصنف من السرود لا يملكون الصبر على القراءة ومع ذلك يكتبون بإسهال واستسهال
ونخشى ان تضيع القصة القصيرة في هشيم الققجة
القصة القصيرة جدا شبح يهدد صفو الأدب ، وارهاص بنهاية السرد
القصة القصيرة جدا كالأكلة السريعة ثمنها زهيد، وقيمتها قليلة أو منعدمة
أما النصيحة التي أقدمها لكل أديب مبتدئ هو ما قاله خورخي لويس بورخيس: «ليفتخر الكتَّاب بما كتبوا، ولأفتخر أنا بما قرأت»

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى