على حدود أمي!

بفارق عشرة أعوام عن حزن أبي ؛
ولدت أمي
بمعنى أنَّ أمي تأخرت قليلاً على الهباء،
أو بمعنى أن أمي ليست وحدها المسؤولة عن هذا الخراب،
فهذه الكلمة التي يسمونها أمي ؛
لم تولد من المرارة دفعةً واحدة ؛
ولم تصبح قاسية الخيال دفعةً واحدة،
ولم تغدو أمَّ جسدي دفعةً واحدة!
بالتدريج صارت كل هذا الألم
شيءٌ ما انكسر بداخلها؛
لتكبر خارج قلبها كعوسجةٍ في مهب السراب،
أمي التي ما تزالُ تقاتلُ مرارة الشيخوخة بالذكريات والقهوة الحلوة،
وتعيشُ مأزق حبها لأبي؛
حيث توقف بها الزمنُ هناك
كقطارٍ خرج عن القضبان.
وعلَّمها الغياب أن تكون زوجة الانتظار ،
كانت سيدة حزنها دائما،
ودائما كانت تعيش كثاكلة
حتى قبل أن يكون لها عشرة أبناءٍ
تكرههم بالتساوي
وتدعو لبؤسهم بطول العمر!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى