حمد صالح - رؤيا.. شعر

كقدح مترع يفيض حزناً ومرارة
كطفل مرعوب يحتمي بثوب أمه
منتظراً حلول الكارثة
كشيء فقد مذاقه يتمدد في قصيدة باهتة
مجهول، لكنه عامر باليأس والكآبة
أرنو إلى هذا التاريخ الرابض على مثلث زمن مثلوم
يجف الماضي على حزوز جبيني
ويندس المستقبل كريح مجنونة تحت دشداشتي
ويظل الحاضر شاهداً
الحاضر الذي احترق في جحيمه

أيها الكهل الذي أثقلته النبوءة
الكهل المحترق أبداً في جحيم حاضره
لا تحاول ان تحتدّ وعياً
ولا تقصص رؤياك على إخوتك
فقد يغتالك هاجس الطفولة

يا تاريخ هذا العالم الرابض كوحش طيبه
خذ ما شئت من القرابين والضحايا
لطخ أنيابك بحمرة هذا الدم الغزير
واشبع حد التخمة الفاجعة
فقد يئسنا من فك الرموز
وصغرنا حيال ضخامة الأسئلة

أيها الكهل الذي أولى العالم ظهره
شهّد الدنيا على طلاقها بالثلاث

لم تحصر وجهي دائرة
ولم تحصره قاعدة
ولكنني أيها الكهل المنحني
أتلمس في جذوري بقايا رعشة رجولة
فهل خانتني الذاكرة ؟


حمد صالح
  • Like
التفاعلات: ماريا حاج حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى