شهادات خاصة حميد حسن جعفر - كريم جخيور و الكتابة خارج ما ينتمي إلى الواقع

في حضرة الشهادة تعود الحياة لاولياتها! حيث الركون إلى الهدوء و التأمل و مراقبة الذات ،حيث يتخلى الاتسان الفرد و الجماعة عن أفعال الحياة ليتفرغ إلى ما بعد الحياة --لا أعني الموت ،بل أعني الحياة --بعيدا عما وعد الله به عباده !
--كريم جخيور --يقف في حضرة الخلود حيث تستسلم اللغة عبر انتمائها إلى الأسماء و الصفات و الاحوال و شبه الجمل ،بعيدا عن الأفعال و حراكها ،وهذا ما تمتاز به لغة القرآن ،التي يقال أنها لغة أهل الجنة ،
اللغة هنا تتسلل إلى ذهنية المتلقي بعيدا عن الضجيج و صليل السيوف و قرقعة الصدامات،
القاريء سيقابل طقسا احتفاليا بما ينتمي أو يطلع من الموت --إذ لا موت النص الشعري الذي يكتبه الشاعر الجنوبي خاصة ،حيث تختلط خصوصيات الفرد بعموم الجماعة ،و ليتحول الهاشمي القرشي إلى أيقونة ،إلى -حرز -أو تميمة يتمكن عبرها القاريء /الإنسان من الإحساس بانعدام الخسارات ،
--كريم جخيور --في ( من كله تنفرط الجنان )ينتمي من اللغة ما يوازي سمو الموقف الحسيني ،حيث يتصاعد غمام الشهادة، وليتحول إلى سماء لم تحسب من قبل ذلك لها حسابا ،من الممكن أن تتحول إلى ثامن السماوات من غير المساس بتشكيلة السماوات الربانية ، إنها سماء الكائن البشري المقهور المظلوم الممتليءبالبراءة و الطيبة
الف و أربعمائة عاما أو دون ذلك و اللغة تتواجد في ظل ما ينتمي إلى النبوة لغة لا تتاكل لغة تتناسل تحت ظل الثورة و الرفض لكل أنواع القهر /ما أن يشعر الكائن الانسان بضلالة و صفاقة الخصم الآخر /الظالم -حتى تبدأ اللغه بالدخول إلى المطهر ،نيران المعارك حيث الشهادة تتحول إلى امتحان للشاعر و الخطيب ،حيث يتحول اللغة العربية إلى مصدر قوت وجمال ،و عطاء ،
القاريء لن يجد مرتبة بمعناها المتعارف عليه --حيث محاسن الفقيد ، إذ لا فقيد فى النص
ولا موت في الكتابة ،بل إنها الحياة المستديمة ،لقد كان الشاعر و ضمن حالة من المواءمة ،حريصا على أن يتحدث عن جمال السعادة لا عن قباجة الاستبداد كان يتحدث عن سمو الشهادة و الشهيد
لا عن دونية الظالم ، الشاعر لم يتحدث كما يتحدث سواه من الآخرين حيت تتصاعد الانفعالات ،حيث يتحول الإنسان إلى سيف لا إلى كلمة !
--كريم جخيور -- شاعر يطمح بأن يقرأه الجميع ،ليترك شيئا من المحبة في نفوس المضطهدين ،تلك المحبة التي ستتحول في قابل الأيام إلى حشد من المريدين الأتقياء الأوفياء ،طالما كانت الكلمة هي من يوقف جورا أو ظلما عندما تتمكن من أن تقف بوجه القوة السوداء !
هل كان --كريم جخيور -- واقفا وسط فضاء من النور ،حين كان يكتب ،انا متأكد ان طقس الكتابة هذا لا بد من أن يكون واقفا خارج الواقع ،--رغم واقعيته الشديدة ،//داخل إللاواقع حيث تبرز حالة من الغياب /التداخل مع شيء يشبه الغمام أو البخار أو النور ، شيء قد لا استطيع ان اقول عنه شيئا ،و لكنه توقع القاريء!!، في كتابة كهذه تتطلب نزوعا نحو المطلق ! و خروجا على الحياة الدنيا
شكرا كريم جخيور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى