أحمد المجاطي - القدس.. شعر

رأيتك تدفنين الريح
تحت عرائش العتمه
وتلتحفين صمتك
خلف أعمدة الشبابيك

تصبين القبور
وتشربين
فتظمأ الأحقاب
ويظمأ كل ما عتقت
من سحب ومن أكواب

ظمئنا
والردى فيك
فأين نموت يا عمه

* * *

تحز خناجر الثعبان
ضوء عيونك
الأشيب

وتشمخ في شقوق التيه
تشمخ لسعة العقرب

وأكبر من سمائي

من صفاء الحقد في عيني
أكبر
وجهك الأجدب.

أيا بابا إلى الله
ارتمى

من أين آتيك
وأنت الموت، أنت الموت
أنت المبتغى
الأصعب

* * *

مددت إليك فجرا من حنيني
للردى وغمست محراثي
ببطن الحوت

فأية غشوة نبضت بقلبي
في دم الصحراء

وأي رجاء
تفسخ في نقاء الموت
أشعل ظلمة الثابوت
في عيني

فجئت إليك مدفونا
أنوء بضحكة القرصان
وبؤس الفجر
في وهران
وصمت الرب أبحر في خرائب مكة
أوطور سنينا

* * *

وتلتفتين لا يبقى مع الدم
غير فجر في نواصيك
وغير نعامة ربداء
وليل من صريف الموت
قص جوانح الخيمة

تصبين القبور
وتشربين
فتظمأ الصحراء

ظمئنا
والردى فيك
فأين نموت
يا عمه



أحمد المجاطي 1936-1995

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى