حسن قطريب - الطيف المتمرد.. شعر

أيُّ طيف مِنْ صدى الجُرْح أطل = عبق الأوصال ورديّ الحللْ
مَرَّ بي، والرِّيحُ تشكـو جــــرحه = وتخطّانـي، وولّى، وارتحل
لم تعـدْ تُشجـيـه أنّاتُ الهــــــوى = أو تُروّيـه يـنـابـيع الـمقــــل
كُلَّمـا أتـرع كأسًا حــــــــــــــرّةً = حدّثته الرّاح، عـنـي فثـمــل
أو هفـا النَّجـمُ عـلـيـه ســــــائلاً = قال دعني آمري أو لا تَسل
إبقَ فـي مسـراك نجـمًا صامتًا = مـا أحـيلاك بعـيـدًا لـم تـــنل
أيُّهـا الطـيف الـمعـنّى إننــــي = معك اليومَ، على درب الأزل
أدفـــــــــــن الأنّاتِ إبّان النّو = بين ذا الـوادي وذيّاك الجبـل
لا تعذّبنـي فـمـثلـي لـو رأى = نزف الجـرح لـحـــيّا وابتهل
فأنـا مـثلك غصنٌ مــــــائتٌ = حَطَّمَ الهجـرُ حشـاه فذبــــــل
خـانه الـدمع فأبكى قـلـبـــه = وهـو لـو يسطـيع ندبًا لفعــــل
لِمَ تمضي أيُّها الطيف وفي = مـنكبـيك الـيـــــوم أرزاء علل
أتـرى ودّعتَ حـلـمًا شيّقًا = كـان ذكرى وحديثًا لـم يــــطل
حسبك الذكرى توشّي ثوبها = لـوعة الـوجـد، وأصداء القبـل
نم على ذكراك مثلي صابرًا = فعسـى يبسم بـالـذكرى أمـــل


***


وعلى كلّ صخرة ميسلون


يـا نجـيّاً، تجـاذبتهُ الظنـــــــــــــونُ
قف، تخشّعْ، فهـذه «مـيسلــــــــــــــونُ»
وتـمهَّلْ، لا تبتدرْهـــــــــــــــا حديثًا
فـالعذارى، حديثهـنَّ فتــــــــــــــــون
غادة الغـيـد، مـن عذارى بــــــــــلادي
وبـلادي أمّ العذارى، الـحنــــــــــــون
لـبست حـلّةَ الربـيع وشـــــــــــــــاحًا
فـيـه مـن كل وردةٍ تلـويـــــــــــــــن
واحتـواهـا فـي حضنه بردى، يحـــــــــــ
ـنـو عـلـيـهـا الصـفصـافُ والزيـزفــــون
بنـتُ شـامِ الفدا، ومَن غـيرهـا الشــــــا
مُ، افتداهـا بنـاتهـا والـبنــــــــــون
عـاصـفٌ، جـاء يركب الـبـغـي، فـاستـنــــ
ـفَرَ آسـاده الـحـمـاة العـريـــــــــــن
فـي قـراع السـيـوف لا تعـرفُ الأُسْـــــــ
ـدُ حِسَابًا لكـان: كـيف يكــــــــــــــون
هـمُّهـا أن تخـوض معتـرك الســــــــــــا
حِ، وأشهى مـا فـي العـراك: الـمـنـــــون
خـاضهـا «يـوسفٌ» وإخـوته الصـيــــــــــ
ـدُ تشدُّ الشَّمـال مـنهُ الـيـمـيــــــــــن
«يـوسفُ» الشّام: هجـمةٌ تأكل الـذئــــــــ
ـبَ، فـيـنأى عـن أرضهـا الطـاعــــــــون
ذاك مـا مـيسلـون قـالـــــــتْ، فدويّ الرْ
ـرَعـدُ يحدو بعزمه «قـاسـيــــــــــــون»
وتـنـادت له فلسطـيـن بُركــــــــــــــا
نًا غَذَتْه سهـولهـا والـــــــــــــــحُزون
كلّ بـيـارةٍ لهـا قـاسـيـــــــــــــــونٌ
وعـلى كلِّ صخرة مـيسلـــــــــــــــــون
يـا ربـوعَ الشّآم، لا ارتـاعك الخطـــــــ
ـبُ، وحـامـي الـدّيـار، هـذا الأمـيـــــن
أمةٌ، مـوئل الـبطـولات، لا غـيــــــــــ
ـرُ دم الـبذل، سـرّهـا الـمكـنـــــــــون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى