محمد بنيس - ورْدةٌ من غُبار.. شعر

1.
تتشظّى أمكنةٌ
وهواءُ
الصّبحِ يهبّ عليّ منَ الغلسِ

2.
كتفي لمْ تسْتيْقظّ بعدُ
إنها غيْمةٌ تنْحني
لالتمَاع الأبدْ

3.
هلْ تخْترعُ الأشْجارُ صداهَا
أمْ
وضعَ الأعْمَى
يدهُ
في الماءْ

4.
يُطْبقُ الشاعرُ
جفْنيْه
على ورْدةٍ
من
غُبارْ

5.
دبْدباتٌ تخْدشُ نافذتي
أغصانُ صنوْبرةٍ
تهْتزُّ قليلاً
بين رمادِ الثلوجْ

6.
ماءُ أمْلسُ
من أيّ شعُوبْ
عادتْ
ريحٌ ورمتْ بزبرْجدةٍ في الماءْ

7.
يُمكنُ للعُزلةِ
أن تُفضي باستئنافِ المُنْعرجاتْ
بالسّكرةِ
بالشّطحاتْ
لكنْ كلما حاولتُ سُؤالاً عن معنى الموْتْ
أبْصرتُ أمامي سيدةً نازفةً
خرْساءْ

8.
أللّيْلُ هنا يعْوي
طَرقاتٌ في جهةٍ مَا
وأنا
أشْربُ من خمرةِ هُلدرلينْ

9.
لمعةٌ
لمْعتانْ
هذا يكْفي للساحر
كيْ
يتأكّدَ أن الوقْتَ أليفٌ
والشعرَ نداءْ

10.
لمْ يُبصرْني أحدٌ
وأنا بهدُوءٍ أفْتحُ جارُوراً
لأرى
أيْنَ انْدسّتْ نفْسي

11.
لعظامي بردٌ يقْضمُها
هلْ ثمةَ إسمٌ
ينطفئُ اللّيْلةَ قبْلي

12.
الغمامُ الغمامْ
رفّةٌ
قفزتْ
كدتُ أحسبُ أنّ يدي
من غمامْ

13.
إلْعبْ بذُؤابةِ شَعْري
قلتُ أنَا
فانوسٌ
زرْبيةٌ
ثلْجٌ
وجدَارْ

14.
خطفتْ نجْمتان يدي
لحْظةً
كنتُ أرْمقُها
ارْتعشتْ
وبكتْ
هلْ أنا
أمْ
أنَا

محمد بنيس
من
ديوان
المكان الوثني
(1996)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى