على هامش الكأسِ عاش ومات!

يقولون:مااااات!
وقيل: استدار إلى قلبه في مهب الشتات!
بصحبة أشباحه المستطيلة
حاول ألّا يكون الصدى
فغادر توقيت أحزانه،
غادر الكلمات.
تخلّى عن الوقت فيه؛
ليكسر طوق المدى،
أو يغيب عن الوعي بالطعنات.
على هامش الكأسِ،عاش وغنَّى....،
وقال: على أي جنبٍ ينام الإله؟!
وحدَّق في الثلج ،
حدَّق في كبرياء الزجاج ،
وقال لأغنيةٍ تتسكع بين السكارى:
سأشربُ نخبَ الوداع لقلبي،
سأتركه وحده في شباك الهوى
أو سأتركه جانباً مثل حلمٍ قديم،
سأتركه خلسةً
وسأرقصُ ملء خيالي الوحيد ،
وأنسى لماذا أعيشُ هنا قيد يأسي،
وكيف سمحتُ لها أنْ تفخخ قلبي؟!
سأنسى وأطردُها من دمي،
وأسخرُ من كل معنى،
كأنْ لم يكنْ في الحياة نساء،
كأيِّ غريبٍ مضى في اتجاه الصدى
ليهرب من لوعة الذكريات!
تنهد حتى نهاية لا
وكان يؤدي الحياةَ كأعمى على هامشِ المشهد العبثي،
ويسخرُ من حكمةِ الله في موتِ أحلامِه واحداً واحداً كل يومٍ
أمامَ عيون الحواس،
لقد كان يعرفُ أحزانَه منذ ميلادها،
وامتدادَ الحقيقةِ في ليله،
لا يخافُ من الوهم أو ضده،
ويرى الريحَ مسكونةً بالحنينِ تفتشُ عن وطنِ في الفراغِ
ويبكي على وطنٍ في خيال أبيه،
بحوزته ألفُ تنهيدةٍ
ومصلىً لقبوٍ خفيض الخيال
وبيتٌ من القشِ في كل تنهيدةٍ يتلظى فيطفئه بالدموع،
وأمٌ تعالج آلامَها بالصلاة.
ووعدٌ جريحٌ يدافعُ عن آخر الذكريات!
أحبَكِ حتى نهاية آهِ
وأضمرَ للحبِ ألّا يعود،
وألّا يعيشَ رهينةَ حلم الطفولة بالعدل
والظلم خارطةٍ تحت سوط الطغاة،
أحبَّك أمنيةً يتجسَّدُ فيها الحيادُ مع الذات،
لا الخوفُ من أمسه يتقدَّم نحو مضارب أعدائه،
لا الكلامُ المدججُ بالوهم يقتلُ فيه طفولةَ أحلامِه،
لا السماءُ التي في كتابِ الطبيعة تغري مساءاته بالدعاء!
أحبَّ وعادى كثيراً رجوع الصدى من فم البئرِ حُراً
وكان مراراً يؤرخ بالصمتِ للكلمات التي لا تموت،
ويدفنُ في القلب أسمال سقراط،
حيث الحقيقة عارية
والزمانُ الحكيم يرقِّعُ خرقَ الإله،
وليلُ السماءِ البعيدةِ يبكي،
وينشر سوأتَه للغرابِ البليد،
لقد شئتُ ألاّ ألقنَ عينيك عنه حديثَ الحنين،
ولكنَّ عينيك تستوقفان السنين،
وفي القلب سيرةُ منفى يموت
وفي ضوءِ عينيك ليلٌ بعيدٌ
ودربُ الغريب طويلٌ عليه،
ويعرفُ بين الأزقة كيف يموت الهواء!
ولكنه ليس يعرف أين يعيش إله البنات!
  • Like
التفاعلات: ثورية الكور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى