محمد مباركي - رائحة الشّواء

قدمان رقيقتان كليلتان تحملان كبدا رطبا يستحقّ الإحسان، انغرستا في وحل الطّريق أمام محل شوّاء... فاحت في الجوّ رائحة لحم مفروم "ينشنش" على جمر متّقد. وصلت الرّائحة إلى دواخل الكبد الجائع، فسال من فمه المقرّح لعاب مرّ. نظر بانكسار إلى أسرة مزهوة بصغارها على مائدة الشّوّاء. تمنّى أن يكون واحدا منها...

قفز هذا الكبد الرّطب على ثلاثة عقود، وحلّ يوما رفقة أسرته بمحل الشّوّاء ذاته. انغرس أمامه قدمان رقيقتان في وحل الطّريق يحملان كبدا رطبا.
أسرع إلى الكبد الرّطب وضمّها إلى مائدة صغاره.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى