نقوس المهدي - عبد الكبير الخطيبي.. "الغريب الخبير"

* "يريد الآخرون أن يؤطروني في خانة ما، والحال أني ممتهن لقياس المساحات.."
* "يحيا الكاتب و يموت أو يمارس البقاء على توقيعه، ما يأتي بعد ذلك لا يعنيه، الخلود يعود دائما إلى الأموات" عبد الكبير الخطيبي
***

اعترافا منا كقراء بجهود وجميل عظمائنا ومفكرينا نفتح لهم صفحات مشرقة لتجميع مقالاتهم وافكارهم وما كتب عنهم، وهي خطوة حميدة لاتكاد تخلو من فائدة، ولا تخلو من متعة، ولا تخلو من مشقة، لأن آثارهم تعنبر منارا يهتدي به الباحثون، ودوحة يستظل بفيئها القراء، لما تشمل من المتع الفكرية والجمال المطلق..

هذا حال عظمائنا العظام ينفرطون تباعا كحبات السبحة، مخلين المساحات للذكريات، وفي اغلب الاحوال نتناساهم فلا نكرمهم الا سهوا بكلمات الرثاء الخشبية بعد ان يقضوا نحبهم في عزلاتهم الابدية التامة على محفات باهتة واسرة مهترئة ومتواضعة في اتفه مشافي البلد البائسة.
وكأن في بيت العباسي دعبل الخزاعي الذي يكاد يصدق على تكريمات آخر الزمان،ما يفي بالغرض
إني رأيتك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي

عبدالكبير الخطيبي عالم الاجتماع والشاعر والروائي والانثروبواوجي والناقد، والكاتب المسرحي،. والمؤرخ لتحولات الأداب والفنون، اهتمامات عديدة وانشغالات كثيرة جعلت منه جواب افاق معرفية شتى، وصنعت من حوله هالة من الاحترام

كتب في حقه رولان بارث ضمن مقدمة لكتاب «الاسم العربي الجريح» حملت عنوان «ما أدين به للخطيبي». «إنني والخطيبي نهتم بأشياء واحدة، بالصور، الأدلة، الآثار، الحروف، العلامات. وفي الوقت نفسه، يعلّمني الخطيبي جديداً يخلخل معرفتي، لأنه يغيّر مكان هذه الأشكال، كما أراها، فيأخذني بعيداً عن ذاتي، إلى أرضه هو، حتى إني أحس كأنني في الطرف الأقصى من نفسي»

في وقت ما قدمه جاك ديريدا على انه "الغريب الخبير"، الغريب الجواب لقارات الفكر الشاسعة، والخبير بمتاهات أوقيانوساتها المترامية الاطراف، ويخطئ كل من يدعى الالمام باهتمامات الدكتور عبد الكبير الخطيبي او الاحاطة بادواته الابستيمية، وبتنوع مشاغله، وتعدد السنته، وتباين منابع معارفه.. من الفلسفة وعلم الاجتماع الى الانتربولوجيا ثم الرواية والشعر فالنقد الادبي والفني والديني بكل صنوفه.. موسوعة علمية لا احد يجادل اطلاقا في اهمية صاحبها، مما يصنفه بجق كاحد رجالات الفكر المحترمين والذين يحسب لهم حساب في المحافل الادبية والفكرية الكونية، ويعدون محط احترام من طرف كبار المفكرين..

ظل عبدالكبير الخطيبي وفيا لجذوره، سواء المحلية بحاضرة الجديدة التي ولد بها ذات عيد أضحى بعد هجرة أسرته من فاس، او وطنيا ببلده المعرب الذي يجاهر حبه له برغم ما قاساه من نكران وتضييق، والموانع التي وضعت امام البحث العلمي والدرس السويولوجي، إذ يقول:
"أعيش وأشتغل في المغرب.هذا البلد يمتلك قوة حية. أنا مدين له بولادتي، باسمي وبهويتي الأولى. كيف لا يمكن أن أحبه بعطف! عطف بناء ويقظ. البلد ليس هو مكان الازدياد فقط ولكنه اختيار شخصي يقوي الإحساس بالانتماء." عبد الكبير الخطيبي

***

نشر الخطيبي ست روايات: روايته البيوغرافية «الذاكرة الموشومة» دونويل، باريس ـ 1971، ثم تلاها «كتاب الدّم» الناشر نفسه ـ 1979، ثم «ألف ليلة وثلاث ليال» فتى مرجانة، مونبولييه - 1980)، و«حب مزدوج اللغة» الناشر نفسه ـ 1983، ثم «صيف في استوكهولم» وأخيراً «ثلاثية الرباط» بلاندن، باريس ـ 1993.

هكذا ارى ان هذه الانتقائية لاسماء بعينها بها قسط من المزاجية والذاتية خاصة فيما يخص اختيار النصوص لكن اعتقد ان اهمية كتابات وابداعات كبار في حجم مفكرين عظام من طينة عبد الكبير الخطيبي، وعبدالفتاح كيليطو، وعبدالله حمودي، ومحمد جسوس، وفاطمة المرنيسي، وبول باسكون، وبورجيس ، وعزيز بلال، وعبد الله ابراهيم، والمهدي بنبركة، والمهدي المنجرة، وادريس الشرايبي، وكاتب ياسين، وادوارد سعيد، ومولود فرعون، ومولود معمري ومالك بن نبي وعلي الوردي وهادي العلوي، وحسين مروة/ ومهدي عامل وعشرات غيرهم ممن أفردنا لهم ملفات لتجميع بعض اثارهم الخالدة ..

أزجي الشكر الخالص للصديق الدكتور مراد الخطيبي الذي يسهر على نشر تراث عمه الفكري والفلسفي بمثابرة وجهد ، ووضع عنه عدة دراسات ومؤلفات بالعربية والانجليزية والفرنسية، وأشرف على تنظيم عدة لقاءات وندوات أكاديمية لمناقشة فكره الخالد، كما يدير مجموعة فيسبوكية تحمل اسمه

HOMMAGE A Abdelkébir KHATIBI






HOMMAGE A Abdelkébir KHATIBI




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى