حمقى وطيبون جدا!

سقطتْ المدينةُ اليوم
ومات على أبوابها حمقى كثيرون،
حمقى بالزي الرسمي
من ماركة النشيد الوطني
وآخرون من ماركة الحماس الثوري
وآخرون من ماركة الله أكبر
ماتت أزمنة كنا ننتظرها،
وماتت أحلامٌ طالما خططنا للإيقاع بها،
في أحد منعطفات العمر
وماتت المسافة بين القلب والذاكرة
ولم تمت ذكرياتُ الحمقى،
كانوا يموتون
كأنّ لديهم عمرا إضافيا
أو حياةً إحتياطية
حمقى طيبون جدا،
يقتلون بلاسببٍ واضح للحياة،
ويموتون بلا هدفٍ واضح للموت
حمقى بلا نهاية،
ولدوا لتعكير مزاج العالم
حمقى مخلصون للاشيء
ومغفلون إلى حد الموت،
حمقى بلا حدود جغرافية،
وبلا ضمائر متصلة
ببنادقهم السريعة كانوا يدافعون عن شيءٍ غامض
يسمونه الحقيقة،
و كانوا في الوقت نفسه
يؤمنون بالموت للدفاع عن الحياة!
ويقيمون الصلاة على شهدائهم
تلك الصلاة التي تقام بالبرتوكول نفسه على شهداء الأعداء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى