نصيرة تختوخ - كالبحارة الذين يشتاقون...

كالبحارة الذين يشتاقون, عاد عاشقا.
تركت الكلام لشفتيه البدائيتين واكتفيت بهطول الدهشة.
أثناءها دخلت الشمس، نزعت الثياب الثقيلة وتحركت الأريكة الجلدية بقوائمها ووسائدها إلى المرعى، كان الباب مفتوحا وأفسحت المدينة الطريق.
أخرج من لهفته صنعة جديدة طلعت على أصابعه وأزهرت، جعلتُ لها أصابعي جسرا وتنقل العطر بيننا داخ وترنح وأنعشناه بوقوفنا أمام النافذة.
هبط القمر ليسلم علينا ماإن رآنا، قال أنه حط في ابتسامتي ورأيته في عينيه مرتين.
صاروا ثلاثة والرابع كَوَّرَ نوره الأبيض في القلب.
غيرت اللهفة إيقاعها وتتابعت الكلمات بسلوك الحجل . وكأنه الخريف طوقنا والغابة من حولنا تكبر.
هرعنا إلى لحظتنا الجديدة وسلمنا بقِصَرِ فهمنا.
تُهنا كما اعتدنا، كلما وجدنا بعضنا أضعنا الاتجاهات والأمكنة.
الأريكة قد تكون وصلت آذار وحياها النرجس والينبوع ونحن نخطو على السحب الرخوة ونتعثر لنسقط كلانا في جاذبية الآخر.
نختبئ خجلا من ارتباكنا في صدر ضحكة تدغدغ النهار. لقد كتم صوته منذ ارتمائه في ود حضورنا ودخول حلمه الدافئ.
يهيأ لي أننا حدثٌ سعيد في هذا الوجود وأن اللقاء جزيرة يرتاح فيه تعب الحياة من السفر تحت نخيل جوز الهند.
'' لا تحرك الشجرة ''أقول له وتتأرجح الستائر .
'' لاتنتبهي لغباء الحركة '' وتعلق النظرة في الحيرة.
إنه المكوث في العالم الذي استقال من الوقت والبحارة الذين ناداهم البحر عادوا إليه.
تركونا وراحوا ولم نشعر كالأنانيين إلا بنا, هنيئا لنا!
Nassira 2-1-2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى