مبارك وساط - وقــــائع.. شعر

هذا الصّباح، لاحَـقـتـني
على امتداد شارع السّنجاب- حيثُ، دوما،
أقوم بنزهتي-
شجرة
ذاتُ أنفاسٍ حَرَّى
ذاتُ قوائمَ وبريق عين
وحين ابتَسَمْـت
انقلبتْ شجرةً عادية
لها جذور
وعصافير!
يا أنا يا أنا
ها هي خلفك الآن
حتّى في هذا الغَلس
وأنْتَ تمُرّ أمام باب بيتك المُوارب
ها هي خلْفَك
فإذا غنّيتُمَا معا
سيُغْمى على الغيوم!
وأثناء الظّهيرة، كُنْتُ أمشي على الشّاطئ
وكانتْ، أيضا، ورائي!
كانت تثيرُ زوبعة رمل صغيرة!
فقلت: يا أنا يا أنا
إنْ دغدغتَ إبْطها
فستهذي بأسمائك
إلا أنّ شيئا من ذلك لمْ يتحققْ
لكنّي تذكرْتُ غابة بأكملِها
كانتْ، في واحَدٍ من أحْلام طفولتي
قد اجتُـثـتْ!
وفي لحظة التذكر الأليم تلك، حلَّ
الأملُ فجأة، إذ بدأتْ غابتي الضّائعة
تتنامى، من جديد أمام عينيّ
معافاةً، رهيفة، منسابة
على شكل شُعيرات سوداء
في عانة غادة، وقفتْ فجأةً
وحيدةً، مَشيقةً
قُبالتي، واقتَرَبَتْ، جريئة...
آه! الشّاطئ!..
ثمّ كان السّلطعون الذي
ينحتُ في الصّخر
وكان الأشيب الذي
يبيعُكَ رطل الكهرباء
بدرهمين
وكانت مياه البحر
والفلكيات البَرْمَائِيّات
اللواتي قد يخرُجْنَ منها في أيّة لحظة
ويمضينَ للتّسكُّع
في الحقول
آه! الفلكيات عاشقات الأعشاش!
وكانت الشمس تُلوّح جسدي!
لكنْ لا شيء من هذا كلِّه
يُمكنُهُ أن يَعْدِل عندي
خطوةً
في شارع
السّنجاب!


---------------------------

من: فراشة من هيدروجين
161

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى