نصيرة تختوخ - سِرُّ مشوار البارونــة

غاصت قدما البارونة في الثلج و لم يخجل الأبيض من أن يحط على غطاء رأسها الذي اشتبك فيه دانتيل بصوف أسود.
مضت تفحص جذوع الأشجار الصامتة، تمسح هذه وتخدش لحاء تلك في يأس ، تلعق دموعها المالحة ثم تواصل.
في الغابة سروة واحدة تحمل سرها والحقيقة.
النقش محفوظ في مخيلتها، مرفوق بشدو شحرور وحركة أغصان وتفاصيل يواريها الفصل العنيد .
يجب أن تجده، أن تقرأه مجددا، أن تقارنه بكلام ساحرها أن تتأكد أن هذا الأخير لم يكن كاذبا .
السماء تذرف المزيد من البياض تُعَاقبها لأنَّها لم تُكْمِل قُبْلَتها، لم تترك شفاهها تنتصر لخافقها.
كان المسكين نسي بين لحظتين أن يضخ كبرياءً فقطعت عليه انفلاتته، استأصلتها كرصاصة مؤدية لبوابة الحياة الأخرى.
تجثو أرضاً، لم تعد تميز الأشكال من حولها حتى خطواتها خلفها تتنكر لها.
تحس أن دأبها ضرب من العبث اللعين الذي لا يفضي لشيء، بعد أن تضم يديها إلى بعضهما تستجمع ماتبقى من شجاعتها لتقف.
كَتَبَ بخنجره رموزاً ورسم شيئا يشبه الجناح.
قال الساحر أنَّه الوعـد النبيل وأن لُغَتَه لغة القادمين من بلاد يعصرون فيها الزيتون أيام المطر وتدلل فيها النساء الرجال كالأطفال في مواسم الاشتهاء.
تتذكر عينيه المشتعلتين شوقاً أمام امرأة تتقن الانطفاء وهي تمشي أولى خطواتها في طريق العودة.
ستجلس أمام مدفأتها تبكي ليلة أو ليالٍ قبل أن تتعلم كيف تندمل جراح القُبَل، ستنتظر الربيع والصيف ويأتيها الشتاء بالثلج والبكاء.
لا تنظر وراءها، تحس أن قوة تجر ثوبها الثقيل وتفضل أن تنشغل بصوتها الداخلي.
يَنفضُ الندف عن الدانتيل، عن سواد الصوف، عن وجنتيها.
يرفعُ وجهها المهزوم قليلا، عيناه زادتا اتقاداً وشفتاها تنفرجان بابتسامة.
بين القصر والغابة مسافـة طويلـة كقُبْلَـة تأخذها لبلاد الزيتون وضحكات الأطفال، مسافة مستديرة كإكليل قُبْلَة يعلن الانتصار لقلب البارونة ولون الفرح في عينيها.
Nassira

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى