محمد آدم - مَملكةُ مريم.. شعر

إلى
فوزية القادري


البارحةُ
تسلقتُ دراجةً هوائية لأصل إلى السماء السابعة
وأسلم على الرب
فاختفت كافة النجوم في الأفق
وكانت جواميس الله المزركشة تركض في الحَلبة
ولما شارفتُ على الولوج إلى السماء السابعة
وأدخل إلى مملكة الرب الرنانة
سألت عن كافة الجيران
وأبناء العم
والإخوة الأعداء
وكافة الكلاب الضالة التي كانت تملأ الأرض
بالصخب والعنف
وعن كل تلك الطيور المتوحشة ذات البهجة
وبقية الأغنام الإنسانية واللاإنسانية
التي خلفها وراءه الرب
على الطاولة
كعلف زائد عن الحاجة
وكان هناك ملاكان
أبيضان
يتوشحان بالذهب والفضة
ويجرجران ورائهما
بنات الحور
وهنَّ يرقصن من فرط اللذة
وكان الملاكان الأبيضان
يكتبان التقرير اليومي
عن خراف الرب المقدسة
وأسعار العملات الأجنبية
وآخر حروب الردة
وعبدة الطاغوت والجبت
والدم الذي يسيل على الأرض للركب
فيما الرب في مغارته الأبدية
يخبُّ في النوم
- في انتظار أن يتحرك الربُّ لمرة واحدة على الأقل –
وفيما هما يكتبان كل ذلك
كانت السيدة العذراء
تكشف عن ساقيها البيضاوين
والمشربين بالحمرة
وتغنج أمام الملكين الأبيضين
وهي تكشف لهما
عن اسطوانية الجسد المدهون بالرغبة
وضراوة النهدين
الأسطوريتين
وعفوية المؤخرة
التي تشبه قنطارًا من القشدة
والمجنونة بالشهوة والانوثة
لكي تقول لملاكَي الرب الحارسين
وكتبة التقارير اليومية الأنقياء
أنا لكما أيها السيدان
كُلا
واشربا من جسدي حتى تغتسلان
أنا أحتاجُ إليكما أيها الملاكان الأبيضان
أكثر من ذلك الجالس هناك على العرش
جسدي يقول لكما
أنا هو العالم
والحقيقة
جسدي يقول لكما
أنا هو الألف والياء في نفس الوقت
ورأى الرب أن ذلك حسن
وفرد حصيرته الخالية من البقِّ
والصراصير
لينام بقية النهار
ورمى بكافة التقارير اليومية
إلى صندوق زبالته الضخم
وكان صباح
وكان مساء
يومًا واحدًا !!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى