أحاولُ أن أرسمَ باباً لأخرج من حبك!

وقف هواءٌ حائر أمام نافذتي الحزينة
وأدرتُ له خيالي إلى أقصى تنهيدة
منذ صار الأسودٍ سيد الألوان لسببٍ ما
وأنا أحلمُ بأنْ أخرجك من علبة الرسم،
أرسمُ بيتاً نسكنُه أنا وحبك وحدنا
فتهب عليه رياحُ ظنونِك السوداء
وتلقينا في العراء،
أرسمُ شجرةً ليستظلَّ بها خيالي الجامح
فتتسلقها القِرَدةُ بحثاً عن نسبٍ قديم،
أرسمُ بحراً لأبوحَ له بالحنين إليك،
فتشمتُ اليابسةُ بالكلمة التي اصطدتني بها،
والكلمة التي نسيت حدود العدم!
أرسمُ منطاداً لأحلِّقَ حول ظلي؛
فينفخ فيه غرورُكِ حتى ينفجرَ
ويصابُ قلبي بالذعر والشرود والشتات الأعمى
وتنتاب نسيانُك القهقهة، وتصاب الجدرانُ بالريح!
أرسمُ نسياناً فتلونينه بالأصفر جداً،
وتطلقينه وراء كلماتي العمياء
أرسمُ قلباً وحيداً لعلك تعطفين عليه،
فتدلقين عليه أحمر الشفاه
وتصرخين بعصيبةِ قاتلٍ أعمى: أين السهم؟!
ـ أحتاجُ السهمَ فقط؛
لأشكَّ به قلباً آخر!!
وأنا أريد السهم أيضا
لأقتل ظلي الذي يتبعك.
أفكرُ برسم بيتٍ لأهدمه على رأسك،
لكني أنتبه إلى أنكِ بلا رأس
أفكرُ برسم شجرةٍ أعلى من تنهيدتي؛
لأشنقك عليها،
لكني أكتشفُ أنَّ جذورك في أعماقي أنا،
أفكرُ أنْ أرسمَ بحراً
لأضعَ حبَّك في تابوتٍ وأقذفه فيه،
لكني أخاف عليك من القراصنة!
أرسمُ دمعةً
وأغرق فيها
لعلك تتذكرين طوق النجاة!
  • Like
التفاعلات: سكينة شجاع الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى