أدب السجون كريم حسن - من "سجن يوسف" إلى "كرموز".. قصة أقدم وأحدث السجون المصرية

في منطقة "أبو صير" بمحافظة الجيزة كان السجن الأول في مصر، وهو السجن الوحيد الذي ذكر في القرآن الكريم، حيث احتجز هناك نبي الله يوسف عليه السلام رغم أن جميع الأدلة وشهادات الشهود كانت إلى جانبه، وتشير إلى براءته من محاولة إغواء زوجة العزيز.

ومن هذا المكان بدأت بذرة السجون في مصر، التي نمت حتى وصلت إلى عشرات السجون في أنحاء مصر، كان أحدثها سجن "كرموز"، الذي أصدر وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار قراراً بإنشائه، الاثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

ولا يخطئ المتابع للشأن المصري أن يلاحظ تلك الزيادة في أعداد السجون التي انضمت إلى قائمة سجون مصر منذ يونيو/حزيران 2013 حتى الآن؛ حيث تم إنشاء 12 سجناً في أنحاء متفرقة في بر مصر، إضافةً إلى 43 سجناً كانت موجودة قبل ذلك التاريخ، موزعةً على 18 محافظة، ليصل عدد المحافظات التي تحتوي على سجون إلى 25 محافظة، وربما يفسر ذلك ارتفاع ميزانية وزارة الداخلية التي "تساوي خمسة أضعاف ميزانيتي وزارتي الصحة والتعليم معاً"، وفقاً لبيان المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

ووفقاً لتقرير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، فإن الأمر لا يتوقف على تلك السجون، بل يمتد الاحتجاز إلى "السجون المركزية المنتشرة في محافظات مصر، عدا القاهرة، والتي يبلغ عددها 122 سجناً، فيما يبلغ عدد أقسام الشرطة، والتي يتم استخدامها كسجون مؤقتة، 320 قسماً ومركز شرطة، بالإضافة إلى مئات من مقار الاحتجاز المتمثلة في نقاط ارتكاز الشرطة، أو إدارات البحث الجنائي، أو فروعها التي نص قرار قديم لوزير الداخلية في عام 1969 باعتبارها من أماكن الاحتجاز القانونية.

يضاف إلى ذلك أماكن الاحتجاز "غير القانونية" مثل معسكرات قوات الأمن، والسجون العسكرية التي لا تعترف الدولة باستخدامها في احتجاز مواطنين، رغم الشهادات العديدة التي أدلى بها محتجزون سابقون بعد إخلاء سبيلهم، بحسب المنظمة.

- سجن النبي يوسف

في هذا السجن، احتجز النبي يوسف بضع سنين، وفق ما أشار القرآن الكريم، وبعد مرور فترة طويلة من الزمن تحول هذا السجن إلى مزار لأهالي المنطقة، وأصبح قبلة لذوي الحاجات، واعتقد هؤلاء أنه يمكن لهم الاستشفاء بزيارة ذلك السجن العتيق؛ حيث كانت تأتي الأمهات بملابس أطفالها المرضى أو "أثر" من ملابس بناتها المسحورات، ويتركن الملابس لمدة 3 أيام، لاعتقادهن بأن "البركة ستحل على المريض بالشفاء، أو بفك السحر بهذه الطريقة".

اقرأ أيضاً :

نواب بريطانيون يطالبون بإسقاط مساعدات لمحاصَري حلب جواً

وكان هناك سلم يؤدي إلى غرف السجن، يشير البعض إلى أن طوله 12 متراً، في حين يشير مؤرخون إلى أن طوله كان يبلغ 35 متراً، وكان من المفترض أن يتم تحويل السجن إلى مزار سياحي مهم وجاذب للسياحة بشكل مكثف، إلا أن الإهمال كان الأعلى صوتاً، وظل السجن على حالته إلى أن تم غلقه وبناء سور حوله ومنع زيارته.

- أحدث السجون المصرية

في المقابل، يعتبر سجن كرموز الأحدث في قائمة السجون المصرية، ويعتبر السجن رقم 12 في سجل السجون التي أنشئت منذ يوليو/تموز 2013، ووفقاً لقرار وزير الداخلية، فإن السجن يتبع قسم شرطة كرموز، التابع لمديرية أمن الإسكندرية (شمال القاهرة).

وانضم السجن إلى مجموعة السجون الجديدة التي تم إنشاؤها في السنوات الثلاث الأخيرة، وهي : ليمان وجمصة، وليمان المنيا شديد الحراسة، والصالحية بالشرقية، والجيزة المركزي (10,5)، والنهضة بالقاهرة، وسجن 15 مايو (بالقاهرة)، وأسيوط، وسجن مركزي جديد في محافظة البحيرة، والعبور (بالقليوبية).

في حين تزخر قائمة السجون القديمة بأسماء شهيرة منها: برج العرب، الاستئناف، الفيوم، استقبال طره، ليمان طره، العقرب (شديد الحراسة)، دمنهور، أبي زعبل، ليمان أبي زعبل، وادي النطرون (1، 2)، الوادي الجديد، القناطر الخيرية، وأسيوط.

- السجون تاريخياً

السجون في مصر لها تاريخ قديم، حيث عرف المصريون القدماء فكرة السجن، وفي منتصف القرن التاسع عشر ذكر لفظ "اللومان" أو "الليمان" باعتباره السجن الرسمي للمحكومين بأحكام قضائية، أما السجون بالشكل الحالي فكان تنظيمها بعد صدور أمر عالٍ من الأستانة عاصمة الخلافة التركية، في ديسمبر/كانون الأول عام 1878، وبين عامي 1884 – 1912 تم بناء 15 سجناً. وفي عام 1901 صدر قانون آخر- أمر عال- صُنفت من خلاله السجون إلى ثلاثة أنواع هي المعروفة حتى اليوم (ليمانات، سجون عمومية، سجون مركزية).

- اتهامات مستمرة

وتواجه مصر اتهامات متجددة بانتهاك حقوق السجناء، وأُسست العديد من الائتلافات التي شكلها أهالي السجناء لكشف الانتهاكات التي يؤكدون أن ذويهم يتعرضون لها داخل أقبية السجون.

وتؤكد معلومات موثقة من منظمات حقوقية سقوط عشرات القتلى في السجون بسبب التعذيب، أو الإهمال الطبي بمنع التشخيص أو العلاج، بالإضافة إلى الشهادات التي أدلى بها سجناء سابقون حول تكدس المساجين، ووضع نحو 150 شخصاً في زنزانة لا تتجاوز مساحتها سبعين متراً مربعاً، فضلاً عن سوء التهوية، وقلة الرعاية الصحية، والمنع من الأغطية والملابس الثقيلة والطعام في بعض السجون.

ورغم ذلك استقبل المصريون بالدهشة، قبل 6 أشهر من الآن، تصريحات اللواء حسن السوهاجي رئيس قطاع السجون بوزارة الداخلية، الذي أشار إلى أنه لا يوجد تعذيب في السجون، وأنها أصبحت "منتجعات سياحية بعد التطوير ووجود كل المرافق بها"، بالإضافة إلى أن "بعض السجناء يرفضون الخروج بسبب حسن المعاملة"، و"أمريكا شكرتنا على حسن معاملة السجناء الأجانب".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى