على بُعد تنهيدتين !..

تقولين: حبُك مات!
وقلبُك مات،
وحلمُك مات ؟!
وتنسين أن الذي مات من حلمنا
يترسَّبُ في دمعنا
ويعيشُ إلى بعد أجسادنا،
أشد وأقسى من المستحيل
ومن قوة الكلمات.
هنا ما هنالك من أمسنا لا يموت
وإنْ قيل: مات!
على بعد تنهيدتين نهودك تغزلُ روحي شراعاً
وتقذفني قارباً من قصاصات شوقٍ ببحر الدموع،
وحتى ضراعاتنا أوقفتنا على جسرِ أوهامنا وتهاوت بنا،
إلى ماوراء الخيالُ المُعَلَّقُ بين جسور الردى
وجسور الشتات.
هنا مات كل الزمان الذي كان يوما أنا
هنا مات وقتٌ كثيرٌ
ولم تدرك الريحُ ثأرَ الفراغ
الذي قتلته الجهات.
ومزَّقتْ الصمت فيه
وألقتْ بجثته في عراء الهباء ،
هنا انكسرتْ عادةُ الحبِ
والتحمت رايةٌ للزمان البعيد
بتنهيدةٍ مات فيها ضمير المخاطب حزنا
وعاش خيال الوشاة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى