بالقرب من مقبرة الأبد!

هذا الجسد مقبرة الأبد
أريدُ أن أخلع هذا الرأس
وألقي به جانباً ،
أو أدحرجه إلى أسفل الظل
لأرى كيف سيحبك هذا الجسد!
أريدُ أنْ أحرر فكرة حبك من جغرافيا السرير
لستُ وحدي حبيبك؛
أنا وجسدي رغم أنفي نحبك بالتساوي!
لا أعرف كيف يمكن أنْ أفعل ذلك خارج البيولوجيا !
ولكنني أحبك رغم أنف جسدي.
ومنذ أصبحتُ أنا،
وأنا أعيشُ في هذا الجسدِ كغريب؛
لا أعرفُ لمن هذه الجثة التي حبسوني بداخلها،
وحكموا عليَّ بحملها
وخدمتها بالمجان.
لا أعرفُ مَنْ ذلك الذي يخرجُ مني كلما خرجتُ إلى الضوء!
ويمشي خلفي؛
كأنَّه يحرسُ هذه الجثة التي تهترىءُ لأسبابٍ عمياء
أو كأنَّه يترقّبُ أين سأنساها ليسرقها،
أو ليقفز بداخلها،
هذا الجسد مقبرتي المتحركة.
منذ صار لهذا الجسدِ شهوةٌ تستعبده
وأنا أعملُ على ترويضها رغماً عني!
وأسهر على آلامه
كما أسهر على ملله
وأحزانه السفلية.
منذ صار لهذا الجسد وطنٌ يستبد به
وأنا أحميه من الشعارات
والأناشيد الوطنية
منذ صار لهذا الجسدٍ اسمٌ يموت به
وأنا أدافعُ عن اسمه باستماتة،
وأخافُ أن يتسخَ الاسم الحزين
أو تصيبه الظنونُ السيئة!
منذ صار لهذا الجسدِ حبيبةٌ
وأنا أغارُ عليها بالنيابةِ عنه،
وأتجمّل لإغوائها
وأعطِّر أوهامي
وأحتمل غباءها في الليالي الباردة
وأسأله لماذا تريدُ منها ألا تكون لجسدٍ آخر؟!
  • Like
التفاعلات: سكينة شجاع الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى