ديوان الغائبين محمدو بن محمدي العلوي - موريتانيا - 1827 - 1856

محمد بن محمدي بن سيدينا العلوي.
ولد في بادية الركيز (موريتانيا) - وتوفي في نضرة شبابه وهو في منصرفه من مكة عقب أداء فريضة الحج.
عاش في موريتانيا.
تلقى العلوم الإسلامية على يد عدد من مشايخ عصره، فحفظ القرآن الكريم، ونال طرفًا من العقائد على مذهب الأشعرية، والفقه المالكي، وأحرز جانبًا من علوم النحو والبلاغة، إضافة إلى اطلاعه على الشعر الجاهلي من خلال دواوين الشعراء الستة.
عاش على صنيع عشيرته من البدو الرحل الذين يمتهنون الحياة الرعوية التي لا تعرف الاستقرار. ورحل عن دنيانا وهو ما يزال يطلق ألحانه الأولى على شبابة الشعر الباكية.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان جمعه الباحث محمدي بن بدي - المدرسة العليا للأساتذة - نواكشوط (مرقون)، (في الديوان 1075 بيتًا 52 نصًا، أكثرها في الغزل والمدح).

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المنظومات الفقهية القصيرة، وذكر محقق ديوانه أنه ترك شرحًا لمختصر خليل في الفقه المالكي.يدور جل شعره حول المديح الذي اختص به النبي () فهو إنسان عين الكون، وغرة وجهه، وهو الملجأ المعهود، وصاحب الآيات الغر، كما كتب في المدح الذي أوقفه على أولي الفضل من العلماء، وأولي الأمر من الحكام خاصة ما كان منه في مدح ملك المغرب، وله شعر في النسيب الذي يميل فيه إلى العفة مقتفيًا أثر أسلافه من شعراء الغزل العذري. إلى جانب شعر له في الرثاء يذكر فيه بملاحقة البلى للإنسان مهما علا، وتطامنت أقدامه على هذه الأرض. وله شعر في وصف رحلته إلى الأماكن
المقدسة. وهو شاعر تقليدي يبدأ قصائده بالبكاء على الأطلال، ثم النسيب، فوصف الرحلة والراحلة على عادة أجداده من شعراء الجاهلية الذين ينتهج مسلكهم على مستويات اللغة والبناء والخيال.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد بن الأمين الشنقيطي: الوسيط في تراجم أدباء شنقيط - مكتبة الخانجي - القاهرة 1911.ا
2 - العباس ابن إبراهيم: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - المطبعة الملكية - الرباط 1974.
3 - محمد المختار ولد أباه: الشعر والشعراء في موريتانيا - الشركة التونسية للتوزيع - تونس 1986.
4 - محمد بن عبدالحي: الأدب الموريتاني الفصيح في كتاب مشترك (موريتانيا: الثقافة والدولة والمجتمع) - مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت 1995.
5 - محمد فال بن بابه: التكملة (تحقيق: أحمد بن الحسن) - تونس 1986.
6 - محمد يوسف مقلد: شعراء موريتانيا القدماء والمحدثون - مكتبة الوحدة العربية - الدار البيضاء ، بيروت 1962.
7 - الدوريات: محمد مزالي: الأدب الموريتاني - مجلة الفكر التونسي -عدد نوفمبر 1977.


* ما ذاق قلب محب من هوى العين

ما ذاق قلب محب من هوى العين = ما ذاق قلبى من احدى المرادين
أمسى أخوك بها من بعد رجعتِهِ = عن الصبا عين ساهى العين مفتون
أمسى معنّى ومحزونا بلوعتِها = يا من لصبّ معنّى القلب محزون
وددت لما رمت قلبى لواحظُها = لو أنها بمواضى النبل ترميني
يا نزهتي لم صرمى بعد بعثكِ ما = بعَثت بينى وبين الخرّد العين
طوَيتُ كشحى على نارٍ تضمّنها = لمّا طويت بساط الوصل من دونى
هلا احتسبت بوصل الحبل من دنفٍ = يا قُرّة العين أجرا غير ممنون
يا عاذلى ويك كفّ البعض من عذلىً = لا لا أرى العذل عما رمت يثنينى
أصبحت باللوم تدعوني لأسلوها = واصبح الشوق للتذكار يدعوني
أنّى أطيعك والقلب الجموع إذا = طاوعت أمرك في السلوان يعصيني
فليسترح من عناه أن يحذّرني = من لا يحاول بالتحذير يغريني
ان كان ذلّى وهونى في مودتها = فعزّ أهل الهوى في الذلّ والهون
أو كنت حدت عن النهج القويم ألا = أنى درجتُ على نهج المحبّين
أو كان يزرى بمثلى حبّها فلقد = رضيتهُ فارض لي ما كان يرضيني
إن لم ينل حبّها جسمى بمعضلةٍ = إنّى لذو خطرٍ منها على دينىٍ

***

* فيمن أهيم بها لاموا ولو هاموا

فيمن أهيم بها لاموا ولو هاموا = فيمن أهيم بها يوما لما لاموا
هام الفؤاد بمن لولا ملاحتها = ما سفّهت من ذوي الأحلام أحلام
هسام الفؤاد بمن من برح ذكرتِها = للعَين والقلب تهمالٌ ونهيام
هام الفؤاد بخيت الناس بحت بها = إذ في الكنايات تلبيس وابهام
بها تسليت عن ليلى وهند وعن = أسما وسلمى واشهادى بذا قاموا
تلك التي من لماها مسّني لمم = باد ومن سقم الأجفان أسقام
من هاب وصل حبيب للملام ألا = إنّى عليه وان لاموا لمقدام
بعض الملام فلى عن لومكم صمَمٌ = ما في الهوى للفتى عارٌ ولا ذامُ
راموا أن اسلو خيت الناس إذ جهِلوا = ما بي لمِن أصعب الأشياء ما راموا
قبلى قد اعتام أهل الحب قاطبةً = فعلى وانى لمعتامٌ بما اعتاموا
قالوا اقتده بذوى الأحلام قلت لهم = للجهل قوم كما للحلم أقوام
جمجَمتُ ما بي وأنّى لي أجمجِمُه = وللدموع بما في الصدر إعلامُ
نام الأخلّاءُ عن ليلى وأرّقني = شوقى وما صدق العشاق إن ناموا
من ذا يحدث عن أهل الهوى ألقوا = ليلاً أتى دون آتى صبحهِ عامُ
دبت به الشهبُ حسرى ما شمت خدُلٌ = عجزٌ تعالجُ منها الوعث أقدام
أو الطلائحُ دانى من سواعدِها = أصفادهُنَّ ومسعاهُنّ أكام
لا لا أرى غُرّة الإصباح طاردةً = ليلى أليس لهذا الليل إتمام
ان قلت اصبح منه اقبلت قطع = دهم ودجدج دون الصبح إظلام
من لى بوصلٍ وان كان الوصال بما = تبديهِ في سنة الوسنان أحلام
إن تمنع الوصل أيام لنا فعسى = ان تمنح الوصل للمشتاق أيّام


***

* زارت علي على شحط النوى سحرا

زارت علي على شحط النوى سحرا = فاعتاض جفنك من عذب الكرى سهرا
وجهت وجهي لذي الخلق العظيم و = ذي المجد الصميم عديم الشكل والنظرا
وجهت وجهي لمحمود المقام ومقـــــ = ــــــصود الأنام اذا الخطب الجليل عرا
مولى الشفاعة في الهول العظيم اذا = ماصدّعنها جميع الرسل واعتذرا
منير صبح الهدى للمهتدين به = من بعد ما جنّ ليل الكفر واعتكرا
لا لاتقس بالورى الماحي فذو خطأ = من قاسه بالورى لو لم يكن بشرا
أثنى عليه بما قد كان ناسبه= رب العبا د ، فما ذا يبلغ الشعرا
مازال يغزو وجند الله يؤزره = والنصر يصحبه في كل ما شجـرا
وأصبحت ملة الإسلام واضحة = وعم نور هداه البدو والحضـــــــرا

تعليقات

محمدو بن محمدي العلوي /رحمة الله عليه
شاعر كبير من فطاحلة الأدب واللغة في موريتانيا
حفظت له ايام دراستي الأولي
تجلد جهد نفسك للفراق
وكفكف غرب سافحة المآقي
وجرد من دمعك ما يوازي
مترات مهندة الرقاق
وكان والدي عليه سحائب الرحمة يحب شعره ويجله .
 
أعلى