داريا هلبجه يي - دعوها.. تنفث دخانَ سيجارتها بوجه العالم.. شعر - ترجمة : فتـــاح خطـــاب . .

كلما إنبلج الصُبح
دعوا هذي المرأةَ
على سجية التخيل بوجودها
أن تُشعل سيجارةً
مع رشفة قهوة الصبح
مثلها كمثل زهور السندأنة
المركونة في الظل
تقطر روحها شُعاعاً
بينما الشمس لاتُحس بوجودها
.
دعوا هذي المرأة
تتغنى بوحدتها
كلما حل المساء
مُحتضنةً السماء
مثلها كمثل عصفور مكسورة الأجنحة
إزداد يقيناً بأن الطيران لمثله
من رابع المستحيلات
بينما في الحلم
تحتضن كل السماوات
دعوا المرأة أن تعيش
أن تحس بوجودها
لا أن تموت مقهورة
تندب وحدتها إذ أنها ليست من إرادة الله
أن تكون المرأة في أوج عنفوانها
وتعاني الوحدة والإنعزال
متروكة لمصيرها المحتوم
.
قولوا لأمير مدينتنا
على صحة رجولتك..!
كيف تصادق على موت إمرأة
أين فقدتَ يا هذا..
رجولتك
أ هذا من قوانينك
أم من شريعتك
أم من جراء ثقل الضمير
تخلخل وجدانك
.
أجّْل ومدد الشهر إلى شهور
إلقِ السنة وما بعدها إلى بحر النحور
أما أنا.. إمرأة طويلة النَفَس
مثل إجتراح ألم المخاض الذي يخلق وليداً
.
يا أمير مدينتنا .. النستلة
دع الأمور جانباً وأبتعد
لأبتعد عنك أنا أيضاً
إذا ما كنتَ مالِك القوانين والأحكام والشريعة
فأنا إمراةٌ صماء
عدا الله
لايعرف بها أحدٌ
في نهاية أي حرف من حروفي الغَضبى
سأضع لموتك المحتوم
في مملكة وجودي
نقطةَ آخر السَطر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى