مقداد مسعود - قتيل النون.. ضرورة معرفية

في ذكراه الثامنة والعشرين ،المفكر مهدي عامل


في الثامن عشر من آيار مرت الذكرى الثامنة والعشرين على مقتل المفكر الشيوعي اللبناني مهدي عامل ، أغتال الظلام المسلح في 1987،المفكر الذي أغني الفكر اليساري في الحركة الشيوعية،ليس في بلاد الشام بل في المنطقة العربية ،بأطروحات التجديدية ومناظراته مع مايطرح من أفكار وآراءكالبنيوية واليسار الجديد، وماتفرزه الطائفية من تخندقات تعيق الصحيح الضروري.. ومهدي عامل هو المفكر العربي الوحيد الذي حاول ان يبني نظرية علمية متكاملة للثورة العربية،بل الثورة في البلدان المتخلفة عامة ،بحسب محمود أمين العالم..
مهدي عامل هو المناضل الشيوعي أولاً..حامل شهادة دكتوراه بالفلسفة من جامعة ليون الفرنسية. وهو الحزبي الميداني ،يشهد له ريف لبنان كما تشهد له المدن ،وهو الباحث عن ممارسة عذراء للفكر والعمل ..عاشق الكتب والأمهر في الصوغ النظري، وهو المعلن في الوقت نفسه..(نكتب، ربما لأن الحياة محاولة فاشلة) يشهد له على التمييز المفكر حسن حنفي
في قوله..(مهدي عامل أستاذ الفلسفة، صاحب الموقف الذي يجتهد رأيه والذي لاينقل ولايكتب كتابا مقررا،ولايبغي ترقية أو وظيفة)...
في تلك السنوات كانت بهجتي لا توصف وأنا أقرأ (مقدمات نظرية) كانت البهجة أعمق من معرفتي بالكتاب،ولولا تلك البهجة لما كررت ولا أزال في الكتاب ذاته وفي بقية كتبه التي استطعتُ الحصول عليها..أعانني (أزمة الحضارة العربية أم أزمة البراجوازيات العربية) حصلتُ على الكتاب سنة صدور 1974 يومها
كنت في العشرين تماما، توثقت صداقتي مع ما يكتبه هذا المفكر الذي لم أر صورة ً
له إلاّ بعد مقتله بربع قرن ..أستعنت بكتاباته في فهم مايجري، وحين أختلفت معه
الناقدة يمنى العيد في مسألة معرفية بخصوص في التناقض،زعلت على الناقدة التي كنت قد قرأت لها(ممارسات في النقد الادبي) وكان ذلك ربما كتابها الاول..لكنني بمرور الوقت عدتُ الى مقالتها المنشورة في (الطريق) اللبنانية، التي كانت تصلنا الى البصرة بشكل دائم..ورأيت في مقالة الناقدة، حول التمييز والكونية، قرأت مجتهدة من المنظور ذاته، مهدي عامل عقلية جدالية جدلية، ضمن المفهوم الماركسي لا الهيغلي..منذ فترة أعاود قراءة (في الدولة الطائفية)..وأتوقف عند
قوله..(ليست الطوائف طوائف ، إلاّ بالدولة والدولة هي التي تؤمن ديمومة الحركة
في إعادة انتاج الطوائف كيانات سياسية هي بالدولة وحدها)..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى