علجية عيش - سرّي للغاية.. بوتفليقة أمر بـ " نفي" عباسي مدني وجهات في السلطة رفضت دفنه في بلاده

ما سرّ رفض جهات في السلطة دفن الرجل الأول في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الدكتور عباسي مدني و أحد مؤسسيها في الجزائر، و إصرارها على أن يدفن في منفاه بقطر،؟ و لماذا منعت أهله من حضور الجنازة؟ لاسيما و الجزائر قبل 2019 عاشت المصالحة الوطنية ، ملفات الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة بدأت تنكشف للرأي العام، فما كشفته مصادر مطلعة فإن خروج عباسي مدني من الجزائر كان إجباريا بقرار من الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة و لم يكن اختياريا ( بمحض إرادته)، مثلما روجت لذلك بعض الوسائط الإعلامية ، فعباسي مدني كان يحلم أن يحتضنه تراب الجزائر و أن يعم الأمن و الإستقرار في البلاد، و لكن أيادي أبت إلى أن يموت في المنفى

و لأول مرة تكشف بعض الجهات عن مجريات نفي الشيخ عباسي مدني أن الرئيس المقال عبد العزيز بوتفليقة قد وجه رسالة شفهية إلى الشيخ عباسي مدني يطالبه فيها بمغادرة التراب الوطني ، و قال له بالحرف الواحد : أنت غير مرحب بك هنا، و إلا فإنك ستتحمل وحدك المسؤولية، فكان على رئيس الجبهة أفسلامية للإنقاذ إلا أن يغادر البلاد طالما الأمر جاء من القائد ألول في البلاد، كان ذلك في سنة 2004، فكان خروج عباسي مدني و عائلته إجباريا و لم يكن بإرادته، و لكن في سنة 2011 لما اشتد به الحنين لوطنه، أرسل عباسي مدني رسالة إلى الرئيس المخلوع ( بوتفليقة) في محاولة منه العودة إلى أرض الوطن و العيش مع أهله و جيران و ابناء وطنه، لكن الرئيس لم يرد على رسالته، و ظل متمسكا بموقفه، و كان رده سلبي ، و ظل الشيخ عباسي مدني لمدة 15 سنة في المنفى، مستاءً لقرار الرئاسة المقتضب بترك التراب الوطني و العيش بعيدا، و رفض العودة إلى وطنه بعدما عادت المياه إلى مجاريها و صوّت الشعب الجزائري على مشروع الوئام المدني و المصالحة الوطنية الي كانت حبرا على ورق، فضلا عن حرمانه من كل حقوقه المدنية و السياسية.

ظل الشيخ عباسي مدني و عائلته في المنفى لسنوات ، إلى أن سقط أسير المرض و توفي بإحدى مستفيات الدوحة بقطر، و كان من المنتظر ان تشيع جنازته بمقبرة العالية، بصفته واحدا من صناع الثورة الجزائرية، إلا أن أوامر فوقية منعت دفنه ، و منعت حتى المقربين منه من دخول المطار الدولي هواري بومدين، لولا وسيط تدخل و دخل في مفاوضات ، و بعد مفاوضات تمكنت عائلة الشيخ عباسي مدني و أنصاره من إدخال جثمان الشيخ عباسي مدني التراب الوطني و دفنه، بعد رفض الجهات أخذ الجثة إلى مقبرة العالية، و كان تاجيل عملية الدفن إلى يوم السبت بسبب الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر و خروج الجزائريين في مسيرات شعبية كل جمعة ، وعرف الدكتور عباسي مدني بالرجل الأول في الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى جانب كل من علي بلحاج والهاشمي سحنوني، والتي اكتسحت بداية التسعينيات نتائج الانتخابات البلدية التشريعية قبل أن يلغي الجيش حينها المسار الديموقراطي في البلاد ويزج بقادة الجبهة في السجون، و في سنة 1992 أصدرت محكمة عسكرية حكما ضده بالسجن 12 سنة بعد إدانته بـتهمة “المساس بأمن الدولة” ، و لأسباب صحية يطلق سراحه في 1997 ، إلا أنه لك يكن متمتعا بحريته و لم يكن يتمتع بحق المواطنة، حيث ظل رهن الإقامة الجبرية حتى انقضاء مدة سجنه في 2004، ليغادر إلى الدوحة مجبرا، و بقي في منفاه إلى أن توفي يوم الأربعاء 254 أفريل 2019 عن عمر ناهز 88 سنة، رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جنانه، فقد كان رجل علم و دعوة.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى