إبراهيم محمود - فخاخ منصوبة بين نقوس المهدي وأمل الكردفاني

" إلى عصام رجب "

بحكم كوني مبتلياً بالشك
فقد نصبتُ فخاخاً بين نقوس المهدي وأمل الكردفاني
علّي ألمس الوجه الأكثر أهلية بالكتابة في أنطولوجيا" هما "
مَن هذان الحاملان لاسم مثير للشبهات؟
اسم يثير حفيظة كوكبة كتاب: من جورجياس وأفلاطون، مروراً بالغزالي، وليس انتهاء بنيتشه وحنا أرندت
تشكَّلَ لدي- بحكم المتابعة- رصيد وافر من هذا الشك- لأترصدهما عن بعد
متعقباً، منقبّاً في الأسماء التي تشاطرهما أنواعاً من الكتابات
كان هاتفي الداخلي الوحيد هو:
لا تتمترس بالشكوك كثيراً
وهما يفتحان لك الباب على مصراعيه
وهكذا رفعتُ نافذة ود، وأودعته جداراً عالياً في البيت الأنطولوجي الذي كان
***
تساءلت بداية: ماذا يأكل نقوس وأمل؟
هل يأكلان البرغل مع لحم الفرّوج مثلي
صحبة كأس من العيران البارد
أم لهما طقس آخر في نوعية خاصة من الطعام؟
تساءلت: كيف يعطسان، وهما على وشك كتابة تعليق شاهد على الانهمام
تساءت: كيف ومتى ينامان، وثمة ما يشير إلى أنهما يهِبان اليقظة الكثير من هواء الآتي
وجاءني هاتف تال: ما يهم هو أنهما يأكلان ويشربان وينامان ويستيقظان، إحقاقاً لتدشين قول مختلف
أليس هذا ما ترتئيه حتى الآن
تنفَّس خيالي الصعداء
***
سأتوقف عند نيالاو، وكلي تساؤل بالمقابل:
هل تصادق التمساح النيلي كثيراً
لتتخذ من ظهر فرس النيل قرطاساً
وتبث النيل أوكسجين قصيدتها المسكية؟
هل تأكل الخس مثلي، مقصفاً أوراقه العريضة الطازجة؟
أين يكون إكليل قصيدتها
وثوب جمالها الشعري
وجناحاها الليليين
قبل صياح الديك السوداني الطروب؟
***
سأتوقف عند فوزية العلوي قليلاً:
تُرى، من أي تراب تجبل نَصها
وفي رحم أي هواء يأتي طلْق المعنى العالي
بحضور قابلة نصفها نار ونصفها ماء
***
ينتظرني محمد عثمان أدريانو
ملوّحاً بموجة هواء عليل
وملؤه ضحك
وفي إثره سجانوه مطأطؤ الرؤوس
رفعت له كوباً كبيراً من النور
عل حرفي يتمسح بأريج بشرته جيداً
***
ظهر لي محمد آدم
على مرمى جمهرة من القصائد
كأن شعره لبدة وهي تستشرف كتابة المزيد من القصائد الليليتية
لكم يعبث محمد بالهواء
مغيّراً في أوتوستراد المعنى
انتظاراً لأرض أقل احتفاءاً بالدماء !
***
في الجوار
كان جورج سلوم
في هيئة من ينطق
ولا ينطق
تاركاً المهمة لدعابة وجهية
خيَل إلي أنه يصعد شجر العورات كثيراً
ليشير لها بطريق الصواب
من وراء نظارة لا تخفي خبث المعنى
ونزق الخيال
ومكر مقول القول
***
في الطرف المقابل كان ظل عبدالقادر الوساط
هادياً بلغة تشق أكثر من طريق معنى
كان مربكاً مأخوذاً بالوساطة بين اللغات
كان وجهه توحيدياً في بعض حالاته
وهو يمارس هجنات أعصر وأـسماء
في " الإمتاع والمؤانسة " على طريقته
***
أثار جعفر الديري حفيظتي لأكثر من مرة
منوّعاً في أجنحة موضوعاته
أي جسم يحمله
أي مركب معنى يقله
وأي جهات يرتضي
في خوضه غمار كلمة لا ضفاف لها
أبعد من حدود " المنامة " طبعاً
يقظ الروح بالتأكيد ؟!
***
لامس ظل صوت لا يخلو من ونة عتاب
لكريم جخيور
أتنساني يا هذا؟
ينفجر قصائد
تخوفاً من انفجار سدوده الكثيرة
في بلد لا يأمن شرور الطوفانات
لوحت له بريشة ذربة اللسان:
بهذه سيكون لك اسم
كي تحضر مأئدة الكتابة المفتوحة
***
تقلقل بي المعنى وراء ابتسامة غامضة لزهير الخويلدي
وهو يشهّر حرف الحرية النافر
في صفحة فلسفة تتخوف من مجراها ومسراها
" هاي " قلتها بصوت أظن كلماته سمعتها قبله .
***
بين نقوس المهدي- وأمل الكردفاني
ثمة عويل للأنطولوجيا
أي داء نال منهما
ليبحثا عن " جزة " الأنطولوجيا الذهبية؟
يصرخ هيدجر في " دازاينه "من وراء شاربي نيتشه الباديين جناحي نسر كاس تسوناميين
في صحبة جبال وبحار تطلق على المكان
أسماء أموالجه الألف
ثمة إذاً مائدة/ مأدبة أنطولوجيا بهيئة نيلية
تستشرف أرضاً محررة من حدودها
وسماء من جنودها
لهذا انتسبت بمساماتي الدالة علي
إلى مائدة ترحّب بكل من لم يُسمّوا
حيث " المامبو السوداني "
فهُم حضورٌ
ونقرت: " أرسل " " * "


*- عصام رجب، مغامر قراءة سوداني" من كردوفان "، غريب الأطوار، في عاداته القرائية، عرّف بنفسه علي بصفته مهندس حسابات مالية في السعودية منذ مطلع 2000، معبّراً عن تقدير لي، لا أنساه، وتصل هذه الغرابة أنه زارني في بيتي، في قامشلو، وهو على مبعدة آلاف الأميال، صيف 2004 " تحديداً في 14-7/ 2004 " تعبيراً عن رابطة ثقافية استثنائية.
لا أدري أين هو الآن. عسى أن يصله هذا الكلام: التحية، في حضرة هذا الدازاين الرشيق .

أحدث المراجعات

المبدع الرائع الجميل إبراهيم محمود
اية كلمات نتوخاها من بين قواميس اللغة لنعبر لك عن اعتزازنا بكلماتك الرائعة ومشاعرك الباذخة ، و اعترافنا بمكرمتك الطيبة التي اتحفتنا بها .. هذه المأدبة العامرة الثرية المحتفية برائق الشعر وبديع الكلام وشائقه، وبالصدق والصفاء والمحبة والمعزة والنقاء.. وانت تنحت الكلمات وترصها عبارات شفيفة كالحلوى الشهية ، وتوزعها بالقسطاس والانصاف على الاحباب الاعزاء المبدعين ، أغصان شجرة الابداع الوارفة التي تظلل الأنطولوجيا وتزيدها بهجة وألقا..

تعليقات

المبدع الرائع الجميل إبراهيم محمود
اية كلمات نتوخاها من بين قواميس ومعاجم اللغة ومحيطاتها ، لنعبر لك عن اعتزازنا وابتهاجنا بكلماتك الرائعة ومشاعرك الباذخة ، و اعترافنا بمكرمتك الطيبة التي اتحفتنا بها .. هذه المأدبة العامرة الثرية المحتفية برائق الشعر ولذيذ المعاني وبديع الكلام وشائق النظم ، وبالصدق والصفاء والمحبة والمعزة والنقاء والمودة .. وانت تنحت الكلمات وترصها عبارات شفيفة كالحلوى الشهية ، وتوزعها بالقسطاس والانصاف على الاحباب الاعزاء المبدعين ، أغصان شجرة الابداع الوارفة التي تظلل الأنطولوجيا وتزيدها بهجة وألقا و انسا وامتاعا..
 

وهكذا رفعتُ نافذة ود


قال شاعر مجهول:
زُرْ دَارَ وُدٍّ إنْ أرَدْتَ وُرُوْدَا *** زَادُوْكَ وُدَّاً أنْ رَأوْكَ وَدُوْدَا
ومع ذلك فالود عندي أكثر جسامة من نقيضه (أياً كان وصف النقيض) ، ذلك أنه يسربل المرء بالخجل ، ويؤدبه ، والأدب نزعُ لصفاقة الذات وإيصال بين الذات والآخر ، فالأدب حدٌ حاول الشعراء كسره بالتهاجي كما بين الفرزدق وجرير ، وشوقي وحافظ ، وهو تهاجٍ غايته التبسط والتحرر ، فإذا كانت هذه غايته زاد الودَّ وُدَّاً فإن زاد ذلك حلَّ الروح القدس في جسد التناقض الصوري. ولذلك فللود جسامته ولنقيضه هشاشة وهزال. غير أن في نقيضه قد تنافس المتنافسون.
ومن نافذة ودك قرأت اسمي واردا بالود فانتبهت (والناس ينتبهون لأسمائهم) ، وقد كنت من قبل ذاك في شك مريب ءأُبقي عليه أم أتبنى اسماً أدبياً ويبدو أنني -بعض ملاحظتك هذي- قد أبقي عليه تيمناً بذكرك لي في ملأ المبدعين ، فأشكرك على حسم الشك عندي.
لك الشكر على ما تفضلت به عليَّ ولك خالص الود.
 
المبدع الرائع الجميل إبراهيم محمود..
لا أعلم.. أشعر أن السكوت في حضرة هذا الكلام الجميل.. أكثر صدقا من أي كلمة امتنان.. انا ممتن جدا للقائمين على هذا الموقع لفرصة الالتقاء بأساتذة مثل أستاذ ابراهيم.
 
أعلى