فوزية العلوي - الشهيد.. شعر

قلبه في كفّه
وعيناه نجمتا ليل آفل
بين جرحه والجنّة موضع وطنْ
يجري كما الرّيح وينادي
بأعلى شلاّل دمه ، يا بلادي
انتظريني أنّي أنا شجر الطرفاء
وصنوبر الغابات جميعا
والهزيع الأخير
من صبر الأمهات الساهرات
ينزل حثيثا في سفح البلدات المتربات
ويلوح بالأحمر والأبيض
يا أنت يا خوخ بلادي
وياثلج تالة الملكيّ
وياجمرالسهوب الحارق في أعطاف قفصة
ياكلّ حصى الأرض وقمحها المنهوب
من نمل المغول الجدد
يا شمسها التي نسيت أن تدفّئ
عري أرواحنا الطفلة
ياريحها التي لم تهبّ على الغافين
عند العتبات الغريبة
ويا نعناعها الذي نسينا ريحه
من أزمان الحريق الأولى
يتهاوى كفرخ اليمام
إذ تدحرجه طلقة الليل
يتبدد جلّنارا على العتبات
ويتعالى زغاريد في جبال القصرين الخضر
التي حاصروا صنوبرها
من عهد تاكفاريناس
يصّاعد كمسك الليل إذ تحاوره الريح
ويوغل يوغل في المسام وفي شرايين القلب المتعب والنابض أبدا بحبّ أسطوري
يقوم في أحلام الصغار ،طائرة ورقية
وفي هلوسات الصبايا، رخّا فضيّا بمنقار آحمر
وفي عيون الأمّهات شلالا من الدّمع الموعود بالبقاء
وفي ذاكرة الوطن صومعة شامخة من البهاء
وأحد عشر ألف كوكب
وحقولا من السنابل
كل حبّة بمائة ألف حبّة

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى