لويزا غلوك Louise Gluck - اعتراف.. ترجمة: عاشور الطويبي

أهله لا يملكون أيّ شجرة، لذا يسرقُ أحيانًا،
وهو يحب الفاكهة. هو لا يسرق تمامًا-
هو يدّعي أنه حيوان؛ يأكلُ ما يقع على الأرض،
كما تأكل الحيوانات. هذا ما يقول للقسّيس،
لا يعتقد أنها خطيئة أن تأخذ ما ملقى هناك ليتعفّن،
هذه السنة ككلّ سنة أخرى.
كرجل وكإنسان، يتفق القسّيس مع الولد،
لكن كقسّيس يجازيه، الجزاء الخفيف،
لأخذه شيئا لا يملكه، كي لا يقتل المخيلة.
لكن الولد يحتجّ. هو مستعد أن ينفّذ الجزاء
لأنه يحب القسّيس، لكنه يرفض الإيمان
أن المسيح قد أعطى شجرة التين إلى هذه المرأة؛
هو يريد أن يعرف ماذا يفعل المسيح بكلّ الأموال
التي يتحصّل عليها من العقارات، ليس في هذه القرية بل في كلّ البلاد.
يقول هذا نصف مازح ونصف جاد فيضطرب القسيس-
لا يستطيع أن يتعمّق مع هذا الولد،
رغم أن المسيح لا يتعامل مع العقارات،لا يستطيع أن يشرح
أنّ شجرة التين ما تزال ملكًا للمرأة، حتى ولو لم تقطف التين.
رّبما يوما ما بدعوات الولد، ستصبح المرأة قّديسة وتشارك
الغرباء شجرتها وبيتها الكبير، لكن الآن هي انسان وأسلافها قاموا ببناء هذا البيت.
القسّيس سعيد أنه استطاع أن يغير مجرى الحديث بعيدًا عن المال،
الذي يجعله متوّترا، ويعود إلى كلمات مثل عائلة أو تقاليد، حيث يشعر بالأمان أكثر.
يحدّق الولد فيه-يعلم تماما الطرق التي استغلّ بها سيدة مسنة،
الطرق التي حاول بها أن يسعد القسّيس، لينال اعجابه.
لكنه يبغض خطبا كهذه الآن؛ هو يريد أن يحرج القّسيس:
إذا كان يحب العائلة جدًا، لماذا لم يتزوج كما فعل أبواه،
يواصل نسل أسلافه. لكنه صامت.
الكلمات التي تعني لا مزيد من الأسئلة، لا مزيد من الحجاج-
تلك الكلمات تفوه بها. "شكرا، أبانا،".
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى