إبراهيم محمود - مديح المجنون.. شعر

لمجنون ٍ يُسمّـــــى بالمخالفْ = أقول له سلامـــــاً بالمجازِفْ
لمجنون تضمَّخ في جنــــون = وكان جنونـه له خيرَ واصف
لمجنون يعشعش في الأعالي = وينتعـل الزوابـع والعواصف
لمجنون يطوّح بالمبــــــــاني = ويمنح للمعانـــــــــي ما يؤالف
لمجنون يسافر في جنـــون = ويعتمـــــــر المتاهـــة والروادف
لمجنون يصادق ما يقيــــه = من الأطــــــر المقضّة للمعارف
لمجنون يعيش هوى جنون = يقيم على النقيض مــــن السوالف
لمجنون يموت وليس موتـاً = فموت جنونه منــــــــذور ناسف
تخاله في المكان بلا مــكان = يشد زمانــــــــــه ويموت واقف
ويعتصر النهارُ طوع روح = ويطرِب ليــــله في ألف قاصف
له دمه، وما دمـــــــه بنـبع = ففيه ما يفجّــــــــــــر ما يناكف
لمجنون يخالف ما يريـــــه = من العــــاديّ مخترق المشارف
لأمر لسانـــــــــــه ما يداني = كما لو أنه جمْـــــــــع الزواحف
وتنصاع الحدود له عبوراً = وتنصبُه النجـوم كتــــاب كاشف
له عاداته فـــــــي كل حال = تصادق في النوازل كل عاصف
فلا ذكَرٌ يلوّن في مــــــداه = بمفرده ولا أنثــــــــــى تصادِف
لمأثرة التناقـــض في رؤاه = حضور الصوت في لغة القذائف
جموع من عوالم في حِمَاه = عوالم طي أخرى قــــل صحائف
وقل ما ليس يروى طي حرف = نبوءته تفيض على المصاحف
على يده وفي فمه اشتهاء = لكل عجيبــــــة، وللسبع الخلائف
له وجهٌ وجــوهٌ ليس يخفى = جنونُ الروح بالنــــــــور وارف
إليه الكائنات تجيء زحفــاً = منادمةً وتجلوهـــــــــا المخاوف
فباسمه ينتشي أفقُ وأرضٌ = تعانق في رباهــــــــــا كل وارف
وباسمه يرفع التاريخ نخباً = لآي غريبه وهْــــــــــــو كاسْف
لمجنون أعـــزّز كل أرض = ومجتمع ، ودونـــــــه لا أحالف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى