محمد زفزاف - بيضة الديك

أحيانا لا يُدفع كراء هذه الغرفة في نهاية الـشهر، أو نهاية الشهرين، كثيرا ما دفعت «غنو» عنا، اسم غنو لا يعجبها. تسمي نفسها جيجي. هي صديقتي ولا أعرف ما إذا كانت قد خانتني مع الثلاثة الآخرين. ولكن ذلك لا يمكن، لأن هناك احتراما معينا بيننا. عل الأقل هذا ما أشعر به عندما تراودي نفسي عن واحدة من نساء أو فتيات أصدقائي. لا أستطيع أن أفعل ذلك، حتى ولو وضعوا المشنقة حول عنقي. ثم إني لست من ذلك النوع من الرجال الذين تحدث عنهم تولستوي في «سوناتا إلى كروتزر». قليلة هي الكتب التي قرأت ولكن أروعها هو «سوناتا إلى كروتزر». أقرأه وأعيد قراءته. قيل لي إنه لكي تفهم كتابا ما أكثر، عليك أن تكـون حاصلا على الباكالوريا. هذا غير صحيح. كثيرا ما أتناقش مع بعض طلبة الكلية لكنهم يفكرون مثل أطفال. أنام لم أحصل عل شهادة. طردتني أستاذة رومانية عندما أعطتني صفرا في مادة الفيزياء
على دورتين. وبدا أني شاب غير مرغوب فيه، علي أن أترك مقعد المدرسة لشاب آخر، خصوصا وأن الـبلاد تجتاز حالة تقشف. والتقشف معناه النقص في المدارس والنقص في أقراص الدواء والحقن والأسرة في المستوصفات والمستشفيات، لكن لا يهم. كل واحد يولد برزقه، ولا حاجة بنا إلى ما يمليه أستاذ العربية: «اعقلها وتوكل». لأنني أتوكل دون أن أعقلها. ولن يستطيع أحد أن يسرقها أو يركبها لأني متوكل ولأني ولدت برزقي. وهكذا تمسك يد الرومانية على التراب أو على الصفر. فأنا أعيش.
قالت غنو:
- إنك برزقك، رغم أنك لا تشتغل. لم أر رجلا مرزاقا مثلك. ولذلك أحببتك وسوف أظل أحبك إلى أن نموت معا.
المهم أنني لا أموت جوعا. غنو تشتري لي أحيانا بعض....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى