لو يي مين - هيَّا، لوِّنْ السماءَ أولاً بلونٍ برتقالي.. الترجمة عن الصينية والتقديم: يارا المصري

الموت حلوى مُدوَّرة
لا أستطيع ما أن أجلسَ وأبسُطَ الورق
الحديثَ عن الموت
هيَّا، لوِّنْ السماءَ أولاً بلونٍ برتقالي
أبعِد القلم، وارتشف بضعَ رشفاتٍ من حساءٍ بائت

الحياةُ بئرٌ صغيرة
تتسعُ لمختلفِ أنواع العصائر
تفيضُ بالمياهِ المُثقلةِ برائحةِ الأسماكِ والنباتاتِ الزنخة
وطعمُ العشبِ التقليدي الحلو والمر امتزجَ على اللسان
لابد أن يكون الموت نوعاً من الأطعمة
حلوى مُدوَّرةً راضيةً وسعيدة
ظللت أفكر في موضوعي الأول
وفي لمحةِ عينٍ ذَكَرتُه كاملاً.
قلعة رملية
تلك الأسماك
التي عبرت التَّلَة
كيف لها أن تقضي حياتها
حتى ولو نمت لها يدان، قدمان وعقل
وروحٌ خالدة
فلن تجد لها ملجأً
شرفٌ عظيمٌ أن تكون موظفاً
يمكنك أن تمتطي الحصان
وتعثر على منبعِ الماء
لِمَ حباتُ الرملِ نظيفةٌ بلا شوائب
وتلمعُ متألقةٌ
وقويةٌ كالنجوم
وتوخزُ القلب؟
أقربُ إجابةٍ بجانبِ البئر
ولكننا أفسدنا
برودةَ الماءِ المُعتِم
الحلم
أعود بكآبةٍ إلى الجثة
فيبدو وجهها الواهنُ ذهبياً مرةً أخرى
هؤلاء الشعراء المنتحرون
يحملون ما تبقى من دفء النوم العالق
ويسكنون إلى جوارِنا
تستريح أرواحهم
على الجدارِ الخارجي
غيرُ بعيدة
أتمنى أن أكون وحيدةً بعد موتي
هناك الأرضُ جافة
مشمسةٌ طوال السنة
خاليةٌ من حشراتٍ
تزعج تنفس روحي
بلا أشخاصٍ
يأتون في موتي ليموتوا.



==============
وُلدت الشاعرة “لو يي مين” عام 1962 في شانغهاي، وتخرجت من جامعة شانغهاي للمعلمين – قسم اللغة الصينية في الثمانينات، وهي من أبرز شعراء ما يُطلق عليه “الجيل الثالث من الشعراء”، وهو جيل الشعراء الذين عاشوا في فترة السبعينات وبدأت أصواتهم في الظهور منتصف الثمانينات، بظهور مجموعات جديدة من الشعراء في كلٍّ من بكين، شانغهاي، نانجينغ، هانغتشو وسيتشوان. وقد انصرفت تلك المجموعات إلى فصل نفسها وتمييزها عن سابقيها، وبخاصة “الجيل الثاني من الشعراء” ومن بينهم شعراء “الشعر الضبابي”، والذي يمثله كما ذكرت سابقاً “بي داو” “قو تشنغ” والشاعرة “شو تينغ” وغيرهم. وكان ذلك الجيل الجديد يبحث عن هوية شعرية مختلفة ترتكز على فهم وإدراك أعمق لما تحويه اللغة الصينية من ثراء وتفرد، وقد اعتمدت أساليبهم الشعرية ورموزهم الجمالية على النظريات الأدبية الجديدة حينها كالبنيوية وما بعد الحداثة، وعلى الرغم من أن أعمالهم قدّمت أنماطاً فردية متنوعة، إلا أنها اشتركت في بعض النقاط مثل: تعقيد النص وغموضه، التركيز على التفاصيل المُعاشة والثقافة الشعبية واللغة المستخدمة في الحياة اليومية. ومن بين هؤلاء، يتميز شعر “لو يي مين” بأنه مفاجئ، ذو إيقاع سريع لكن لطيف، يحمل فرحاً وسعادة، لكنه يفيضُ حزناً.





” وانغ شياو ني” و” لو يي مين”” شاعرتان من الصين …… دع الضوءَ الأزرقَ ينساب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى