قصة ايروتيكة طالب ك إبراهيم - المحور الميكانيكي الأخضر.. قصة قصيرة

أمسكت خيارة كبيرة ملساء، ووضعتها مع الباقيات الصّغيرات في كيس نايلون. شاهدها "الخضرجي" فقال لها:
ـ " مدام ... هاي ما بتنفع للأكل ولا حتى للمخلل.." .
ثم رجاها أن تعيدها ، فهو لا يريد أن يغشّها، لكنها لم ترد، ولاحظ احمرار بشرة وجنتيها، فسكت، واكتفى بقلب شفتيه مستغرباً . وزن الكيس، وأخذ منها الثّمن ، وهي أبْقَتْ له " الفراطة" لأنه غالب الأحيان يسامحها ، فلتكن منها هذه المرّة.
عادت إلى منزلها الصغير، تقطع آخر الخطوات لنهار طويل متعب بعد ساعات عملها. شاهدها جارها الذي عاد قبلها من العمل ، والذي كان يجلس أمام عتبة بيته يدخِّن ، ويشرب الشّاي ، فانتظرها، حتى نظرت إليه ، ولما فعلت غمزها، فطوت بصرها ، ودخلتْ منزلها، وهي تشعر بالقرف.
أحجمت عن تحيّته منذ زمن بعيد، وهو لا زال يتحيّن الفرصة تلو الفرصة، فيطلب منها أن تستقبله في منزلها ، ورغم أنّها هدّدته ، إلا أنه لم يرتدع ، فهو يعرف أنّه ليس من أحد يحميها فزوجها "معتقل" وأقرباؤها انفضوا عنها خائفين، والدّولة مشغولة عنه بزوجها ورفاقه المتخفين أو المتوارين عن الأنظار، وهذا الوقح مازال يستغلّ ظرفها وضعفها ، ليظهر سفاهته، وهي ترفض أن تعترف بضعفها ووحدتها رغم شعورها الدائم بتخلِّي الجميع عنها، ورغم شعورها... بالهزيمة..!!
غسلت الخيارة الكبيرة الملساء، نشّفتها، وزرعتها تحت مخدتها. تغسّلَت، وأكلتْ، وشربت ماءً ، واسترخت في كرسيّها المريح، ولما انزاح تعب النهار ، فتحت التلفاز، وجلستْ تتفرّج، ثم شردتْ، وأطفأته عندما انتبهت إلى كلامه الفارغ.
أغلقت المذياع بعد ذلك لقرفها من كل الأكاذيب . فتحت المسجِّل بعد أن وضعت فيه "كاسيتاً" لمطربها المفضّل الممنوع، وأخفضت الصوت، ولما أنهى أغانيه، أطفأته، ثم جلستْ، تصرف وقتها الباقي على أنغام سنانير الصّوف، التي توزّع الخيوط الملوّنة المضطربة بتناسق لوحات عظام الفنانين...
أرخت البرادي، وأوقدت مصباح غرفتها، ولمّا قفز عقرب السّاعات إلى العاشرة، أطفأت المصباح، وشقّت باب البرداية قليلاً ، فسبح ضوء خفيف من الخارج، ورسم صورته على الجدار المقابل لسريرها.
تعرّت ببطء وهدوء. حملتْ "شورتها" الداخلي، وقربته من أنفها. شمّته، فلم تجد شيئاً غريباً ، وقد نسيت رائحة الخصب المشتهاه، رائحة زمن كان يرقد على سواقيه رجلٌ!!!
رمته فوق كتلة ثيابها. أمسكت كرتي كتفيها، ثم فرشت أصابعها، وسرّحت شعرها، وكان ملبّداً، نثرته فارتاح على عنقها.
أمسكت ثدييها الخاملين ، فركتهما.
انزلقت كفّها، لتلامس كتلة الشّعر الخفيف الأجعد، وتحته كان يرقد مفصل حرارتها، ذاك الشّق الطولي المغلق.
دورت إصبعها الكبير حول أطرافه المشرشرة، أحنت رأسها، وراقبت حياده المرّ. تنهّدت، ثم دخلت في فراشها.
جمعت طرف الغطاء، وعانقته، فلثمتها برودته. قبّلت مخدّتها، فرشت الغطاء فوقها جيّداً، وأدخلتْ يدها تحت المخدّة، وأخرجتْ " الخيارة" المختبئة.
قبّلتها، مسحت خدّيها بها ، أدخلتها في فمها ، دحرجتها فوق رقبتها وصدرها وبطنها.
استلقت على ظهرها، فتحت ساقيها، وطوت ركبتيها.
قرّبت الخيارة من كهفها المهجور.
بأصابع كفّها فتحت طرفيه، وبأصابع الأخرى الممسكة بالخياره، دوّرتها على حوافه، كانت تترقب انفجار الرطوبة الحارة، ليبدأ إيلاج ميكانيكي جامد، ومصاب بالبرودة.
بلعت لعابها المتسرب داخل فمها الحار. تسارع نبض نفسها.
رفعت ساقيها، ودفعت الخياره وهي تسحب أصابع كفّها عن كهفها، وتضعها على خصر الخياره.
كفٌّ تدفع وكفٌ تراقب الإيلاج قطرة. قطرة..
هزّت ردفيها، ودارت حول المحور الميكانيكي الأخضر, تقاطرت صور إباحية على عينيها المغمضتين بشدّه.
صورة أول إيلاج بشريّ، أول ألم شهيّ، وتتابعت صور الإيلاجات والوضعيات، مصت شفتيها، وكفّها تحرك المحور الأخضر حتى تهطل عليها ذروة هي في أمس الحاجه إليها ، رفعت رأسها وتسلقت كفّها الحرّة جسدها، قرّبت ثديها من فمها، ومصته، شعرت أن اللحظة التي تريدها، تهرب منها، فسارعت حركاتها وحركات محورها الميكانيكي.
عاد رشدها إليها، رغم ممانعتها، حاولت إبداع صور إباحية جديدة لتكمل حاجتها، فانبثقت عبر الأخيلة، صورة جارها يفرك وسطه ويدير وجهه مدعياً أنه لا يراها، وهو يعرف أنها تراه؛
فبردتْ. توقفت، لوحدها توقفت، لوحدها.. وانتظم نَفَسها بعد لهفته المتصاعدة قبل قليل. أخرجت المحور من كهفها، وأقفلتْ ساقيها. دحرجته فوق بطنها، فداهمتها لزوجته الباردة.
انسلت كفها من تحت الغطاء، وقذفت به بعيداً، وأطبقت يديها على وجهها، عصرته، وانفجرت في بكاء صامت.
كانت تبكي، وتلوم زوجها، لماذا فعل بها ذلك؟!! لماذا؟!!
تبكي، وتلوم، وتكبح صراخها..
تأخرت كثيراً حتى نامتْ.. تأخّرتْ،
ثم نامت، وغابت في انكسار صامت طويل..
في ليل ساكن طويل، في بلد لا يعرف..
لا يعرف إلا بُعداً واحداً...



×××××××


المصدر: ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى