مبارك وساط - تحليق.. شعر

1 ـ

هذا الصباح
شوهِد بحرُ مدينتنا
وهو يتحرّك بسرعة في الهواء
إنه يُسافر محلّقاًً
إلى حيثُ سيقضي عطلته
يطفو على سطحه أطفاله
ويلعبون


2 ـ

هذه امرأةُ تحلق باستمرار
إنها ربانةُ طائرة
كانت معي في نفس الفصل
لمدة سنتين
أيام المراهقة
وكان لصوتها جَرْسٌ مدهش
علت ضحكتها مرّة
فقفز من النشوة القطّ
الذي كان دائماً يتجول
في ساحة ثانويتنا
قفز من النشوة ولم يعد يستطيع أن يمشي
دون أن تزلق قائمتاه الأماميتان إلى الأمام
والخلفيتان إلى الوراء
وارتسمتْ في عينيه ضحكة ماكرة
أذكر أيضاً يوم انزلقتْ قدمي
اليمنى على بساط من الحمّى
وهي تنظر إليّ من شُرفة
وتبتسم
وأنا أسقط على ظهري
وأبقى في ذلك الوضع حتّى أنهي سيجارتي
هي الآن ربّانة
لها كسكيت غريب أحلم أحياناً أنه
يشدّ رأسها بعنف شديد
وإذ تصرخ في حلمي
أستيقظ
هي الآن تعيش في الأجواء
أنا في بيت جوُّه حارّ في هذه الأيام
أزجّي الوقت بملاعبة بضع دموع
كنتُ بالصّدفة وجدتُهنّ في مهد صغير
في باب حديقة
فور ولادتهن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى