حميد العقابي - ما يشبه الهايكو.. شعر

بالأمسِ كانوا يقتربون
واليومَ صاروا وهماً
هل أخطأتْ زرقاء اليمامة

***

أمسِ جاءتْ
قبل ذلك جاءتْ مئاتِ المرات
اليوم أسألُ : كيفَ تأتي

***

حينما غادرتْني
قامتْ الجدرانُ والأبوابُ تتبعها
وحدي في العراء

***

زهرةٌ حمراء
أسمعُ رائحتها
يقول الأعمى

***

عصفور ميت
دفنته في هايكو
فرحت طفلتي

***

البحيرة هادئة
نسر يحوم
كيف لي أن أكون محايداً

***

الليل زنجية
شبقية جداً
المعري لا يعرف ذلك بالتأكيد

***

في الخريف
ليس له متسع من الوقت
الراوي يكتفي بثلاثة أسطر

***

على الطاولة
قصيدة عن الأبدية
والشاعر يغطّ في موته

***

لص
سطا على بيتي
لم يجد غير الوجود والعدم

***

شجرة
النافذة المطلة على الشجرة
إكسسوارات العزلة

***

المنفي سائح
يمضي وحيداً
وبلا كاميرا

***

علناً
سوق سوداء
بائع الحزن لا يدفع الضرائب

***

أشجار كرزٍ مزهرة
تحيط بمعرض سيارات (تيوتا )
” بماذا تفكر ؟ ” تقول ابنتي

***

وحدها الوردة الحقيقية
بين الورود الاصطناعية
ذبلت

***

العراة على ساحل البحر
بعد أن غابت الشمس
تعففوا

***

كانت تجمع أفخر السجاد
بانتظار ضيف عزيز
جاء ولم تكن

***

شروق الشمس
جميل منذ الأزل
باهتٌ في القصيدة

***

المخدة التي بيننا
تحتضنها زوجتي مرة
ومرة احتضنها أنا

***

بمجلدٍ أنيق
سأنشرُ أخطائي الكاملة
إنْ عشتُ طويلاً

***

في الغابة
كتاب موسيقى ممزق
الريح تعزف

***

صيف دنماركي
الصبايا فرِحاتٌ بيقظة نهودهن
نهدٌ في اليد خير من ألفٍ في الشارع

***

بعد الأورجازم الثالث
تذكرتْ
أنها لم تكوِ قميصي أمس

***

رجل دميم
اصطادَ سائحتين جميلتين جدا
توقفَ لاعبو النرد

***

شروق الشمس
باهرٌ من نافذة القطار
باهتٌ في القصيدة

***

ناموسةٌ متخمةٌ
حطتْ في الكتاب
أطبقته منتشياً

***

طفلتي
وجهٌ ذاهلٌ
قطراتُ دمٍ على أرضِ الحمّام

***

في الطريق إلى البيت
لا شيءَ يسترعي الانتباه
سوى المقبرة

***

كم تبدو مضحكاً وأنت تمسكُ الكمان
ليس لأنك لا تعرفُ العزفَ
بل لأنك ظننتَ الأمرَسهلاً

***

نسقٌ من جِمالٍ
” قطار”
يقول’ اسانُ العرب

***

في القطار
امرأةٌ نائمة
نهدُها يقّظٌ

***

في الطار
أطثر المسافرين حرصاً على حقيبته
قس

***

مفتشة القطار
تنحني وهي تقطع البطاقة
زر مقطوع

***

الطريق طويل
لا بدَّ من فكرةٍ لتزجية الوقت
النوم

***

ساعةُ المحطًةِ
نقطةُ التقاءٍ
جتى وإنّ كانتْ عاطلة

حميد العقابي
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى