مصطفى الشليح - الأرضُ.. حبلكَ السُّريُّ

إذا أنتَ تمشي حيثما
الظلُّ ممدودُ، وأنتَ إذا تمشي
قميصكَ مقدودُ؛

وكنتَ أصختَ السَّمعَ
لستَ ترى صدًى، وكنتَ أنختَ
الخطوَ، والخطوَ مردودُ؛

وما بين مرصودٍ
ومفقوده مدًى يسيلُ هوى
مرصودُه، ثمَّ، مفقودُ؛

وما بين معدودٍ
ومجدوده سدى كأنَّ سرابا
لفَّكَ، الآنَ، مخضودُ؛

وأنتَ ولا جسرٌ
على النَّهر يختلي بجسر
كأنْ تمشي، ولا النَّهرُ موجودُ؛

ولا الموجُ يخلي ذمَّة الماء
صاعدا يضمُّ هواءً صاعدا
حيثُ أخدودُ؛

وقدْ بليتْ منه البروجُ
إذا عنتْ، وللرِّيح معراجٌ
وحولكَ عنقودُ؛

تدلَّى كأنَّ الكرمَ آخذُه
إلى حميَّا شفاه الأرض،
والسُّكرُ مشهودُ؛

تخلَّى فما بالغيم
إلا سماؤه، وكان تجلَّى، قبلُ،
فالغيمُ أملودُ

وكانَ تملَّى كأسَه
ثملتْ بما هيَ الأرضُ قالتْ،
أوْ إذا القولُ معمودُ؛

وكانَ تحلَّى. لا يدُ الشَّمس
ترتخي أشعَّتُها إلا
ولليدِ معقودُ؛

فماذا على الأرض القديمة
يبتدي، وقبلكَ محلولُ
بها، ثمَّ، مجدودُ ؟

إذا أنتَ تمشي وانتبهتٓ بصرخةٍ
على الأرض، غضَّ الخطوَ،
بالأرض مولودُ؛

وفضَّ نداءً آتيا
ملءَ غابة
لعلَّ مخاضا ثانيا
سرُّه العودُ؛

تلفَّتَ مذعورا إلى أمِّه
بها، فحنَّتْ له الأشجارُ،
فالحبلُ مشدودُ؛

كأنْ أنتَ
أيَّانَ التفاتكَ بغتة
إلى حبلكَ السُّريِّ،
والقلبُ مفئودُ؛

فلا تمش
إلا كانتِ الأرضُ
جبَّة
ولا تمش إلا فيكَ؛
إنَّكَ ممدودُ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى