د. زياد الحكيم - الإصغاء الفعال مهارة مفيدة

الاصغاء الفعال هو من اهم المهارات التي يمكن ان نتعلمها، اذ يعتمد عليه تقدمنا في العمل وفي اقامة علاقات ذات نوعية عالية مع الاخرين.

نصغي للاخرين للحصول على توجيهات.
نصغي من اجل ان نفهم.
نصغي من اجل ان نستمتع.
نصغي من اجل ان نتعلم.

ويظن الكثيرون منا ان الاصغاء الفعال مسألة لا تحتاج الى كثير من جهد. فنحن معتادون عليه نظرا الى اننا نصغي للاخرين معظم الوقت. ولكن الحقيقة ان هناك دراسات تفيد باننا نتذكر ما بين 25 بالمئة و50 بالمئة فقط مما يقوله من نصغي اليهم بسبب عدم قدرتنا على الاستماع الفعال. لنتصور اذن كم يفوتنا من معلومات ومن توجيهات وملاحظات نظرا الى اننا لا نصغي جيدا. ولنتصور ايضا الفرص التي تفوتنا لتحسين اوضاعنا ونفوذنا وقدرتنا على الانتاج وقدرتنا على التفاهم والتفاوض مع الاخرين. ولنتصور كم يفوتنا من الفرص لتجنب الصراعات وسوء الفهم مع الاخرين.

ولتحسين قدرتنا على الاصغاء الفعال المفيد يجب ان لا نسمع الكلمات التي يقولها الاخرون فقط ولكن علينا ان نفهم ما تحمله هذه الكلمات من رسائل.

وهذا يعني ان علينا ان نولي ما يقوله الاخرون اهتماما بالغا، وان لا ندع اشياء هنا وهناك تصرف انتباهنا، وان لا نشغل بالنا في التفكير برد على المتحدث قبل ان يتم حديثه وقبل ان نفهم ما يقوله فهما كافيا. واذا وجدنا ان التركيز على ما يقوله للمتحدث صعب، بامكاننا ان نكرر بعضا من عباراته ومفرداته الرئيسية بصوت مسموع، الامر الذي يساعد الذهن على التركيز والفهم.

ولتحسين القدرة على الاصغاء الفعال علينا ان نشعر المتحدث باننا نصغي الى ما يقوله. فالمتحدث – أي متحدث - يفكر في ذات نفسه ان كانت الرسالة التي يريد ايصالها واضحة لنا، ويفكر ان كان من المجدي ان يواصل حديثه معنا. وبامكاننا ان نشعره باننا متابعون لما يقوله بحركة من الرأس مثلا او بكلمة "نعم." وهذا لا يعني بطبيعة الحال اننا متفقون مع المتحدث في ما يقوله. ولكنه يعني اننا تتابع ما يقوله. وهذا يساعدنا ايضا في التركيز على ما يقوله المتحدث وتلقي الرسالة بوضوح.

في ما يلي خمس نقاط تساعد في اكتساب مهارة الاصغاء الفعال. وكلها تساعد في التأكيد للمتحدث اننا تستمع اليه باهتمام:

1. ركز انتباهك.

-انظر الى المتحدث مباشرة.
-ابعد ما يمكن ان يصرف انتباهك. ولا تفكر برد قبل ان يتم المتحدث حديثه.
-"استمع" الى ما يقوله المتحدث بحركة يديه ورأسه وعينيه.
-في المحاضرات تجنب الحديث مع اشخاص حولك في الوقت الذي يلقي فيه المتحدث محاضرته.

2. اظهر للمتحدث انك تستمع اليه.

-عبر بوجهك عن ردود فعل واضحة كالابتسام مثلا او العبوس.
-انتبه لوضع جسمك.
-شجع المتحدث على المواصلة بتعليقات صغيرة هنا وهناك وبترديد بعض العبارات.

3. عبر عن ردة فعل.

يمكن ان تقف افكارنا ومعتقداتنا واحكامنا عائقا امام فهمنا لما يقوله المتحدث. ان الهدف من الاصغاء هو ان نفهم رسالته. وهذا قد يتطلب ان نتأمل ما يقوله وان نطرح اسئلة للتوضيح.

-ضع ما تفهمه من الحديث بعبارات من عندك كأن تقول مثلا: يبدو لي ان ما تقوله يعني كذا .. . هل افهم ان ما تعنيه هو كذا؟
-اطرح اسئلة عن نقاط معينة كأن تقول . . . هل هذا ما تعنيه؟ ماذا تعني عندما تقول كذا؟
-اوجز ما تفهمه بين فترة واخرى.

4. لا تستعجل في الحكم على ما يقوله المتحدث.

مقاطعة المتحدث بالاحكام على ما يقوله مضيعة للوقت. وهي تثير غضبه وتحد من قدرته على ان يوصل الرسالة.

-دع المتحدث ينهي حديثه.
-لا تقاطع بوجهات نظر مخالفة.

5. رد بالشكل المناسب.

الاصغاء الفعال هو شكل من اشكال الاحترام والفهم. فانت عندما تصغي باهتمام تتلقى كما من المعلومات وتتلقى ايضا وجهة نظر قد تكون مختلفة عما انت معتاد عليه. فلا يمكن ان تستفيد شيئا اذا هاجمت المتحدث شخصيا.

-كن مهذبا ومنفتحا وصادقا في ردك.
-اكد على افكارك ومعتقداتك باحترام.
-عامل المتحدث باحترام وان لم تقتنع بافكاره.

ان تعلم الاصغاء الفعال يحتاج الى كثير من التركيز والتصميم. ومن الصعب ان نتخلى عن عادات قديمة مترسخة فينا. واذا كنت تريد ان تتعلم مهارة الاصغاء الفعال حقا فان هناك الكثير مما يترتب عليك القيام به في مجال التخلي عن عادات قديمة واكتساب عادات جديدة في التفكير والسلوك مفيدة وفعالة.

[email protected]
لندن - بريطانيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى