محمد علوط - للجسد دوافعه التي يجهلها العقل ..

للجسد دوافعه ، التي يجهلها العقل.. / باسكال .
.
خذ مثلا تلك المرأة في فيلم " لاسترادا " لبازوليني
لم تقل كلمتها بعد - فقط هو المخرج - كان يحشو فمها بالكلام المنمق الموظب كصف الفخار الصيني في دولاب الحائط المشمع الزخرفة
كان يحشو جسدها باستعارات الاخصاء كلما انكشفت رخامة ركبتيها الباردتين من خلف شراشف الدانتيلا أو ارتعش ظل نهديها في بلور المرايا
كل هذا ليقول : البورجوازية بلا قاع .
.
خذ مثلا أنا ، في الحفل الراقص - بلا قرينة دالة على صحة كلامي -
وقت أعدت اليها الاشارب الذي سقط بين قدمي
وقت قلت لها :
- لا تكوني أسرع من الموسيقى
- لا تحاكي عجل الفراشات
- لا تينعي خارج حكمة الفصول
أحتاج بضع سعرات حرارية من الشعر
لأراقصك دون أن أكسر سولفيج اللحن
في دمي و في دمك .
.
خذ مثلا الأعميان ، أوديب و بورخيس - بلا ذريعة نقدية تشبه شفرة حلاقة -
أوديب أنجب فرويد يفسر القصائد بالسرير
و أنجب سيمون دي بوفار تفسر العالم بالأورغازم
و بورخيس حين فقد عيناه كتب : " كل ما هنالك أني لم أعد أرى اللون الأسود ، كل شيء تحت قشرة اللغة أزرق " .
.
/
.
أرأيت ، للجسد دوافعه .. و ديكارت ليس على صواب دائما .
.
.
.
--------

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى