محمد العرجوني - غوايتي أدهى.. شعر

تذكرت...
وأنا جالس عند مصب التاريخ
قبالة شمس
ترقب شروقي
لتقدم لي وجهي
قربانا على مهدي
تذكرت...
وأنا وحدي
أرتشف كأس صبابة
سقتني إياها
صابيات الصبا...

***


تذكرت..
كم كنت نبيا غبيا
كم كنت غبيا بنيا
كريح شتوية تهدي
بدون جدوى
كحذاء جندي يستجدي
رجلا راحت في الفلا
راحت خفية حافية
توزع قبلات القنبلات
على لهيب رمل الخلا
كحذاء...
سكنته برودة تعوي
وعقارب ساعة
تلسع مرتين
سنين العمر

***


كم كنت نبيا غبيا
كم كنت غبيا بنيا
قادما من صحراء آدم جدي
حافي القلب
أمشي على دمي ودمعي
تذكرت حينها...
وحينها استلقى علي ظهري
مقهقها
كأن عقلي
من كثرة أعباء جسدي
افتقدني للتو
تاركا أياي جالسا لوحدي
أداعب دقيقة الصمت
بسبائخ رأس السمت
كأن عمري
تدلى في الأفق
من وراء سراب الهراء
صار طفلا
يحبو ويلهو
بسنين عمري
من غير علمي
مهشما أنفي كأبي الهول
فقمت رغم أنف
رجلي
متكئا على بصيص وعيي
ورحت أمشي
حافي القلب
على دمعي ودمي
أزحف على بطن أفعى
أبحث عن حواء
لا تغويها قصاصات جدي
ولا تفاحة "نيوتن"
تلك التي سقطت من الغصن

بعد أن
أغوتها جاذبية الأرض
بعدما امتصت رحيقها
وعضضت حلماتها
جاذبية سماء العمر
حينها بالذات..
تيقنت
وأنا أحتسي
كأسا زاحفة مصبأة
أن
...غوايتي أقوى..
...غوايتي أدهى..
...غوايتي أبهى..
ما دامت فاكهتي
أحلى
مادامت حلاوتي
أفعى...
فهل من عمر توأم
لعمري
وهل من جسد سيامي
لجسدي
أم تراني واراني ترابي
بلا عمر
و لا جسد
و لا قبر
وصارت غوايتي
خرافة تحكى...
آه! وها..
أنا أصبحت لها ذكرى...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى